بمناسبة ذكرى حرب 6 أكتوبر وفي حوار لجيهان السادات زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في برنامج على مسئوليتي مع أحمد موسى، فجرت جيهان السادات مفاجأة كبرى عندما أعلنت أن من وضع خطة حرب 6 أكتوبر هو المشير أحمد إسماعيل، وليس كما هو متداول ومعروف لدى الجميع بأن من وضع خطة الحرب هو الفريق سعد الدين الشاذلي، وجاء هذا التصريح مفاجئاً للجميع، لدرجة أن أحمد موسى تساءل هل من يردد أن الشاذلي هو مهندس التخطيط لحرب أكتوبر يريد تزييف التاريخ.
كما أضافت جيهان السادات أن هناك خلاف حدث بين المشير أحمد إسماعيل والفريق سعد الدين الشاذلي في الدفرسوار، حيث طلب الشاذلي من أحمد اسماعيل ضرورة الإنسحاب وقد رفض اسماعيل ذلك، وقد أيد السادات رأي أحمد اسماعيل ورفض انسحابه.
جدير بالذكر أن شخصية سعد الدين الشاذلي تم إهمالها عمداً دون أي تكريم طوال فترة حكم مبارك، برغم من تكريم عدد كبير من قادة حرب 6 أكتوبر، ومع قدوم محمد مرسي للحكم بعد ثورة 25 يناير كان هو أول من كرم الفريق سعد الدين الشاذلي من خلال تكريم أسرته.
السيدة المحترمة جيهان السادات تقول ما سمعته من زوجها الرئيس الراحل، و من آخرين. لكنها كانت بعيدة تماما عن غرفة العمليات العسكرية، و عن الجيش. فنحن لا نتهمها بالكذب، و لكن من حقنا أن نأخذ بشهادات أخرى من مصادر موثوقة و من شهود عَيـَـان. و أغلب المصادر المحترمة تقول أن البطل الراحل الفريق “سعد الدين الشاذلي” هو الذي وضع خطة حرب أكتوبر 73، بعد أن اختاره الرئيس الراحل السادات رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة في 16 مايو 1971. و كتاب “حرب أكتوبر” للشاذلي أغضب الجميع، فلقد أغضب السادات لأنه يقول أن السادات أصرّ على تطوير الهجوم فحدثت كارثة الثغرة و فشل السادات في إدارتها فشلاً ذريعاً، و أغضب حافظ الأسد لأن الكتاب يؤكد أن تطوير الهجوم لم تكن له أي فائدة لسوريا حتى لو كان قد بدأ في يوم مبكّر، و لأنه قال أن السادات لم يكن المسئول الوحيد عن تأخير تطوير الهجوم و إنما كان الشاذلي و بعض كبار قادة الجيش متسببين في تأخير تطوير الهجوم لأنهم رفضوا أوامر السادات. و لم يكتف الشاذلي بذلك و إنما ألمح إلى أن دخول مصر الحرب بمفردها كان أفضل لأن السادات لم يتخذ قرار تطوير الهجوم إلا بطلب من حافظ الأسد. لذلك صدرت قرارات بمنع الكتاب في مصر و في سوريا و في دول عربية أخرى، و تجاهلته وسائل الإعلام المصرية تماما، أما وسائل الإعلام السورية فامتدحته لكنها لم تنقل منه غير بعض الفقرات التي تسىء للسادات و أضافوا إليها أكاذيب كثيرة، و في فترة حسني مبارك صدر حكم بالسجن على الفريق سعد الدين الشاذلي، و بعد سنوات من الاغتراب، عاد الشاذلي و أمضى فترة الحكم في المستشفى العسكري (3 سنوات). و الأهم من ذلك كله أن الكتاب كشف أكاذيب الناصريين (من يقدسون عبد الناصر) رغم أن الشاذلي يعشق عبد الناصر، قال الشاذلي أن الجيش المصري لم تكن لديه خطة هجومية في حياة عبد الناصر و أن الجيش المصري لم يكن مستعدا للحرب إلا في عام 1973 و ليس قبل ذلك. و كشف الشاذلي أكذوبة القاهر و الظافر، و قال إنهما صاروخين فاشلين أهدرت عليهما الملايين. لذلك كله نجد أن الناصريين لا يهتمون بنشر كتاب حرب أكتوبر لسعد الدين الشاذلي، و إنما فقط يأخذون منه ما يعجبهم بدون موضوعية و بدون معايير واضحة. و أنصار السادات يكرهون الكتاب، و لذلك كان الكتاب ممنوعا رسميا في مصر حتى قامت ثورة 2011 فطبع في مصر و نشر فيها. و ما يزال الكتاب ممنوعا في سوريا باستثناء مقتطفات. و توجد منه نسخة على الانترنت بها نقص بسيط.
بحبك ياسادات
الست العظيمة كنت منتظرة الغذاء الساعة 2 الظهر يوم 6 اكتوبر 1973 الموافق العاشر من رمضان غداااااء يارجالة