اجتمع عبد الفتاح السيسي مع رؤساء تحرير الصحف القومية أمس، وقام بالإجابة على بعض الأسئلة التي طرحت عليه، وذلك لتوصيلها إلى المواطنين لتوضيح رؤية الرئاسة خلال الفترة القادمة، وما تقدمه من إنجازات للشعب المصري، و تناول من خلال إجاباته جميع القضايا الشائكة التي تخص المواطنين، كما تطرق للوضع الاقتصادي الحالي، وطالب الشعب بالمساندة للخروج من تلك الأزمة.
نص الحديث
* سيادة الرئيس: بعد 26 شهراً من توليك منصب رئيس الجمهورية.. كيف تري الصورة في مجملها بمصر؟
** الرئيس: لا أعتبر نفسي رئيساً أو حاكماً.
أنا أنظر لنفسي كمواطن يحب بلده، وخاض من أجلها 3 تحديات ضخمة، مرة في عهد المجلس العسكري حتي لا تسقط الدولة، بالعمل علي محاولة استيعاب الحالة، ومرة في عهد الإخوان بممارساتهم التي تكشف عن عدم تفهمهم لحجم التحدي والمسئولية الوطنية، ومرة ثالثة حين لبى نداء استدعاء المصريين.
أما حجم التحدي فهو فوق التخيل ومسئولية مجابهته لا تقع علي عاتقي وحدي، إنما هي مسئولية المصريين جميعا، أقول بوضوح أن التحدي هائل، وأننا نعيش وقتا من أصعب الأوقات، وأن مستقبل الأمة على المحك وأقول بتواضع في نفس الوقت أن حجم ما أنجزناه في مصر خلال عامين يفوق الخيال.
الحالة المصرية الآن.. أنه لا يوجد ظهير سياسي للحكم وهو أمر غير مسبوق، إنما يوجد ظهير شعبي يحقق إجماعا وتوافقاً، وتتم الآن محاولات للتعامل معه من أجل إضعافه والحد من فاعليته تمهيدا لفرض أهداف لم تتحقق في الدولة المصرية خلال السنوات الخمس الماضية، الهدف هو شق الكتلة الوطنية من أجل إضعافها نعم أنا مقاتل لكن ظهر المقاتل وسنده هو شعبه، يظل يقاتل طالما الشعب في ظهره فإذا ما تخلي عنه. لا يستطيع القتال، المقاتل عنده كبرياء وعزة وشرف وهذه هي ذخيرته، لا يقبل أن يستمر في القتال إذا ما نزعت منه.
ما يهمني هو أن نجابه التحدي معا كتلة وطنية صلبة، وأن نصبر علي نضج التجربة المصرية لتنهض وتنجح وأنني أسجل كل التقدير والاحترام لوعي الشعب المصري، فقد كشف عن قدرة مذهلة علي الفهم والتقييم والفرز، فبرغم كل محاولات تغييب الوعي وتزييف الحقائق، أثبت المصريون وعيا كبيرا بفضل توليفة أفرزها الميراث الحضاري والإنساني والذهنية المصرية المدهشة.
* سيادة الرئيس.. سبق أن تحدثتم عن إجراءات صعبة من أجل تحقيق الإصلاح الاقتصادي، هل يرتبط برنامج الإصلاح بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وما طبيعة الإجراءات الصعبة؟
** الرئيس: علينا أولاً أن نفصل بين برنامج الإصلاح الاقتصادي وبين صندوق النقد، فلا يليق بمصر أن يكون عليها وصاية تحدد لها كيف تصلح أحوالها ولكن ما جري مع الصندوق هو إجراء طبيعي متبع مع كل دول العالم أن تتقدم ببرنامجها وتناقشه مع مسئولي الصندوق الذي يقبله أو يرفضه وقد قدمنا برنامجنا ولم يضيفوا إليه شيئاً.
إننا قادرون علي وضع البرنامج وتحديد القرارات الصعبة فلدينا خبراء ومتخصصون يضعون لنا مسار الإصلاح وإشكاليات الموقف الاقتصادية ليست غائبة عنا. والموضوع هو اتخاذ قرارات الإصلاح أو عدم اتخاذها.. هل نريد إصلاحاً أم لا نريد؟.
إجراءات الإصلاح كان يمكن اتخاذها من سنين، لكننا فضلنا البحث عن حلول جزئية الآن لا وقت لدينا للتأجيل والظروف لا تسمح، إذا كنا لا نريدها أن تكون أكثر صعوبة.
المسألة أن أي دولة كمصر لها موارد ولها مصروفات، ولا مشكلة في المصروفات إذا كانت الإيرادات تغطيها، لكن عندما تقل تحدث مشاكل وتبدأ الدول في الاقتراض لسد الفجوة بين الإيرادات والمصروفات أو عجز الموازنة.
وكلما زادت الفجوة زادت الأعباء علي الموازنة بسبب الفوائد علي الدين أو ما يسمي بخدمة الدين، وقد يكون ذلك مقبولا لفترة لحين تحسن الموقف الاقتصادي وإزالة العوار.
وقد كان حجم الدين الداخلي قبل ثورة يناير 800 مليار جنيه بنسبة 75% من الناتج المحلي أما الآن فقد بلغ حجم الدين 2.3 تريليون جنيه بنسبة 97% من الناتج المحلي ولو قلنا أن حجم الموازنة العامة في حدود 850 مليار جنيه وأن هناك عجزا في الإيرادات لتغطية المصروفات قدره 300 مليار جنيه، فإننا نسد العجز عن طريق الاقتراض الداخلي وعلينا أن نعلم أن خدمة الدين الداخلي أي فوائد الدين بدون أقساط أصل القرض تبلغ 300 مليار جنيه سنويا وأن حجم الدعم يبلغ في حدود 250 مليارا. والأجور في حدود 228 مليار جنيه، إذا لا يتبقى الكثير للإنفاق علي الخدمات والمرافق وأنشطة الدولة والاعتمادات المخصصة للاستثمارات.
لذلك فإن استمرار هذا الوضع وتنامي المصروفات ومن ثم الأعباء يضعنا في موقف في منتهي الحساسية وكلما يزداد الاقتراض تزداد الأعباء ويتوقف الإنفاق في المجالات المختلفة.
إذن نحن نريد الحد من عجز الموازنة، ونريد أن نزيد من مواردنا في الصناعة والزراعة وأن نجذب الاستثمارات والمناخ أصبح مهيئا من ناحية توفير البنية الأساسية وعلي سبيل المثال فإن ما أنفقناه وننفقه علي الشبكة القومية للطرق بطول 7000 كيلو متر وبعدد من الكباري في حدود 200 كوبري يبلغ نحو 100 مليار جنيه حتي منتصف يونيو المقبل ويبلغ حجم ما أنفقناه وننفقه علي انشاء محطات الكهرباء لإنهاء مشكلة نقص الطاقة وانقطاع التيار التي بدأت منذ 8 سنوات. في حدود مبلغ 400 مليار جنيه.
والبنية من طرق وكهرباء وغيرها لا غني عنها لجذب الاستثمارات وإقامة المشروعات، ولا غني عنها لمعيشة المواطنين، ولنا أن نتخيل ماذا كان الحال لو لم تكن محطات الكهرباء قد أنجزت وانتهت مشكلة الانقطاعات.
يتبقي إذن أن نشجع القطاع الخاص والمستثمرين من أجل زيادة الإنتاج والصادرات. نعم هناك معوقات، مفيش كلام.. من بينها سعر صرف الدولار، لكننا نتحرك لإنهاء هذه المسألة خلال شهور.
وكما قلت فإن المصريين سيتحركون لتحويل الدولارات المخزونة لديهم إلي الجنيه المصري بعد أن تحول الدولار إلي سلعة، وسيكون عند المواطن فرصة أن يضع أمواله بالجنيه في البنوك، أربح له من أن يبقيها دولارات في المنازل.
أقول إن الإصلاح بدأ متأخرا جدا وأن التكاليف لو انتظرنا لن نقدر علي تحملها في المستقبل.
* الإجراءات الصعبة بدأت بتخفيض الدعم عن الكهرباء.. وهناك تخوفات من أن الطبقات المتوسطة ستكون أكثر من يعاني من فواتير الكهرباء؟
** الرئيس: أولاً الدعم لم يرفع عن الكهرباء لنحو ثلاثين مليون من المشتركين في المنازل إلا لمن يتجاوز استهلاكهم 1000 كيلو وات شهريا والطبقات محدودة الدخل هي الأكثر تلقيا للدعم، وكان هناك رأي بتحميل دعم الشرائح الثلاث الأولي علي باقي الشرائح. لكن تم رفض الاقتراح، لأنه يشكل عبئا كبيرا علي متوسطي الدخل.
** ثم طلب الرئيس تقريرا وجداول عن قيمة الزيادة في الفاتورة المنزلية بعد التسعيرة الجديدة..
وقال: إن قيمة الزيادة في الفاتورة لمن يستهلك 50 كيلو وات تبلغ 170 قرشا بينما الدعم المخصص له يبلغ 28 جنيها، والزيادة لمن يستهلك 100 كيلو وات تبلغ 4.5 جنيه بينما الدعم 51.9 جنيه، والزيادة لمن يستهلك 200 كيلو وات 14 جنيها بينما الدعم 88.8 جنيه، ثم تتدرج الزيادة لتصل إلي 71.7 جنيه لمن يستهلك 650 كيلو وات، ويصل الدعم إلي 168.9 جنيه، وترتفع الزيادة للشرائح الأكثر بينما ينقص الدعم تدريجيا ليتوقف عمن يستهلك ألف كيلو وات، ويكفي أن نعلم أن متوسط تكلفة إنتاج الكهرباء كان 47.4 قرش للكيلو وات، بينما متوسط سعر بيعه لا يزيد علي 22.6 قرش، ومع ذلك فإننا نبذل جهوداً كبيرة لتحصيل مخالفات سرقة التيار الكهربائي ونجحنا خلال الشهور الست الأخيرة في تحصيل 802 مليون جنيه، لكننا مازلنا نعاني من هذه المشكلة وسيتم تكثيف عمليات الكشف عن سرقة التيار.
* مع القرارات الصعبة.. هناك إجراءات حمائية مصاحبة للتخفيف من آثارها.. أليس كذلك؟
** دعني أسألكم.. هل يريد أحد سواء أنا أو الحكومة أن يضغط علي أهله أو يتركهم يعانون؟، إن هناك من قوي الشر من روج شائعات بأن الحكومة ستستغني عن مليون عامل، ومرة عن 100 ألف!.. من قال هذا؟، ومن يعمل هذا؟، كيف أكون مسئولا وأترك 100 ألف أسرة في الشارع، هذا أمر لا يخطر أبدا علي بال الدولة.
اننا ندرس القيام بإجراءات مصاحبة تحقق التوازن وتقلل الضغوط علي الطبقات محدودة الدخل والمتوسطة، والهدف من الإجراءات الحمائية ليس فقط تخفيف الضغط. وإنما ضبط المزاج العام للمجتمع بما فيه الطبقة المتوسطة بما لا يهدده.
وتعالوا نتحدث عن الإجراءات الحمائية..
ــ أولاً: معاش تكافل وكرامة يغطي نصف مليون أسرة تزيد إلي مليون أسرة في ديسمبر المقبل ويستوعب 5.1 مليون أسرة خلال العام القادم في عدد من المحافظات، وسيتم خلال العام المالي الحالي زيادة المستفيدين إلي 1.5 مليون أسرة في 27 محافظة.
ــ ثانيًا: تم رفع الحد الأدني للمعاش من 200 و300 جنيه إلي 500 جنيه. ورفع الزيادة السنوية للمعاش لتكون 125 جنيهاً حد أدني.
ــ ثالثًا: يجري مد مظلة معاش الضمان الاجتماعي الذي يقدم مساعدة غير مشروطة للفقراء والأيتام والأرامل والمرأة المعيلة لتشمل 2.5 مليون مستفيد بتكلفة حوالي 7 مليارات جنيه.
بالإضافة إلي هذا نحن ندرس كيف نقلل التأثيرات الضاغطة لإجراءات الإصلاح علي محدودي الدخل أو متوسطي الحال وأطمئنكم أننا سنظل ندرس اتخاذ مزيد من الخطوات لتحسين أحوال البسطاء ومحدودي الدخل.
أقول صحيح ان الدواء مر المذاق. وانه لابد من حلول مناسبة لتحقيق الإصلاح حتي لو كانت موجعة مؤقتا. لكننا نعمل علي تخفيف العبء عن محدودي الدخل والطبقة المتوسطة من خلال قرارات.
أقول باختصار، ان المقاتل لا يقاتل وحده إنما وراءه شعب يقاتل.
* قلنا: هناك تخوفات من أن ضغط المصروفات قد يقابله تقليص في خطوات تحقيق العدالة الاجتماعية؟
** الرئيس: من أين يأتي هذا الكلام؟!.. اننا نبني خلال عامين مليون شقة مدعمة من وحدات الإسكان الاجتماعي بالقاهرة والمحافظات لمليون أسرة بتكلفة تصل إلي 170 مليار جنيه، وقلنا إن كل من يتقدم لشقة سيحصل عليها. وندرس قبول طلبات من يزيد دخله علي ألف جنيه، فإذا تقدم لطلب شقة سيحصل عليها، ونبني 175 ألف شقة لإسكان قاطني المناطق الخطرة في العشوائيات يستفيد منها مليون من أبناء الأسر المصرية بتكلفة 17 مليار جنيه، ونقل هذه الأسر من تلك المناطق إلي مساكن لائقة مزودة بكافة الخدمات والملاعب والمدارس والحدائق تحفظ كبرياء مصر وأبناءها.
هناك أيضا موضوع التغذية المدرسية التي ندرس تطويرها والتوسع فيها.
هناك إجراءات توفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة. ولقد بدأنا منذ يومين جهودا معتبرة للسيطرة علي الأسواق وضبط الأسعار، وعندما ينضبط سعر الدولار سيحدث ضبط أكثر، كذلك عندما تبدأ المصانع والمشروعات الجديدة في العمل ولابد أن أشيد بمنظمات المجتمع المدني المصرية الوطنية التي تقوم بدور فعال في معاونة الدولة في الاهتمام بمحدودي الدخل وتنفق مبالغ طائلة في هذا الشأن.
ثم هناك مشروع القضاء علي فيروس “سي” الذي يستهدف النزول بمعدلات الإصابة إلي المعدلات العالمية. ونحن قد انتهينا من قوائم الأسماء التي تقدمت إلي وزارة الصحة وتلقي العلاج 800 ألف مواطن وحدث التفاعل وتكاتفت الناس بالأسلوب المصري الرائع لعلاج المصابين بالفيروس، مما أدي إلي تراجع عدد الحالات بشكل كبير، وطلبنا من وزارة الصحة حملة تطوعية كبيرة لنعرف مؤشرات النجاح وحجمه وبدأنا اعتباراً من هذا الشهر حملة توعية للكشف وتحديد الحالات المصابة وتقديم العلاج الفوري لها آملين أن نعلن بإذن الله أن مصر خالية من هذا المرض عام .2018
ودعوني أسألكم: لماذا لم يسأل أحد عن مصير المصريين الذين عادوا من ليبيا وهم في غالبتيهم العظمي من البسطاء، لقد استوعبتهم المشروعات الكبري ووفرت لهم مصدر الرزق بدل أن يكونوا عبئا اضافيا في أعداد العاطلين ويكفي ان نقول ان المشروعات الكبري أدت إلي خفض معدل البطالة من 8.13% إلي 5.12% ورفع معدل النمو إلي نحو 5.4% وهذا ليس فقط بسبب صناعات التشييد فلدينا صناعة وطرق وموانئ وخدمات وغيرها في هذه المشروعات.
** و يسألنا الرئيس: هل تعرفون تفاصيل المشروع القومي للغذاء؟.. انه يتضمن انشاء 100 ألف صوبة زراعية توفر 500 ألف فرصة عمل ومشروع قومي آخر لإنشاء مزرعة ضخمة للإنتاج الحيواني بإجمالي مليون رأس ماشية بحلول يونيو عام 2018. بهدف توفير الخضراوات والفواكه والألبان واللحوم ويجري الآن دراسة اختيار المواقع لتنفيذ المشروع بالتعاون مع إسبانيا والمجر وهولندا وهذه نتائج جولة وزير الزراعة الأخيرة لهذه الدول، أيضا سننتهي من أكبر مزرعتين سمكيتين احداهما في بركة غليون بكفر الشيخ الملحق بها 6 مصانع لخدمة المشروع والأخري عملاقة في شرق التفريعة علي مساحة 81 ألف فدان.
* سيادتك أصدرت توجيهات مشددة بعدم الاقتراض لأي مشروع إلا إذا كان قادرا علي سداد قيمة القرض، لكن هناك تخوفاً من عدم توفر النقد الأجنبي لسداد القرض إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية؟
** الرئيس: التخوف ليس من القروض. وإنما من القدرة علي تنفيذ برنامج الإصلاح ولقد قدمنا برنامجنا إلي صندوق النقد الدولي ولم يضيفوا عليه شيئا وبالتالي نحن ملزمون بتنفيذه.
* نأتي إلي العاصمة الإدارية والمدن الجديدة هناك من يتصور أنها ليست ذات أولوية في هذا التوقيت، كيف تري سيادتك أهمية هذه المدن لحاضر ومستقبل البلاد؟
** الرئيس: هدفنا من العاصمة الإدارية ومدن العلمين وشرق التفريعة والإسماعيلية الجديدة والسويس الجديدة ومدن الصعيد الجديدة في بني سويف والمنيا وأسيوط وقنا هو إيجاد متنفس للكتل السكانية من خلال تخطيط عمراني مناسب في مناطق لا صلة لها بالأرض الزراعية. ولو تكلمنا عن العاصمة الإدارية فإن الغرض منها تخفيف الضغوط المتزايدة علي القاهرة يوما بعد يوم عندما نخرج بمباني الحكومة منها إلي العاصمة الإدارية ومعها مباني البرلمان وحي المال والأعمال والسفارات وغيرها وبذلك نكون حولنا أرض الجبل والصحراء التي لا يساوي المتر فيها شيئا الآن إلي قيمة حقيقية بحد أدني ألف جنيه للمتر وإذا قلنا ان اجمالي الأرض في هذه المدن يبلغ 2.1 مليار متر مربع يكون اجمالي القيمة أكثر من تريليون و200 مليار جنيه ولنا أن نعلم ان قيمة كل المشروعات الكبري ومشروعات الطرق ومحطات الكهرباء والموانئ وغيرها كانت تقدر في البداية بنحو تريليون و400 مليار جنيه ونجحنا في تخفيض التكلفة إلي تريليون و40 مليار جنيه بحسن إدارة الموارد وضبط الأداء والمتابعة الدقيقة.
اذن قيمة الأرض التي أضفناها إلي أصول الدولة في العاصمة الإدارية والمدن الجديدة أكثر من تكلفة المشروعات التي نفذناها أو نقوم بها.
* ننتقل إلي دور القوات المسلحة في المشروعات الكبري، هل صحيح أن هذا الدور يطغي علي نشاط الشركات العامة والخاصة. كما يردد بعض رجال القطاع الخاص؟
** الرئيس: أولاً: رجال الجيش ليسوا أنفاراً يعملون في البناء. إنما هم مقاتلون.
ثانيا: دور القوات المسلحة هو إدارة عمل شركات المقاولات وهي ليست شركة تشييد إنما هي عقل يدير العمل ويشرف علي التنفيذ وفق الجداول الزمنية المحددة بهدف سرعة الإنجاز بأفضل جودة وأقل سعر.. يكفي ان أقول ان هناك ألفي شركة من الشركات الخاصة وشركات قطاع الأعمال تعمل في المشروعات التي يجري تنفيذها علي أرض مصر بإشراف القوات المسلحة، بل إن أنفاق القناة في الإسماعيلية وبورسعيد تنفذها تحالفات من شركات عامة وخاصة بالتعاون مع الخبرة الألمانية، والقوات المسلحة تراجع عمل المقاولين ولا يتم تسليم أي مشروع إلا بعد التأكد من سلامة تنفيذه بمعرفة لجان من الرقابة الإدارية والهيئة الهندسية والكلية الفنية العسكرية والجهات المعنية بكل مشروع لتلافي أي ملاحظات.
ويجب أيضا ألا ننسي دور القوات المسلحة في ضبط الأسعار من خلال جهاتها المختصة التي تستورد اللحوم الحية والمجمدة والدواجن دون وسطاء وبأسعار أقل لتسهم في محاصرة الغلاء وضبط الأسواق والتخفيف عن المواطنين ومازلنا لم نصل بعد للطاقة القصوي التي نستهدفها في هذا الاتجاه بتوفير الزيوت والسكر والألبان والأرز.
ولابد أن نعلم أن الاعتمادات المخصصة للقوات المسلحة في موازنة الدولة تبلغ نسبتها من 2% إلي 5.2% من الناتج القومي وهي أقل نسبة في دول المنطقة، وأن ما تقوم به القوات المسلحة من أعمال ومن تحديث للتسليح يتم من خارج الموازنة العامة من خلال حصيلة توفرت لها في موازنتها عن طريق سياسة ترشيد بل تقتير علي مدي 25 عاما مضت من أجل توفير احتياجات خطط التطوير والتدريب والتسليح دون الضغط علي الموازنة العامة للدولة.