جميع الطلاب لديهم توقعاتهم بالمستقبل ويضعون الخطط من أجل التخرج، ولكن لماذا أصبح الطلاب في مصر يفقدون الحماس للعلم؟
الإجابة تكمن في الوساطة والتوريث، فالشركات و الهيئات التي تقدم رواتب و تأمين صحي و اجتماعي لائق أصبحت مقيدة بالوساطة و التوريث، أو ما يطلقون عليه أبناء العاملين في القطاع الحكومي و قطاع الأعمال، و أبناء الأثرياء في القطاع الخاص، كذلك هناك من يدفع مقابل الحصول على الوظيفة.
لنجد ما تبقى من الوظائف لا يقدم مرتبات مغرية أو أوضاع أدبية راقية بجانب الاعتماد على العمالة المؤقتة، فتلك المهن لا تحتاج لمهارات خاصة أو تعليم متقدم، وبناءا على ذلك أصبح التعليم من اجل الوظيفة إجراء روتيني مرتبط بالوضع الاجتماعي لدى الطلاب في المقام الأول.
فالوظيفة أصبحت لا ترتبط بالشهادة، لذلك فقد عديد كبير من الطلاب الحماس للعلم و إيمانهم به، كما اتجه العديد للعمل أثناء الدراسة حتى لا يؤخر نفسه بسبب الشهادة، في المقابل الشركات و الهيئات التي أصبحت مثل العزب اتجهت نحو إنشاء تعليم موازي، من خلال صرف ملايين على التدريب لتأهيل موظفين تم تعينهم في أماكن خطأ دون النظر بحيادية نحو إمكانياتهم.
فالعلاقات العامة و المصالح الشخصية تحكم سوق العمل بشكل غير مسبوق، خاصاً في وقت تعانى منه الدول كساد اقتصادي و تضخم متلاحق في الأسعار، كما يجب الأخذ في الاعتبار أن التعليم ليس هدفه التوظيف فقط، بل تحسين جودة حياة الإنسان بالعلم، و لكن في الدول الفقيرة لا يمكن إقناع المتلقي بالسعي للتعليم من اجل التعليم لذلك لن ينصلح التعليم كقطاع منفصل عن السوق، كما يجب إصلاح أوضاع اجتماعية و ثقافية عديدة تخرب هذا النظام وتحوله لإجراء روتيني في حياة الإنسان.
فإذا لم ينصلح سوق العمل، سيظل التعليم يدور في دوائر مفرغة، أي السوق يخرب جودة التعليم لذلك نحتاج أن نطور الجودة من الطرفين، كما يجب أن لا نغفل عدم جودة طرق و أساليب و أدوات التعليم .