شهد الانقلاب العسكري في تركيا منذ لحظاته الأولي حتى نهايته فشل ذريع ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه في أقل من أربع ساعات، حيث نزلت دبابات تابعة للجيش التركي إلى الشوارع وحلقت بعض الطائرات الحربية على ارتفاع منخفض على العديد من المدن التركية، فيما أعلنت القوات المسلحة التركية السيطرة على السلطة بحجة حماية النظام الديمقراطي وحقوق الإنسان وتم فرض الأحكام العرفية في البلاد.
وقالت وكالة الأناضول الرسمية أنه تم اعتقال ومقتل رئيس أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي آكار من قبل انقلابيين وسيطرة الجيش على مقر حزب العدالة والتنمية الرئيسي في إسطنبول، وكذلك فرض السيطرة الكاملة على مطار أتاتورك ومبنى التليفزيون وإعلان حالة الطوارىء وحظر التجوال في تركيا، ولكن بعد مرور نصف ساعة أعلن حزب العدالة والتنمية إن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مكان آمن، داعيا أنصاره للنزول للشارع وتأكيد شرعية الرئيس التركي.
كما أعلن الرئيس التركي السابق عبد الله غل رفضه للانقلاب، داعيا المواطنين للنزول إلى الشوارع “لإنقاذ الديمقراطية”، مشددا على أنه لا يمكن قبول أي انقلاب عسكري في البلاد، وأنه سيتم محاكمة المشاركين في هدة الجريمة..
وخرجت تظاهرات مؤيدة وأخرى مناوئة لانقلاب الجيش في تركيا، وفي هذا الوقت شهد محيط جسر البوسفور في إسطنبول إطلاق نار كثيف و أفادت وسائل إعلام تركية أخرى خروج تظاهرات في إسطنبول مؤيدة للإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية.
وعلى الصعيد الدولي أدلى وزير الشؤون الخارجية الأيرلندي تشارلي فلاناغان بيان يدعو إلى ضبط النفس واحترام المؤسسات الديمقراطية في تركيا، وفى الوقت نفسه قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميريكي باراك أوباما بحث الأوضاع في تركيا خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجيته جون كيري واتفقا على ضرورة أن تقوم جميع الأطراف بدعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا وضبط النفس وتجنب العنف وسفك الدماء.
فيما اعربت الخارجية الألمانية رفضها للمحاولة الانقلابية التي قادها جزء من الجيش التركي ضد الرئيس المنتخب رجب طيب أردوغان والحكومة التركية بقيادة علي يلدريم.