حلب تحترق .. حاز هذا التريند علي المركز الأول عالمياً في مواقع التواصل الإجتماعي متزامناً مع أزمة حلب يوم الجمعة الماضية عندما ارتفعت وتيرة الحرب في مدينة حلب السورية، بدأت الغارات علي مدينة حلب من قِبل جيش النظام السوري برئاسة ” بشار الأسد ” صد المعارضة و التي تفرض سيطرتها علي مدينة حلب بالكامل منذ قِبالة 10 أيام و قد بدأ الجيش السوري بإحراز بعض التقدم علي المعارضة و لكن سرعان ما تطور الأمر ليطول المدنيين و حتي المستشفيات التي تقدم العلاج لهم .
أعلن المرصد السوري عن إرتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 250 قتيل وسط المئات من الجرحى و بالتأكيد أن ما حدث في حلب السورية ليس وليد 10 فقط بل إنه نتاج الحرب الدائرة في سوريا منذ 26 فبراير 2011 .
أسباب تأزُم الوضع في مدينة حلب السورية
ننقل لكم الآن أهم الأسباب و الأحداث الجارية علي مر 5 سنوات و التي تفاقم علي إثرها الوضع في ” حلب ” و أفضي بالعديد من الحيوات المدنية البريئة .
-
الحرب الأهلية السورية
إندلعت بدايات هذه الحرب في يوم 26 فبراير عام 2011 خصوصاً بعد إعتقال بعض الشباب الذين كانوا يطالبون بمبادئ الحرية و ينددون بظلم النظام للشعب السوري و طالبوا بإسقاطه لتنطلق بعد هذه الحادثة الشرارة التي أشعلت سوريا و جعلت البقاء فيها صعباً للغاية و قد هاجر أكثر من 8 ملايين سوري إلي العديد من البلاد المجاورة و منهم من إتجه للغرب .
-
الفتنة الطائفية
عندما بدأت الفتنة الطائفية تكشر عن أنيابها في العراق فكان لابد من التدخل لمنعها و لكن للأسف هذا لم يحدث لتتبعها اليمن و تبدأ في الإنتشار كما المرض الخبيث في جسد ” سوريا ” لتطرحها أرضاً هي الأخري بعد اليمن، سهل إنتشار الفتنة الطائفية إستغلال العديد الحركات المتطرفة مثل ” داعش ” و الذي إستغل الفرصة بالفعل و دخل سوريا في حرب دامية مع النظام .
-
الوضع الإقتصادي و السياسي
حافظ النظام السوري بقيادة ” بشار الأسد ” علي مر أكثر من 10 سنوات علي الوضع الإقتصادي كما هو بل إنه قد بدأ يتحسن و لكن الوضع السياسي لم يكن بالمثل، فقد كان الإعلام تابعاً للحكومة قلباً و قالباً و لم تتواجد معارضة سياسية جادة علي الساحة و تم منع التظاهر و تم مراقبة الإتصالات، كل هذا لم يجدي نفعاً في مواجهة المعارضة المسلحة التي تواجدت في تلك الآونة بل بدأ الوضع ينقلب علي النظام بصورة ملحوظة .
-
فشل المفاوضات بين النظام و المعارضة
في بداية إنطلاق الأزمة السورية عامة فقد حاول البعض التدخل لتهدئة الأوضاع بين المحتشدين و بين النظام بما فيهم وزير الداخلية عندما حاول التفاوض مع المحتشدين يوم 17 فبراير و لكن باءت المفاوضات بالفشل و منذ ذلك الحين و مع تفاقم الأزمة و تواجد المعارضة المسلحة علي الأرض بدأت الولايات المتحدة محاولات لوضع الهدنة بين الطرفين و لكنها أيضاً لم تنجح حتي وصل الأمر إلي ما هو عليه الآن في حلب .
-
انشقاقات عديدة في الجيش السوري
شهد الجيش السوري إنقسامات متتالية و إنشقاقات عديدة لبعض الجنرالات و أصحاب النفوذ فيه و إنضمامهم للجيش الحر مما أحدث إنقسامات عديدة في صفوف جيش النظام و أقوي من شوكة الجيش الحر مما جعلهم يشيعوا في فرض سيطرتهم علي أجزاء كاملة من سوريا .
-
التحالف التركي السعودي أمام الإتحاد الروسي
أعلنت كلاً من السعودية و تركيا عن مسانداتهم العسكرية عن طريق البر للجيش الحر في مقابل جيش النظام السوري و في نفس الوقت أعلنت أنها لن تقوم بمساعدة ” داعش ” و عليه فقد وافق الإتحاد الروسي بناءا علي مطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإستخدام القوات الجوية في سوريا لمساندة جيش النظام
-
ردود فعل دولية مخزية
لم نر أي ردود فعل تجاه الأزمة السورية من الدول سواء العربية أو الغربية كما نري تجاه الأزمات التي تقع في الغرب فعلب سبيل المثال لا الحصر فإن التفجير الإرهابي الذي حدث في فرنسا قد لاقي إستجابة من جميع دول العالم مع أن ضحايا التفجير لا يمكن مقارنتهم بعدد ضحايا سوريا و أعمال الإرهاب فيها و مع ذلك فإن الإستجابة للأزمة السورية ضعيفة للغاية أو شبه منعدمة إلا من الدول ذات المصالح .
-
غياب الإعلام و دور الإنترنت
بسبب إحتكار النظام للإعلام و منع أي صوت منافي له فإن الإعلام السوري الآن لا يعد ذا مصداقية مناسبة و لذلك إتجه النشطاء إلي مواقع الإنترنت و التواصل الإجتماعي لعرض قضيتهم و وصفها من وجهة نظرهم مما أدي إلي عدم وضوح الأمور الجارية داخل سوريا و تخبط شديد في الأخبار المتناقلة بجانب الإستغلال السيئ لمثل وسائل الإعلام هذه .
-
تصاعد العمل المسلح
فكما نري المعارضة تحمل أسلحة ثقيلة من جانب و وصل الأمر إلي حد الصواريخ و السيارات المفخخة ليقوموا بالدفاع عن أنفسهم ضد هجمات الجيش النظامي السوري الضارية و التي إستنفذت معظم قوي المعارضة بجانب إستخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة من جانب أطراف النزاع .
-
دائماً المصاب هم المدنيين
المدنيين السوريين المسالمين دائماً وأبداً بين شقي الرحى، يصاب منهم مئات الآلاف ويقتل منهم الآلاف رجالاً ونساءً وشيوخا ويتم تشريدهم وتهجيرهم من منازلهم، لا يجدون الطعام أو الشراب أو العلاج، وينتهي بهم المطاف لاجئين إلى الدول الأوربية، في حين أغلقت الدول العربية الأبواب في وجوهم ورفضوا إرسال المساعدات الغذائية والعلاجية، والمحظوظ منهم هو من يستطيع الهرب من الدمار والسفر إلى الدول الأوربية، وتقوم جمعيات حقوق الإنسان والهلال الأحمر والمنظمات الحقوقية الدولية بإرسال المساعدات لضحايا النزاع السوري .