ارتفع سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنية المصري اليوم الثلاثاء 19 أبريل، بشكل جنوني متخطياً كل التوقعات في ظل استمرار الطلب المتزايد عليه مع نقص المعروض منه، ليتسبب في صعود مفاجئ اربك المتعاملون في سوق الصرف، مرجحين أن يكون السبب زيادة المضاربة عليه وبعض الأسباب الغير معلومة.
حيث سجل الدولار اليوم في تعاملات الثلاثاء 10.80 جنية، وسط أنباء مؤكدة بوصوله إلى 11 جنية في وقت قريب جداً، خاصة أن قرارات البنك المركزي لم تجدي ولم تشفع في منع انحدار الجنية أمام الدولار أو حتى التقليل من حدة السقوط.
ومن ناحيته قال رئيس الغرفة التجارية بمحافظة أسوان “محمد أبو القاسم”، أن تعويم الجنية في ظل هذا الوضع المأساوي أصبح أمر حتمي شئنا أم أبينا مشدداً على أن سعر الصرف بعد التعويم سيرتفع بشكل مؤقت ثم سينخفض ليتوازن بعد ذلك مثلما حدث في عامي 2003 و 2004.
فيما شدد أبو القاسم على ضرورة المواصلة في خفض قيمة الجنية أمام الدولار بما في ذلك من إتاحة الفرصة للمستورد في الحصول عليه من الجهاز المصرفي للدولة دون الأسواق السوداء المضاربة في العملة، إلى جانب فائدته في تحقيق مرونة في عمليات البيع والشراء في الأسواق الجمركية.
مشدداً على أن الضمان الوحيد لإنخفاض قيمة السلع الغذائية التي اشتعلت في الأونة الأخيرة هو توفيرها بكثرة في الأسواق، إلى جانب اصدار سياسات اقتصادية تعمل على السيطرة على الإجراءات الإقتصادية والمالية والإستثمارية والنقدية.
هذا إلى جانب وضع سعر عادل للجنية أمام العملات الأجنبية والمضي قدماً في هذه الخطوات الممتابعة لحل الأزمة، إلا أن ذلك لا يتأتى إلا في مرحلة تالية لتعويم الجنية وفقاً لما تشير إليه آليات الأسواق المنضبطة.
كان الدولار الأمريكي، قد وصل إلى مستوى جديد من الإرتفاعات أمام الجنية المصري متخطياً كل التوقعات، وضارباً بقرارات البنك المركزي عرض الحائط، والذي سعى بكل قوته لحل الأزمة من خلال عطائات دولارية ممتابعة وخفض سعر الجنية ومحاولة ضخ الدولار في الجهاز المصرفي، إلا أنها جميعها كانت كالقرارات المسكنة للآلم دون حله.