أثار مناداة الثوار بهتاف “ارحل” في “جمعة الأرض” أمس الجمعة تساؤلات الكثيرون عما إذا كانت التظاهرات أخوانية مستترة تحت شعار الثورية أم هي كسر لحاجز الخوف لدى الشباب، في الوقت الذي أكد فيه المتابعون على أنه لا يجوز لأي مواطن صالح أن ينادي بهذه الشعارات في الوقت الحالي، وبالتالي فإن من ينادي بها هو منتمى لجماعة الأخوان الحالمة بعودة شرعية الرئيس مرسي.
ومن جانبه صرح “النائب البرلماني سمير غطاس” أحد الرافضين لتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، أن مظاهرات الأمس لم تكن ضد شخص الرئيس السيسي متابعاً أنه لا يجوز لأي مصري صميم أن يطلب من الرئيس السيسي الرحيل.
مضيفاً، أنه وبلا شك من دعا إلى الهتاف بمثل هذه الشعارات في “جمعة الأرض” هم جماعة الأخوان، مؤكداً أن اندساس عناصر أخوانية وسط التظاهرات سيقطع الطريق في القضاء على مطلب التظاهرات العادل وهو التمسك بمصرية جزيرتي تيران وصنافير.
أما فيما يخص المناداة برحيل الرئيس السيسي أو مطالبته بتنفيذ وعوده في وقات سابق، قال غطاس “أن من ينادي بذلك هم الأخوان”، ومن جانبه أشار “مصطفى النجار” أحد أعضاء مجلس النواب المنحل، إلى وجود حالة من الإنعزال بين السلطة والشعب، متابعاً أن النظام لا يرى إلى من يؤيده ويتحدث عن من يعارضه على أن متأمر وهو أمر غاية في الخطورة على حد تعبيره.
وتابع النجار في تصريحات خاصة قائلاً، أن حالة الإحتقان الشعبي بسبب التنازل عن الجزيرتين في تزايد يومياً، في ظل تقاعس السلطة عن النظر إليها على محمل الجد، مشيراً إلى أن قلة المشاركة في تظاهرات الأمس من شأنها الإضعاف من موقف رفض التنازل وإثبات مصرية الجزيرتين، وناشد “النجار” القائمين على أمور الحكم في مصر بمراجعة قرارتهم للتخفيف من حدة الإحتقان الشعبي حتى لا يؤدي مسار عدم الإستجابة لمطالب الشعب إلى زيادة تفاقهم الأمور.
تعليق الإعلامي معتز عبد الفتاح
ومن جانبه أشار الإعلامي “معتز عبد الفتاح” خلال برنامجه “90 دقيقة” على قناة “المحور”،إلى ما تم الإستفادة منه في تظاهرات أمس الجمعة، وهو أن ما طالب به الرئيس السيسي “ماتتكلموش في الموضوع دا تاني واسمعوا كلامي أنا بس” لا تجدي صدى لدى المواطنين، مؤكداً على أن منهج السمع والطاعة لا يصلح للأجيال الحالية، مشدداً على ضرورة النظر لطريقة إدارة الأمور بطريقة مختلفة لحل مشكلة التظاهر، مؤكداً على ضرورة تواصل الحكومة بشكل أفضل من ذلك مع المواطنين.
فيما أشار “عبد الفتاح” إلى كسر مظاهرات الجمعة لحاجز الخوف عند الشباب، محذراً من تزايد الأعداد في تظاهرات 25 أبريل القادم، متابعاً أن ما يحدث حالياً أعاد للأذهان تظاهرات يناير وقت حكم مبارك، حيث لوحظ من نادى بهتافات “الثورة مستمرة” مما يعني ضرورة بذل جهد أكبر لشرح مجريات الأمور على النحو الصحيح للمواطنين.
السيسي يعلن استعداده للرحيل إذا طلب الشعب ذلك
يذكر أن الرئيس السيسي كان قد أكد 4 مرات، على استعداده للرحيل إذا ما طلب الشعب ذلك، وكانت أول مرة قبل أن يتم تنصيبه رسمياً رئيساً للجمهورية، حيث قال آنذاك في حديث لقناة “سكاي نيوز عربية”، أنه سيترك السلطة إذا ما طالب الشعب ذلك ولن ينتظر تحرك الجيش.
https://www.youtube.com/watch?v=fi3XAQHzdV8
وبسؤال عما إذا كان يعتقد أن الشعب سيخرج ضده كما حدث في عصر مبارك ومرسي، قال السيسي “هو انا هستنى يبقى فيه مرة تالتة أنا تحت أمركم”، مشدداً على أنه لن ينتظر خروج الجيش عليه لخوفه على بلده وجيشه الذي يتحرك وفقاً لإرادة الشعب.
كان السيسي قد قال في حديث له في 8 مايو 2014 وقتما كان مرشحاً للرئاسة، أن مصر أمامها 20 عام للوصول إلى تجربة ديمقراطية حقيقة ،وأكد في ذات اللقاء مع رؤساء تحرير الصحف أنه سيرحل إذا طلب الشعب منه ذلك.
https://www.youtube.com/watch?v=QBkCt5LuN5A
وفى ديسمبر من العام الماضى، قال السيسي خلال احتفالية وزارة الأوقاف، “أنا جيت بإرادتكم وبإختياركم والكرامة الإنسانية والوطنية لن تسمح لي أقعد ثانية واحدة ضد ارادتكم”، مشدداً على أنه ليس بطامع في سلطة، وأكد السيسي خلال زيارة رئيسة كوريا الشمالية لمصر في مارس من العام الجاري، أن تداول السلطة حق مكفول بالدستور ولن يبقى أحد في السلطة رغماً عن إرادة المصريين.
يذكر أن تظاهرات جمعة الأرض في 15 أبريل، كانت قد شهدت تجمع المئات في عدد من شوارع وميادين القاهرة والجيزة، للمطالبة بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود وعودة الجزيرتين للسيادة المصرية، ولمواجهة أعمال العنف قامت الشرطة بفض التظاهرات بواسطة قنابل الغاز المسيلة للدموع وإلقاء القبض على العشرات سرعان ما تم الإفراج عنهم صباح السبت.
هنستنا بعد اما يبع البلد كلها