جاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع عدد من ممثلي المجتمع المدني، المجلس القومي لحقوق الإنسان، الكتل البرلمانية ورؤساء النقابات المهنية ونقابات العمال والفلاحين، بالإضافة إلى رؤساء تحرير الصحف، حداً قاطعاً لكل ما أُثير مؤخراً من جدلٍ في قضايا شائكة شغلت الرأي العام في داخل مصر وخارجها.
أهم القضايا التي كان لها نصيب الأسد في لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، قضية مقتل الطالب الإيطالي، ومؤخراً قضية جزيرتي تيران وصنافير، بالإضافة إلى أزمة ارتفاع الأسعار إحدى تداعيات مشكلة الدولار.
وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم النقاط على الحروف وحسم الجدل في عدد من القضايا التي أثارت تساؤلات مؤخراً، من خلال عدة رسائل وجهها في لقائه الموسّع مع نخبة من ممثلي كافة الفئات الاجتماعية من المواطنين؛ للداخل والخارج.
استهل “السيسي” اللقاء بالتعريف عن نفسه بطريقة مبهمَة حملت رسائل غير مباشرة قائلاً:
«اسمحولى أكلمكم عن نفسى كويس، أنا مش إخوان ولا هبقى إخوان، ومش سلفي ولا هبقى سلفي، أنا إنسان مسلم بس، لا أباع ولا أشترى».
ثم تابع حديثه محذراً جموع المصريين من كافة القوى والتيارات التي تتربص بمصر، وتهدف لإسقاط السلطة وتدبير المكائد للمصريين، مشيراً إلى أن مصر تواجه أصعب الظروف في التاريخ المعاصر، مطالباً المصريين بضرورة الحذر من تلك القوى، لافتاً إلى أن التحدي الحقيقي هو الوقوف أمام المتربصين بقوة ومواجهة هذه التيارات للحفاظ على كتلة المصريين.
>> رسالة السيسي فيما يخص «مقتل الطالب الإيطالي”ريجيني”»:
وجه “السيسي” رسالة للمصريين بشأن مقتل الطالب الإيطالي “جوليو ريجيني” التي أثارت جدلاً واسعاً مؤخراً، قائلاً بأن فريق التحقيق المصري يتعامل مع هذه القضية بكل شفافية، ويتابع التحقيق بالتنسيق مع الفريق الإيطالي، لافتاً إلى أن من يتولى التحقيق في هذه القضية “قضاء مصر” وليس “وزارة الخارجية”.
تابع “السيسي” قائلاً، بأن أصابع الاتهام في مقتل الطالب الإيطالي تم توجيهها مباشرة إلى الجهات الأمنية المصرية من خلال بعض الإعلاميين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتم بدء التحقيق والكشف عن ملابسات الواقعة، وأضاف قائلاً بأن كل من تابع القضية كوّن رأياً وموقفاً بهذا الشأن.
وعن العلاقات المصرية الإيطالية تابع السيسي قائلاً:
“ناس مننا اتهموا الأجهزة الأمنية المصرية بالتورط في القتل، ونحن نولي هذه القضية اهتمام نظراً للعلاقات المصرية الإيطالية، والقيادة الإيطالية وقفت بجانب مصر بعد 30 يونيو، نحن من صنعنا مشكلة مقتل الشاب الإيطالي لمصر بتداول الأكاذيب والإدعاءات”.
>> رسالة السيسي فيما يخص أزمة الدولار وارتفاع الأسعار:
عن تداعيات أزمة الدولار، طمأن الرئيس عبد الفتاح السيسي الشعب المصرية قائلاً: “لانية لقيام الدولة برفع أسعار السلع الأساسية مهما ارتفع سعر الدولار”، لافتاً إلى أن الدولة تأخذ بعين الاعتبار المواطن المصري البسيط، كما أصدر الرئيس توجيهاته للحكومة بعدم تصعيد أسعار السلع الغذائية مهما ارتفع الدولار.
وأشار “السيسي” بأن المحافظة الأسعار مسئولة الدولة والجيش، مضيفاً:
“كان عندنا أزمة كبيرة فى الكهرباء والغاز وقصور فى البنية الأساسية للدولة تعيق جذب الاستثمار وكل هذه تم إنجازه والانتهاء منه”.
>> أول تصريح للسيسي حول أزمة جزيرتي «صنافير وتيران»:
وعن أزمة “تيران وصنافير” التي أثارت جدلاً واسعاً مؤخراً، فقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن هاتين الجزيرتين حقاً من حقوق السعودية لدى مصر قائلاً:
« علمتني والدتي، أوعى تطمع للي في إيد الناس ولا تاخده.. اللي أعطى الناس يعطيك واللي يرزق الناس يرزقك.. إحنا لا بنبيع أرضنا لحد ولا بناخد أرض حد».
وأردف “السيسي” بأن مصر لن تفرط في أرضها، وفي المقابل لن تسلب حقوق الآخرين، مضيفاً:
«مصر لم تفرط أبدا في ذرة رمل.. وفيما يتعلق بحدودنا البحرية لم نفرط في حقنا ومنحنا الآخرين حقهم.. من ثوابتنا عدم التفريط في ذرة من حقوقنا، وكذلك عدم المساس بحقوق الآخرين».
>> رسالة السيسي فيما يخص اتفاقية «لترسيم الحدود»:
كشف الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الأسباب التي جاءت وراء التنازل عن جزيرتي “تيران وصنافير” للسعودية، قائلاً، بأن اتفاقية “ترسيم الحدود” كانت قائمة لكنها لم تطرح للرأي العام منعاً لإثارة الجدل بين الشعبين المصري والسعودي، وأضاف:
« لو أعلنا من 8 شهور عن قضية الجزيرتين كانت ستؤثر سلبا على علاقتنا مع السعودية.. أنا أخدت الضربة فى صدري وخبيت عليكم موضوع الجزر من 8 شهور».
وفنّد السيسي قرار ترسيم الحدود بأنه جاء اعتماداً على قرار جمهوري صادر قبل 26 عاماً، مشيراً إلى أن الرئاسة تعمل على هذا الملف منذ يونيو 2014، وتم عقد 11 اجتماعاً بهذا الشأن، كما شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية البيانات الصادرة من رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية، التي أكدت تبيعة “تيران وصنافير” للسعودية.
وحذر السيسي المصريين بضرورة عدم الخوض الحديث عن “تيران وصنافير” قائلاً:
«إنكم تسيئون لأنفسكم بالحديث عن القضية».
وأشار السيسي بأن البرلمان سيقوم بتشكيل لجنة خاصة لمناقشة هذه القضية، لافتاً إلى أن حديث الشعب المصري عن “سد النهضة” أضعف الموقف المصري، لذلك طالب “السيسي” من المصريين عدم الحديث عن “تيران وصنافير”، مشيراً إلى أن تناول الموضوع يضعف موقفنا.
واختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي حديثه محذراً الإعلاميين من اتخاذ وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً لها، كما أشار إلى ملف الحريات والحقوق، قائلاً: “نسعى بشكل جاد للعمل على حقوق الإنسان وملف الحريات”، لافتاً بأن القضية في مصر لا تقتصر على حرية التعبير فقط، وإنما هي قضية العمل والتفاني فيه، منوهاً بأن مصر تخطو خطوات صعبة من مشوار طويل، وتواجه أصعب الأزمات في تاريخها المعاصر.