يواصل البنك المركزى المصري هجماته الشرسة على الأسوق السوداء للتعامل مع العملة الخضراء “الدولار” والتى تتحكم في أسعاره وفقاً لأهوائها الشخصية بما يضر بمصلحة الإقتصاد، حيث طرح المركزى صباح اليوم الأربعاء أكبر عطاء فى تاريخه وفى عهد محافظه الحالى “طارق عامر”، ليبلغ قيمته 1.5 مليار دولار من أجل تغطية مديونيات العملاء من العملة الأجنبية نتيجة القيام بإستيراد بعض السلع الإستراتيجية الهامة.
هذا ويذكر أن المركزى قد ضخ أمس الثلاثاء عطائه الإستثنائى الثالث بقيمة 200 مليون دولار، بدلاً من العطاء الدورى بقيمة 40 مليون دولار والذى كان من المقرر أن يتم طرحه أمس فى بنوك الأسواق المحلية.
وفى سياق متصل قام “المركزى” قبل أيام بإجراء هو الأجرأ فى تاريخه بعدما خفض قيمة الجنية أمام العملة الخضراء بنحو 112 قرش ليسجل سعر الجنية رسمياً أمام الدولار 8.95 قرش للمرة الأولى فى تاريخه، وقد تُبع هذا القرار بإصدرا البنك الأهلى وبنك مصر لشهادات إدخارية بالجنية ذات عائد مرتفع بقيمة 15% بشرط أن يقوم الراغب فى الحصول عليها بالتنازل عن العملة الأجنبية.
أسعار الدولار في البنوك
وفيما يخص أسعار الدولار اليوم الأربعاء 16 مارس فى البنوك الرسمية، فقد سجل 8.90 قرش كسعر بيع، بينما سجل 8.95 قرش كسعر شراء، وذلك فى ثبات نوعى بعدما خفض المركزى قيمة الجنية، وأجبر الجميع على التعامل بالسعر المقرر منعاً لإتخاذ إجراءات حاسمة تقلب الوضع على مرتكبيها.
ويأتى عطاء المركزى الإستثنائي الكبير اليوم، فى صورة ضربة موجعة للأسواق السوداء والمضاربين فيها، مشيراً فى بيان رسمي صادر عنه إلا أن العطاء قٌصد منه تغطية مديونيات العملة الإجنبية لبعض العملاء المستوردين لسلع هامة.
الدولار في السوق السوداء
أما عن أسعار الدولار فى السوق السوداء، فقد ارتفعت وضربت بتعليمات البنك المركزى عرض الحائط، ليهبط الجنية أمام الدولار فى السوق السوداء بمقدار 40 قرش، على الرغم من ضربات “تكسير العظام” التى يوجهها المركزى بقوة تجاه المتعاملين فيها، وذلك بالخفض المفاجئ لسعر الجنية أمام الدولار وطرح عطائين استثنائيين متتاليين بقيمة 400 مليون دولار.
وبعد قيام المركزى بضخ عطائه اليوم ذو الـ 1.5 مليار دولار، فإن إجمالى ما ضخه المركزى يقدر حتى الآن بـ 1.9 مليار دولار، فى سابقة هى الأولى منذ تاريخ إنشاء البنك المركزى، ووفقاً لتصريحات خبراء اقتصاديون، فإن “طارق عامر” يتفاوض حالياً مع مؤسسات استثمارية عالمية من أجل الإستثمار فى سندات دولارية وأذون خزانة من المقرر أن تطرحها الحكومة المصرية خلال أيام بقيم كبيرة تصل إلى ما بين 3 و 5 مليار دولار.
وعلى صعيد البورصة، نجحت قرارات البنك المركزي فى الصعود بمؤشراتها إلى مستوى قياسي، مدعومة بزيادة عمليات الشراء من المستثمرين العرب والأجانب، ليحقق رأس المال السوقي مكسباً قيمته 7 مليار جنية، وتزيد مكاسبه إلى نحو 22 مليار جنية خلال يومين.
أزمة الدولار ونواقص الأدوية وتذاكر الطيران
أما زيادة أسعار الدولار بالنسبة لنواقص الأدوية، فقد أدت إلى تفاقم الأزمة، مع وعد وزارة الصحة بدراسة بدائل لحل الأزمة مشيرة أنه لا مفر من رفع بعض أسعار الأدوية لمواكبة زيادة أسعار التكلفة.
وفى سياق متصل، ارتفعت أسعار تذاكر الطيران رداً على أزمة الدولار الأخيرة، ومن جانبه صرح رئيس اللجنة الدينية بإتحاد الغرف السياحسة “ناصر ترك”، أنه تم رفع جميع أسعار رحلات الطيرات داخل شركة مصر للطيران لتشمل رحلات الحج والعمرة، بزيادة قدرت بـ 13%، إلى جانب رفع الشركات الأجنبية لتذاكر طيرانها أيضاً، والذي يُنذر بزيادة أسعار رحلات العمرة خلال الموسم الحالى بنحو 20% عن السابق.
بينما لا يكف البنك المركزى عن مناوراته الكبرى ضد الأسواق السوداء، فى إطار “المناورة الكبرى” التى يوليها لحل أزمة سوق صرف العملات الأجنبية، بعدما طرح أمس الثلاثاء عطاء استثنائي بقيمة 200 مليون دولار، مما أدى إلى استقرار أسعار العملة الأجنبية أمام الجنية فى البنوك الرسمية عند سعر 8.85 قرش و 9 جنيهات على الترتيب، كما قام بطرح أكبر عطاء استثنائي فى تاريخه بقيمة 1.5 مليار دولار من أجل سداد مديونيات استيراد بعض السلع، وبذلك فقد ضخ البنك المركزى القطاع المصرفي فى خلال 72 ساعة فقط مبلغ 1.9 مليار دولار.
فيما جدد “طارق عامر” محافظ البنك المركزي، تحذيراته إلى عملاء الأسواق السوداء من التلاعب فى سعر العملة الخضراء، مشدداً على أن الأمر سيواجه بكل حزم وصرامة.