لا يختلف اثنان على دور الأطباء في تخفيف آلام البشر، وعلاج أمراضهم، وما يستلزمه ذلك من امكانيات لا تتوافر في كثير من الأحيان في مستشفياتنا الحكومية، إلا أن الأطباء وجميع أفراد المنظومة الصحية يحاولون جاهدين تحقيق أقصى استفادة من هذه الإمكانيات المحدودة.
كما لا يخفى على الجميع تدني المرتبات التي يحصل عليه أعضاء المهن الطبية العاملين في المنظومة الصحية المصرية، والذي يجعل العديد من الخبرات تغادر خارج البلاد لتحسين أوضاعهم، على الرغم من تطبيق الكادر على العاملين ببعض المؤسسات التابعة لوزارة الصحة، إلا أنه مازال غير مطبق على العاملين بالتأمين الصحي، الأمر الذي أدي إلى عزوف الكثير من الخبرات والكفاءات عن العمل داخل منظومة التأمين الصحي.
ان ما يتعرض له الأطباء من حملة ممنهجة للنيل منهم، رداً على موقفهم القوي وموقف نقابتهم المساند لقضاياهم، جعل العديد من وسائل الإعلام والصحف وغيرهم من الغير متخصصين في المجال الطبي في تناول قضية إصابة عدد من المرضى بمستشفى رمد طنطا بعدوى في أعينهم، بطريقة غير محايدة، وانهال البعض بإتهام الأطباء بإستخدام أدوية محرمة دولياً، بدون دليل أو بينة.
نقدم لكم الأن القصة الكاملة للعقار المستخدم في حقن أعين هؤلاء المرضى وبشهادة أساتذة العيون الكبار في مصر، بل ستفاجئون بأن هؤلاء الأطباء أكثر الناس حرصاً على مصلحة المرضى، وأكثرهم دعماً لميزانية الصحة في مصر، ومنعاً لإهدار موارد الدولة.
يقول الأستاذ الدكتور جهاد النهري أستاذ طب العيون بطب القاهرة، أن الدواء المستخدم في حقن عيون المرضى، والذي يسمى افاستين يستخدم في كل الدول الأوروبية وأمريكا، وأن الشركة المنتجة قامت بانتاج نفس الدواء بإسم آخر وهو لوسينتس لكي تتمكن من إدخاله أمريكا وقامت بصرف مبالغ طائلة على الأبحاث اللازمة لإدخاله طبقاً للقانون الأمريكي.
وعقد الدكتور جهاد مقارنة بين تكلفة العلاج بالأفاستين مقارنة باللوسينتس بالنسبة للمرضى المصريين، حيث تبلغ تكلفة العلاج باللوسنتيس لجميع مرضى التأمين الصحى ووزارة الصحة 7 مليارات جنيه سنوياً، بينما لا تتعدي تكلفة العلاج بالأفاستين 300 مليون جنيه سنوياً.
وتساءل النهري لماذا يزايد البعض من الإعلام وأصحاب المناصب من الأطباء على بعض المضاعفات الطبية المعروفة، وهم يجهلون الفرق بين الخطأ الطبي والمضاعفات الطبية، لأن ماحدث لهؤلاء المرضى هو مضاعفات قد تحدث نتيجة استخدام أي دواء آخر بنفس الطريقة، وليس من الدواء نفسه.
في نفس السياق أصدر الأستاذ الدكتور حمودة غرابة أستاذ طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة طنطا بياناً لمن يهمه الأمر، يسجل فيه شهادته العلمية والعملية على استخدام الأفاستين للحقن في العين لعلاج حالات الشبكية والإعتلال الشبكي، هذا نصه:
وهذه شهادة أحد الأطباء المتخصصين في هذا المجال، والذي يؤكد وجود مضاعفات لعملية الحقن داخل العين، تتمثل في الغالب في عدوى نتيجة ظروف التعقيم.
للسادة المتخصصين والمهتمين بالبحث العلمي أقدم لكم دراسات أجريت على استخدام النوعين، والتي أثبتت أنه لا فرق بين الدوائين، إلا أن تكلفة العلاج بالأفاستين أرخص.
Less-Expensive Avastin Treats Age-Related Macular Degeneration as Well as Lucentis