أعلنت أثيوبيا رسمياً اليوم السبت، تحويل مجرى النيل إلى مساره الطبيعي مرة أخرى حتى يمر بجسم السد للبدء فى تخزين المياة كمرحلة أولى من مراحل عمل السد ومن بعدها توليد الكهرباء وفقاً للمقرر، وذلك قبل جولة المفاوضات التى ستضم وزراء الخارجية والري فى مصر والخرطوم، كانت أثيوبيا قد حولت قبل عامين المجرى للبدء في إنشاء السد.
وبمناسبة ذلك قامت أثيوبيا مساء اليوم بإحتفالات الفرحة بالإنتهاء من تعديل المسار إلى وضعه الطبيعي ومرور المياة للمرة الأولى عبر بوابات السد، حيث قامت بإطلاق الطواريخ فى الهواء وعزف الأغانى الوطنية، ومن المقرر أن تذهب المياة من البوابات إلى الأنفاق ومن ثم توربينات توليد الكهرباء، مؤكدين أنهم قاموا بهذه الخطوة كإجراء فنى للتأكد من كفائته قبل التشغيل الفعلي، وقد أكد مصدر أثيوبي أن هذا يعنى انتهاء أثيوبيا من جزء كبير من إنشاء السد.
فيما أفادت اللجنة المسئولة عن المفاوضات، أنه يجري تحليل صور وفيديوهات الأقمار الصناعية التى اُلتقطت بقطاع النيل، ورفع التقرير النهائي إلى وزير الري “الدكتور حسام المغازي” الموجود حالياً بالخرطوم لحضور مفاوضات وقف بناء السد.
فيما أشار “المغازى” إلى أن إعلان أثيوبيا عودة المجرى إلى وضعه الطبيعى لن يؤثر على مفاوضات وزراء الخارجية والري بشأن السد، مشيراً إلى اعتبار هذه الخطوة طبيعية وأساسية فى استكمال الإنشاءات، خاصة أن عودة مجرى النيل إلى موضعه الطبيعي قبل البدء فى بناء السد هو الأمر الطبيعي.
وعن بدء التخزين فى بحيرة السد، قال “المغازى” أن أثيوبيا لم تبلغ مصر رسمياً بهذه الخطوة، والتى لا تعد أساساً فى بدء تخزين المياة، وملخص موقف أثوبيا من إصرارها على بناء السد هو أنها لا تعترف بأهمية حصة مصر المائية وفقأً لإتفاقية 1959 بين مصر والسودان، وهو ما يُقلق مصر من إنشاء السد،.
ووفقاً لتصريحات مسئولون أثيوبييين فقد أكدوا أن أثيوبيا لا تعترف بأحقية مصر فى الحصة المائية، ولكنها تؤمن بالإستخدام العادل المنصف لمياة النيل، والذى يقوم على إعادة تقسيم مياة نهر النيل لدول الحوض فيما عرف بإتفاقية “عنتيبي الإطارية” والتى لم توقع عليها مصر والسودان.
وقد انتهزت أثيوبيا فترة انشغال مصر بقضاياها السياسية عقب ثورة يناير، وقامت بإنشاء السد وحولت بصورة مفاجئة مجرى النيل الأزق أحد روافد النيل فى يوليو 2013، للبدء فى إنشاء السد كأول مرة فى تاريخ النيل.