الصدفة وحدها قادت مجموعة من الباحثين في جامعة برمنجهام البريطانية إلى العثور على أقدم مصحف حيث أنه بفحص أوراقه بتقنية الكربون المشع تبين أن عمر صفحاته 1370 عاماً وهو ما يجعلها أقدم نسخة من القرآن الكريم على وجه الأرض.
ويقول خبير المخطوطات في المكتبه البريطانية الدكتور محمد عيسى والي إلى أن هذا الاكتشاف سيدخل السعادة في قلوب المسلمين في بريطانيا، حيث أنه بلا شك فإن الشخص الذي قام بكتابة هذه الصفحات لابد أنه قد عرف رسول الإسلام النبي محمد صلي الله عليه وسلم وربما يكون قد رآه واستمع إلى حديثة ومن الممكن أن يكون أحد المقربين منه وهذا ما يفسر الأهمية الكبرى لهذا المخطوط.
ويقول البروفيسور توماس أن بعض نصوص القرآن الكريم كتبت لأول مرة على رقائق من السعف أو الصخور أو الجلود أو عظام أكتاف الجمال وأن النسخ النهائية من المصحف الشريف قد تم جمعها في عام 650 ميلادية.
وأضاف توماس إلى أن هذه الأجزاء المكتوبة من القرآن الكريم قد كتبت على الرقائق ويمكن إعادة تاريخها إلى أقل من عقدين بعد وفاة النبي محمد، وأن هذه الصفحات قريبة جداً من القرآن الكريم الذي نقرأه اليوم وهذا يدعم أن القرآن الكريم باقي إلى أمد الدهر ولم يدخل عليه أي تغيير، ويمكن إعادة تاريخها إلى لحظة زمنيه قريبة جداً من زمن نزول الوحي على النبي محمد صلي الله عليه وسلم.
والخط الذي كتب به هذا المخطوط من المصحف هو الخط الحجازي الذي يعتبر من الخطوط العربية الأولي، وهو ما يؤكد فكرة أن ذلك المخطوط من المصحف هو واحدة من أقدم نسخ القرآن الكريم في العالم.
من جهته يقول الدكتور محمد عيسى والي المتخصص في المخطوطات الفارسية والتركية في المكتبة البريطانية إلى أن هذا المخطوط مكتوب بخط يد حجازي جميل ومقروء بشكل مدهش ويعود بكل تأكيد إلى زمن الخلفاء الراشدين الثلاثة الأوائل حيث تمتد فترة حكمهم من عام 632 وحتى 656 ميلادية.