“هي عادتنا ولا هنشتريها” هكذا هو الوصف الدقيق لعادة المصريين فى شراء الفسيخ والرنجة احتفالاً بأعياد الربيع وشم النسيم، فالبداية كانت من عصر الفراعنة الذين عاشوا فى مصر منذ آلاف السنين.
ففى كل عام تبدأ الأسر يوم شم النسيم بتلوين البيض مع الأطفال فى الصباح، ثم تناول الغداء المكون من الأسماك المملحة، عادة لا يمكن تغييرها منذ آلاف السنين، على الرغم من تحذيرات وزارة الصحة كل عام من خطورة هذه الأسماك على الصحة.
مصر فايف، يقدم فيديو بنصائح للراغبين فى شراء الأسماء المملحة، فعليهم الإنتباه لإختيار الجيد منها دون الفاسد، وذلك من خلال تقرير صحفى مصور مع الحاج “محمود” أحد أصحاب كبرى محلات الأسماك المملحة.
أولا: الفسيخ
الفسيخ يتم صنعه من خلال سمكة تدعى “البورى”، ثم بطريقة خاصة يتم تحويلها لفسيخ، البداية تكون بتجميدها وفى هذه الحالة يجب أن تكون السمكة طازجة ومتماسكة وذات رائحة مقبولة، وبالتالى فإن سمكة البورى المستخدمة فى صنع الفسيخ لا يتم فتحها بل تخلل كما هى.
وأضاف صاحب محل الأسماك، أنه قبل البدء فى تخليل السمكة يتم غسلها جيداً وتصفيتها من الماء تماماً وتنشيفها فى الشمس، ثم تحضر براميل كبيرة وتوضع بها طبقة من الملح ثم طبقة من سمك البورى ثم طبقة ملح وهكذا حتى الإنتهاء من كل البرميل يرش عليه فى النهاية “شرش السمك”، ويغلق بشكل جيد حتى تمام الإستواء الذى يكون من شهر إلى شهرين ولا يفتح البرميل قبل هذه الفترة حتى لا يفسد السمك.
وتابع، بعد تمام عملية الإستواء والتخليل، يظل الفسيخ صالحاً للأكل حتى 6 شهور، وينصح لأصحاب الضغط المرتفع وأمراض القلب بتناول السمك ذو الملوحة القليلة.
ولإختيار السمك الجيد دون الفاسد يجب على المشترى الإنتباه لملمس السمكة وشكلها، وإختيار تلك الناعمة الملساء ذات القوام المتماسك عن غيرها، مع عدم الإلتفات كثيراً لجزئية وضوح عين السمكة فهو ليس شرطاً لجودة السمكة، فطول فترة التخليل يجعل عين السمكة بيضاء، كما أنه يجب على المشترى شم السمكة بشكل جيد والتأكيد من أنها لا تحتوى على أى رائحة غريبة، كذلك يفضل تنقية الأسماء متوسطة الحجم ليست الكبيرة جداً ولا الصغيرة جداً، فيفضل اختيار التى يتراوح وزنها بين كيلو إلى 750 جرام.
واستطرد صاحب محل الأسماك، أن السمك غير الصالح يكون قوامه غير متناسق وتكون السمكة لينة أزيد من المطلوب، وعليه فإنه يجب الإبتعاد عن شرائها فوراً، كذلك لا يجب على المشترى أن يحصل على هذه الأسماك من أماكن مجهولة المصدر، خاصة فى شم النسيم حيث أنه موسم لأصحاب النفوس الضعيفة لتحقيق ربح من بضاعة فاسدة فى مقابل صحة المواطن.
وعن الفسيخ الذى يتم تصنيعه فى المنزل، فقد قال الحاج محمود أنه يختلف تماماً عن المصنع فى كبرى المحلات، فالبراميل المستخدمة فى عملية التخليل هى الأفضل لحصول السمك على التهوية المطلوبة، فلا تعمل الأكياس والأدوات المنزلية البلاسيتيكة على وصول الهواء المطلوب للسمك فضلاً عن أن كشفه يعرضه للتلف، كذلك الفسيخ المصنع فى المنزل لا يحمل ذات النعومة والطريان التى يتمتع بها الجاهز.
وعن أسعار كيلو الفسيخ لهذا العام، فقد قال البائع أنها لم ترتفع عن العام الماضى، فسعر الكيلو الجيد يبلغ 94 جنية، مشيراً لوجود بعض المحلات تبيع الفسيخ بـ 50 جنية وهو ما يثير الشكوك حول جودته.
ثانياً: الملوحة
أما أسماك الملوحة والتى تأكل فى شم النسيم أيضاً، فهى تصنع من سمك “الراى أو كلب البحرى” وهى أسماك كبيرة الحجم، وتصنع بكثرة فى مدينة أسوان المصرية.
وكذلك فإن الملوحة تخلل بنفس طريقة الفسيخ، إلا أنها تخلل فى علب صفيح كبيرة تغسل جيداً قبل وضع الملوحة بها، ثم تبدأ عملية تنظيف السمك وإزاله أحشائه الداخلية وحفظه بين طبقات الملح ويغطى بشرش السمك، كما تستغرق الملوحة فترة أطول فى التخليل من الفسيخ فهى تحتاج لأزيد من 3 أشهر لتصبح جاهزة للأكل.
وعن السمك الملوحة الجيد الذى يجب الإنتباه له عند الشراء، فقد قال البائع أنها يجب أن تكون بملمس متجانس ورائحتها ولونها مقبولين، وعلى هذا فإنه يجب الإبتعاد عن السمك ذو اللون القاتم والرائحة المنفرة، وبالنسبة للأسعار فيتراوح سعر كيلو الملوحة الجيد بين 70 إلى 80 جنية.
ثالثا: السردين
أفضل أنواع السردين التى من الممكن الحصول عليها هى السردين، “الرشيدى”، نسبة إلى مدينة رشيد المشتهرة فى تمليح السردين، وبالنسبة لصناعته فالبداية تكون بغسله جيدأ، ثم يصفى جيداً ويترك لمدة يوم ليجف تماماً، ويخلل فى براميل من البلاستيك لا تسمح بدخول الهواء على عكس الفسيخ، وبالتناوب يتم وضع داخل البرميل طبقة من السردين وطبقة من الملح حتى تمام الكلية.
ويستوى السردين فى خلال شهر ونصف إلى شهرين، كما أنه سهل فى التخليل ولا يحتاج لمهارة بعكس الفسيخ، حيث يمكن لربات البيوت تخليله بسهولة طوال العام دون الحاجة لشرائه من المحلات، كما يتراوح سعر الجاهز منه بين 40 إلى 50 جنية.
رابعاً: الرنجة
الرنجة تصنع من السمكة المخصصة لصناعة الرنجة وهى مستوردة من الخارج وتصنع فى مصر، ولا تخلل بنفس طريقة السابق، ولكن تعلق من الخياشيم وتشعل أخشاب أسفلها، وتسوى على الدخان الصادر من هذه الأخشاب فى درجة حرارة معينة، حتى تصبح بنية كما نعرفها.
كذلك يجب الحذر عند شراء الرنجة واقتناء الجيدة والبعد عن الفاسدة التى تتنشر فى الأسواق بأسعار رخيصة، فيجب أن يكون اسم الشركة وتاريخ الصلاحية مطبوع على السمكة، كما أن اللون البنى فى سمك الرنجة هو الأفضل من اللون الذهبى، نظراً لأن السمك الذى يكون ذهبى لا يكون رنجة من الأساس بل نوع أخر أرخص ثمناً يشوى ويطلى بدهان الجمالكا حتى تبدو السمكة كالرنجة، كذلك يجب الإلتفات للقوام المشدود للسمكة والرائحة الجذابة.
أما أسعار الرنجة، فيتراوح الكيلو منها بين 30 إلى 40 جنية، كما توجد أنواع أرخص من ذلك إلا أنها ليست عالية الجودة.
ويلاحظ أن الطلب فى شم النسيم يكون الأكثر على الفسيخ والرنجة، ولا يقبل على الملوحة الكثيرون، نظراً لملوحتها الزائدة.