انتشرت على الفيس بوك، صورة للمراسة الصحفية “لمياء حمدين” وهى تحمل طفلها “يوسف” أثناء تسجيلها لإحدى التقارير الخارجية، لتنهال التعليقات على الصورة التى وصفت بأنها “قلبت مصر” بين مؤيد ومعارض لإصطحاب الأم المعلية لأبنائها معها فى العمل، ولا يدرى الرائى أن الصورة لا تعكس كل الحقيقة.
الحكاية بدأت عندما ألتحقـت “لمياء حمدين” للعمل فى on tv كمراسلة صحفية قبل سبع سنوات، وظلت فى عملها الدؤب الذى يضطرها إلى الإستيقاظ قبل السادسة من كل يوم، وإرتداء ملابسها على عجل إلا أنها يجب أن تكون “شيك” كطبيعة العمل فى الإعلام، بغض النظر عن ما قد يكوم مر بها من ضوائق مالية.
وكان ثمرة زواجها، أنجابها لأبنها الوحيد “يوسف” البالغ من العمر سنة وثمانية أشهر، وهو يرتاد إحدى حضانات مدينة 6 أكتوبر، حيث تصطحبه والدته إلى الحضانة قبل السابعة والنصف من كل يوم، ثم تذهب إلى مدينة الإنتاج الإعلامى لمقر قناة on tv، أو تتجه لموقع التصوير المباشر، وتستمر على هذا النحو طوال ساعات العمل، ووتوقف لأخذ وقفة خفيفة فى غرفة المونتاج أو أثناء تصوير التقارير الخارجية.
وعن الصورة التى “قلبت مصر” فقد كانت فى يوم أشارت دقات الساعة فيه إلى الثالثة ونصف موعد انتهاء عمل حضانة يوسف، وعلى أمه الذهال إليها لتأخذه منها حيث أنه مريض فى هذا اليوم ويحتاج لرعايتها، إلا أن عملها كان لم ينتهى بعد فكان عليها تغطية أراء الجمهور حول لقاء رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب مع القوى السياسية، فما كان منها إلا أن اصطحبت الطفل الصغير معها، وحملته أثناء تغطية الحدث واستكمال عملها الذى عليها أن تؤديه.
يوسف الصغير لا يعرف أنه شارك فى مساعدة أمه فى تحمل أعباء المجتمع بصفتها أمه معيلة، تتحدى الظروف القاسية للشباب حالياً وتساعد فى تأمين مستوى حياة كريمة لأبنها وأسرتها، حيث لم يدرك الصغير لماذا اصطحبته أمه معها إلا العمل ولا يعرف أنه يجب عليها أن تكمل ما كلفت به.
يذكر أن وجود الطفل الصغير مع الأم فى مكان العمل، لم يوقفه أو يؤثر على سيره بشكل جيد، فلم يظهر فى كادر التصوير كما لم ينزعج المواطنون من وجوده، بل بالعكس قاموا بمداعبته والمزاح معه، وأضافت لمياء أن أى لم لا تكن سعيدة إذا اصحبطت ابنها معها فى العمل بدلا من أن يستمتع باللعب والمرح والراحة.
الشاب “محمد عبد الناصر” والذى التقط الصورة، ألحقها بعدة كلمات مقتضبات “مهنة من لا مهنة له”، ثم نشر الصورة على الفيس بوك، ليتحول الفيس بوك بعدها لساحة معارضة وتأييد بين موقف الأم التى فى نفس الوقت هى المراسلة الصحفية.
وبعد أن انتشرت الصورة بشكل كبير، خرج الشاب الذى التقط الصورة ليعلن عن أسفه مما فعل قائلاً “أنا بعتذر ماكنش قصدى أشهر بيكى، ولكن من حبى للمهنة شوفت الموضوع بشكل تانى”
ومن جانبها قالت لمياء أنها شعرت بالحزن بعد نشر الصورة وما قرأته من تعليقات عليها، والتهم التى وجهت لها من أنها لا تصلح للعمل، هكذا وصفت لمياء ما شعرت به جراء نشر الصورة “التى قلبت مصر”.
فى الوقت الذى ردت فيه المراسلة الصحفية على ما اتهمت به من أن الطفل ليس رضيع وكان عليها تركه مع أحد من الموجودين أثناء تصوير الحديث، لتقول “لاهوا رضيع وبالفعل فنى الصوت شاله بس عيط فأخدته تانى”.
وعن موقف إدارة القناة تجاه هذه الصورة فكانت كالتالى “مبسوط بيكى جداً” وهى كانت الرسالة الوحيدة التى انتظرتها لمياء لطمئنتها على مستقبلها المهنى فى القناة ومن هنا هدأت أعصابها وأنزوت ضغوطها.
كما استمر “عبد الناصر” ملتقط الصورة وتأنيب ضميره، حيث أكد أنه عمل كصحفى من وقت ما كان يدرس فى الجامعة، ولم يكن ما يبحث عنه الصحافة الصفراء، ومع هذا اعترف بخطئه واعتذر عنه.
يذكر أن “لمياء كانت قد أعلنت أنها تلقت اتصالا من رئاسة الجمهورية للقاء الرئيس السيسي، بعد أن انتشرت صورتها على مواقع التواصل وأصبحت حديثاً يهم المجتمع ويهم الرئاسة تقدير دورها والإشادة بها وبمن مثلها.
بارك الله فيك
انا كمان مبسوط بيكي.. علشان انتي أم عظيمه
ربنا يحميكى ويحمى ابنك ومن تقدم لتقدم ونحن فخورين بعملك
نداء الأمومة يعلو فوق كل الأصوات . بارك الله فيك يالمياء .. وشفا صغيرك الحبيب . عندما سيكبر .. سيُقَدِّر لك هذا الموقف كثيرا لأن قلبك لم يكن كالحجارة عليه . وأقول لكل من هاجمك بسبب هذا الموقف .. بسم الله الرحمن الرحيم ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) ) صدق الله العظيم . ثم أقول للقناة التي تعملين بها .. لمياء حمدين نموذج للقدرة علي تحمل المسئولية مهما كانت الظروف ، ويتعين الحرص عليها كإعلامية بقدر حرصها علي صغيرها . أتمني .. لوأصبحت كل الأمهات مثل لمياء .. تحتضن أطفالها ليطمئنوا ويأنسوا بأمهاتهم .