شركة فايبر هي المسؤولة عن تشغيل برنامج المحادثات الصوتية و الكتابية”Viber”، فبعد عدة أعوام من نجاح البرنامج و نشره في أنظمة التشغيل المختلفة وصل التطبيق أخيرا إلى أكثر من 300 مليون شخص يستخدمون فايبر بشكل يومي في متوسط مدة لا تقل عن 60 دقيقة يوميا، إلا أن هذا النجاح تكلل بفشل ذريع في تمويل المشروع ككل، حيث أن فايبر قد عانت الخسائر منذ مطلع عام 2013 حيث قدرت خسائرها بأكثر من 25 مليون دولار دون تحقيق أي عائدات جوهرية عدى بضع آلاف من الدولارات.
كثرة المشاكل المالية و ضعف الآلية التطويرية لفايبر أغرى الشركة اليابانية Rakuten للاستحواذ على Viber و ضمه إلى أسطولها من الحلول التقنية، شركة راكوتين هي أضخم شركة يابانية مختصة بالتقنية و هي تعادل في قيمتها شركة أمازون الأمريكية، و لقد حققت الشركة أرباح تشغيلية هائلة في عام 2013 وصلت لأكثر من 882.89 مليون دولار، هذا ما جعلها ترغب بالتوسع في أسواق خارج نطاقها المحلي في اليابان.
أرادت شركة راكوتين التوسع في أسواق خارجية لتنتقل الشركة بذلك إلى مستوى آخر، شراء الشركات الناشئة و التي تعاني مشاكل مالية كان أفضل طريقة للتوسع، فبدأت الشركة اليابانية بالاستحواذ على جزء من شركة “Pinterest” للتواصل الاجتماعي باستثمار قدرة 100 مليون دولار ، ثم الاستحواذ على شركة “كوبو” لبيع الكتب الإلكترونية، و بعد ذلك استولت راكوتين بشكل كامل على شركة فايبر بعد صفقة شراء بلغت 900 مليون دولار، و بذلك اكتملت نجمة الحدث.
صفقة كهذه أدخلت ملايين الدولارات إلى خزانة الاقتصاد الإسرائيلي المتهالك، حيث أن Viber تعد شركة رسمية مسجلة على أراضي إسرائيل، يديرها رجل الأعمال الإسرائيلي تالمون ماركو، و حسب النظام في إسرائيل فإن الحكومة تأخذ ضريبة تتراوح بين 20-30% من إجمالي مبلغ الصفقة.
جرعة مالية غير مباشرة أنعشت الكيان الصهيوني بعد ركود اقتصادي هو الأعنف في حياة هذه الدولة المتهالكة، الحكومة الإسرائيلية كانت عازمة على فرض المزيد من الضرائب و عمل حملات تقشف لتحافظ على ميزانيتها، أمور كهذه دفعت مراقبين للتساؤل عن كون صفقة استحواذ فايبر مدبرة، بل من الممكن أنها تهدف بالأساس لإفادة إسرائيل نفسها.
ألف سؤال يطرح، بل ما زاد الطين بلة هو خسارة شركة راكوتين اليابانية لقيمتها السوقية في بورصة طوكيو بنسبة 13% ، فبعد إعلان الصفقة بدقائق هبط سهم الشرك اليابانية لتخسر بذلك 1.9 مليار دولار كلمح البصر، هل حقا أراد اليابانيون الاستحواذ على فايبر أم أن هناك طرفا ثالثا في القصة؟، Viber كُتب عليه الموت بسبب طعنات المنافسين مثل واتس أب، فهل سنشهد تطورا حقيقيا في خدماته خلال الأيام القادمة، أم أنها مجرد خطة من صنع دهاليز السياسة.