تعاني الأسرة المصرية من أعباء مادية كبيرة في أثناء العام الدراسى بسبب الدروس الخصوصية، وفى كل عام يزداد أجر المعلم عن العام السابق، و تحولت الدروس الخصوصية من كونها ظاهرة إلى عادة إجتماعية أصيلة فى المجتمع .
تكلف الدروس الخصوصية الأسرة المصرية مبالغ كبيرة كل عام ، حيث يزيد عليها ثمن وسائل المواصلات عندما تكون فى نفس المدينة ، أو فى مدينة أخرى .
فالأسرة المصرية تحتاج إلى وزيرًا للمالية لتدبير شئونها حيث تتضاعف المصاريف الدراسية كل عام ، و يزيد على ذلك ثمن الكتب الخارجية ، و الأدوات المدرسية التى تضاعف ثمنها ، و هجوم الدروس الخصوصية على كل فرد من أفرادها .
لن تنتهى الدروس الخصوصية فقط بتقدير المعلم ، و لو أعطينا آلاف الجنيهات شهريًا ، و لو زودنا الطالب بأحدث تقنيات التعليم فى كل مدرسة ، و إنما تنتهى باستبدال تلك العادة السلبية تدريجيًا بعادة اجتماعية أخرى إيجابية.
لقد أهملنا حق المعلم الذى كان يرفض مبدأ الدروس الخصوصية ، و لكن عندما دخل أبناؤه المرحلة الثانوية ، اضطر بسبب معاناته فى دفع ثمن دروسهم إلى إعطاء دروس ليستطيع تغطية تكاليف دروسهم .
يجب إحترام المعلم ، و تقديره ، و توفير الحياة الكريمة له ، و لأسرته ، و إعطائه الراتب الذي يكفيه هو ، و أسرته ، و توفير الرعاية الصحية له ، و لأسرته ، و المسكن اللائق به .
بعض الناس تعتقد أن الدروس الخصوصية هى الحل الوحيد لأولادها ، و لكن الذى يعتقدونه خطأ ، فالأسرة المصرية تعيش بين القلق على الأبناء فى رحلة الذهاب و العودة من الدروس الخصوصية ، و بين الأعباء المادية ، و بين الحيرة و القلق من عدم استمرار الدروس الخصوصية فيؤثر ذلك على مستقبل الأبناء .
أزمة الدروس الخصوصية تبدأ فى الإجازة الصيفية حيث يتم حجز الطلبة للدروس الخصوصية عند كل معلم ثم تبدأ بعدها رحلة المعاناة و الإرهاق و التعب التى يعانى منها الطالب حيث يقوم برحلة الدروس الخصوصية كل يوم ، و يقوم بالالتزام بالحضور فى اليوم الدراسى ، و القيام بالواجبات و الأنشطة المدرسية .
نرجوا من المعلمين الشرفاء القيام بعمل مجموعات تقوية ، و هذا عوضًا عن مشكلة الدروس الخصوصية التى عانت منها الأسر الفقيرة ، و ذلك لرفع شأن التعليم .
التعليم هو القاطرة الأولى للتنمية فى أي دولة، و هو المعيار الرئيسي فى تقييم الأمم و نهضتها ، و تاريخها ، فأتمنى تعليم أفضل و جيل مبدع يحب الإبتكار و الإبداع و التجديد و التحديث و البحث عن المعرفة بكل السبل فى المكتبات و الإنترنت .
نتمنى جميعاً جيلًا يتحمل المسئولية ، و يستخدم الوسائل التكنولوجية فى التعلم ، و نرفض جيلًا يحفظ دون فهم ، و يختزن المعلومات ليحقق أعلى الدرجات ، و ينسى ما حفظه ، أتمنى جيلًا ينهض بالوطن ، و يجعله من الدول المتقدمة .