الطفل كالمرآة يعكس كل حركة يراها ، أو يسمعها ممن يعيش بينهم ، فكن حريصًا عند التعامل مع أطفالك ، فأطفال اليوم هم رجال المستقبل حيث يجب الاعتناء بتربيتهم ، و تعليمهم ؛ لأنهم بناة المستقبل ، فكلنا نهدف إلى بناء جيل يتميز بالأخلاق الحميدة من أجل بناء وطن متقدم زاهر .
لتعلم الأم أن الإسراف فى مكافأة الطفل قد يؤدى إلى انتظار الرشوة ، و هذا فساد لأخلاقه ، و أن التهديد ، و الضرب إذا تكررا كثيرًا فقد مفعولهما ، و يؤديان إلى عكس النتيجة المرغوبة .
قد يخطىء الطفل في قول ، أو عمل ، فتنهره ، أو تضربه الأم ، و لا يفهم الطفل سبب المعاملة القاسية فيفقد قدرته على التمييز بين الخطأ ، و الصواب ، و يتعلم الطفل بالتدريج الكذب ؛ لينجو من الضرب ، و يفقد الشجاعة ، و القدرة على قول الحق ، و ينشأ جبانًا كاذبًا فاقد الثقة بنفسه .
خاطبي طفلك بنفس اللغة التى تحبي أن يتعلمها ، فربما يسوءك أن يتكلم الطفل إلى الكبار بدون أدب ، و احترام ، و لكن كيف يستطيع الطفل أن يقول مثلًا ” من فضلك ” إذا طلبنا منه طلباً ، او” أشكرك ” إذا أخذنا منه شيئًا ؟ .
المثل الأعلى للطفل هما الأب ، و الأم ، و لأقولهما ، و أعمالهما تأثيرًا كبيرًا فى نفس الطفل ، و كثيرًا ما يظل هذا التأثير طول حياته حيث قد يرفض الطفل نوعًا من الطعام عندما يتذوقه لأول مرة ، و لابد من مرور بعض الوقت حتى يعتاد عليه .
فيعلن الأب ، و الأم أنه يرفض هذا الطعام لأنه لا يحبه ، فينغرس فى نفسه كرهه لهذا الطعام منذ الصغر . فيجب عليك إذا وجدت طفلك يرفض نوعًا من الطعام أن تترك له الفرصة لكى يعتاد عليه بالتدريج ، فلا تضغط عليه ، أو تحايله .
يميل الطفل للعناد فى الطعام ، و الشراب ، و يؤدى الضغط الشديد فى تقديم بعض الطعام إلى عناد الطفل ، و رفضه لهذا الطعام .
يظهر عناد الطفل بوضوح عندما تضغط الأم على الطفل فى دراسته ، فقد يؤدى ذلك إلى رفض الدراسة ، لكن التشجيع ، و الإقناع بدل التهديد ، و الضرب يؤدى إلى نتائج باهرة .