قالت شبكة بلومبيرج الأمريكية الإقتصادية الشهيرة أن مصر تجري حالياً مفاوضات واسعة النطاق مع إسرائيل من أجل إستيراد الغاز الطبيعي منها في صفقة تقدر قيمتها بـ “60 مليار دولار.
وأكدت الشبكة أن تلك المفاوضات تأتي في ذات الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بشن ضربات متتالية على قطاع غزة، بعد أن فشلت مصر في إتمام مبادرتها لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
حيث تمتلك إسرائيل كميات ضخمة من الغاز الطبيعي تكفيها لأكثر من عقدين متتاليين، لذا فإنها تدرس بجدية تصدير جزء منه لمصر التي قد تفتح لها سوقاً جديداً لتصدير غازها لدول أوروبا وآسيا لانها دولة تقع عند ملتقى قارتين.
وبحسب مسئولون إسرائيليون فإن شركات الغاز الإسرائيلية نوبل إنرجي والتي مقرها تكساس، ودريلينج التابعة لمجموعة ديليك، تعتزمان ضخ الغاز الإسرائيلي من حقلين بحريين في إسرائيل يسميا لوثيان وتامرا إلى ميناء دمياط المصري قبل نهاية هذا العام.
ويرى مسئول في شركة الغاز الإسرائيلية خلال تصريحات صحفية لمجلة بلومبيرج أن تصدير الغاز لمصر سوف يوفر مليارات الدولارات لإسرائيل ويعد حلاً أفضا لها من تعبئته في أنابيب إسطوانية وتصديره للخارج.
يأتي هذا في الوقت الذي تمر فيه مصر بموجة طاحنة من موجات إنقطاع التيار الكهربائي بسبب نقص الوقود المستخدم في عمليات توليد الطاقة من المحطات وتهالك عدد كبير من الموالدات التي يصيبها العطل لشدة الحرارة.
وبحسب محللون فإن مصر تتعرض لإبتزاز من جانب إسرائيل في تلك الصفقة التي إشترطت مبلغاً كبيراً جداً يقدر بـ 60 مليار دولار، علاوة على التعاون معها ودعمها في حربها في غزة، وتعزيز التعاون المشترك وخاصة التجاري والعسكري بين البلدين.
تلك الشروط التي تبدو مجحفة لمصر التي كانت تصدر الغاز لإسرائيل مسبقاً بشكل شبه مجاني إبان فترة حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وبحسب محللون فإن الغاز الذي تنوي إسرائيل تصديره لمصر هو غاز تم إستيراده منها مسبقاً وتخزينه تحت الأرض للإستخدام.