تقدمت مؤخرا جمعيه الإنقاذ البحري بالبحر الأحمر بالاتفاق مع شركة كاتسينا السويدية بمشروع مصنع تحويل النفايات إلي طاقة كهربائية و بايو جاز طبيعي ومياه معالجة وطاقة تبريدية إلي محافظة البحر الأحمر وعلي وجه الخصوص إلي أدارة البيئة التابعة لمحافظة ولكن كان يتم رفض المشروع لأسباب مجهولة ولا أحد يعلمها حتى إدارة الجمعية نفسها حيث كانت تتقدم به الجمعية منذ عام 2012 وحان الوقت لأن يقبل ويتم تنفيذه علي أرض الواقع بالاتفاق مع المحافظ الحالي اللواء احمد عبد الله.
حيث يتضمن المشروع تحويل النفايات إلي طاقة بقدرة إنتاجية تختلف من مدينة إلي أخري بمحافظة البحر الأحمر كلها حسب حجم النفايات المتوفرة سنوياً بعد فرز المواد الصلبة التي يمكن الاستفادة منها بإعادة تصنيعها كالزجاج والحديد والبلاستيك وغيرها بعد غسلها وأعدادها لإعادة التصنيع ، كما سيتم تحويل ما تبقي من مواد عضوية ومخلفات حيوانية ومخالفات صرف صحي وغيرها ( ماعدا المخلفات الطبية ومخلفات البناء) إلي وقود حيوي بيئي لتشغيل توربينات توليد الطاقة الكهربائية وهي وحدة ملحقة بالمصنع بطاقة أنتاجية 13ميجا وات / ساعة لكل 400طن / يوم أي ما يعادل تقريباً 200000طن / سنة.
كما سيتم إنتاج منتجات أخري كالبايو جاز الطبيعي الذي يمكن ضخة إلي شبكة المدينة للاستخدام المنزلي أو لتموين سيارات نقل النفايات إلي المصنع بديلاً للسولار والبنزين أو لتشغيل مولدات كهربائية أضافية لمضاعفة أنتاج المصنع من الكهرباء، اما فيما يخص المياه المعالجة من النفايات والتي يمكن استخدامها بعد توليدها من المصنع للزراعة أو تربية الأسماك.
بالإضافة إلي الطاقة التبريدية التي يمكن الاستفادة منها لتبريد الأماكن السياحية أو البيوت توفيراً للكهرباء أو لتشغيل ثلاجات عملاقة تستوعب حاجة المدينة من المواد الغذائية المبردة دون الحاجة إلي استهلاك طاقة كهربائية لهذا الغرض.
كما سيتم الاستفادة من المشروع من عدة نواحي علي حد قول رئيس مجلس إدارة الجمعية حسن فؤاد الذي أكد ان المشروع مفيد للمحافظة من العديد من الجوانب ومنها جوانب فنيه واقتصادية واستثمارية فمن الناحية الفنية تعتبر عملية فرز النفايات واعادة تدويرها هي عملية فرز اتوماتيكي وغسيل للمواد الصلبة التي يمكن أعادة استخدامها واستخدام المواد العضوية كوقود حيوي بيئي لتشغيل توربينات توليد الطاقة وباقي مخرجات النفايات الآخري من بايو جاز ومياه وطاقة تبريدية.
أما الناحية الاستثمارية تقوم علي أنشاء محطة وتحويل النفايات إلي طاقة باستثمارات تصل إلي 85 مليون يورو وسيولة نقدية في السنوات الأولي لعمليات الإنشاء وغيرها تقدر 5 مليون يورو بأجمالي قدرة 90 مليون يورو وقد رتبت كاتسينا للحصول علي هذا القرض من بنك نورديا السويدي بالتعاون مع هيئة تنمية الصادرات السويدية بحوالي من 75 :85 % من إجمالي الاستثمارات في المشروع علي أن تقوم الجمعيه بوضع نسبة 15:25 من أجمالي الاستثمارات عن طريق أحد البنوك الوطنية المشاركة وقد تم بالفعل الاتفاق مع بنك التنمية الأفريقي للحصول علي قرض تكميلي بهذه النسبة للاستثمار بجانب بنك نورديا السويدي علي أن يتم إنشاء شركة وطنية للمشروع ككيان وطني في مصر (شركة تحويل النفايات المحلية إلي كهرباء ) تمتلك فيها شركة كاتسينا السويدية بنسبة 51% من المشروع وحق الإدارة والتشغيل طوال فترة حق الانتفاع مع تدريب الكوادر المصرية العاملة بالمشروع .
وأضاف فؤاد ان المشروع يكفل 9 فوائد اقتصادية للمحافظة منها توفير الكهرباء بسعر تنافسي أرخص من كهرباء الدولة و الحفاظ علي البيئة بشكل كامل حيث أن المشروع يستوعب كافة أنواع النفايات ، كما أن عمليه التدوير تقام بدون أحداث أي تلوث بيئي صوتي أو انبعاث غازات ، كما سيتم استخدام الطاقة التبريدية في تبريد المنشآت السياحية والمساكن والذي يعد توفيراً إضافياً ومهماً للكهرباء المستخدمة في هذا الشأن أو لاستغلالها بإنشاء ثلاجات عملاقة لاستيعاب حاجة المدينة من تخزين المواد الغذائية والتي تعمل بلا طاقة كهربائية اعتماداً علي الطاقة التبريدية المنتجة من هذا المصنع .
بالإضافة إلي الحصول علي غاز حيوى (بايو جاز طبيعي ) ومدة إلي شبكة المدينة للاستخدام المنزلي أو استغلاله لتموين سيارات نقل النفايات كما يمكن استخدام المياه التي يعاد تدويرها من النفايات واستخدامها في زراعة مساحات واسعة من الصحراء.
كما أكد فؤاد أن الشركة تقوم بتوفير حوالي 400 فرصة عمل إدارية وفنيه هذا بالإضافة إلي أن المحافظة لم تتحمل أي أعباء مالية أو تكاليف وإنما الشركة و الجمعية هي التي تقوم بكل هذا وما علي المحافظة إلي الموافقة والاتفاق واختتم فؤاد سرد تفاصيل المصنع قائلا ( نحن كجمعية نسعد جدا بأننا قمنا بإدخال أحدث تكنولوجيا بالفعل في هذا المجال لما لها من أثر بيئي للتخلص النهائي من النفايات والاستفادة القصوى منها مع تغير كامل لثقافة التخلص من النفايات فقد وعد اللواء عبد الله بأخذ خطوة جادة به خلال هذا الشهر يوليو الجاري.