أجرى اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء الراحل عمر سليمان حواراً صحفياً كشف فيه عن عدة أمور تتعلق بوفاة الجنرال الراحل وعن فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث جاء نص الحوار كما يلي.
-كيف تنظر لمعتقدات البعض بأن اللواء عمر سليمان ما زال حياً لكن تم إخفاؤه للحفاظ على حياته؟
اللواء عمر سليمان في نظر المصريين هو شخصية وطنية قوية كانت قادرة على قيادة سفينة البلاد في الفترة الحرجة التي تمر بها حاليا، إلا أننا لابد أن نتعامل مع الواقع حيث توفي عمر سليمان فعلياً وقد رأيت جثمانه بعيناي وشاركت في وضعه في مثواه الأخير بنفسي، إلا أن البعض قد يدعي عكس ذلك لأنه يرى في عمر سليمان المنقذ لمصر.
-هل كان سليمان يمتلك أدلة تدين الأخوان؟
نعم بالتأكيد فخلال فترة عمله في المخابرات الحربية والمخابرات العامة وصل إلى عدة معلومات مؤكدة وموثقة بأن هذا التنظيم إرهابي بالمعنى الحرفي فلا يعترف بالأوطان أو الحدود ويعمل لصالح أفراده فقط.
-هل كان اللواء الراحل يمثل “بعبع” للإخوان؟
نعم لأنهم يعلمون أنه يملك أدلة وإثباتات كفيلة للقضاء عليهم للأبد من كافة النواحي الأمنية والإجتماعية والسياسية، حيث كان سيعيدهم سليمان لحجمهم الطبيعي الذي لا يجرؤون على تجاوزه وهو جمعية خيرية خدمية لا دخل لها بالسياسة أو الدين.
-البعض يقول أن هناك صفقات تمت بين سليمان والإخوان هل هذا صحيح؟
عمر سليمان لم يكن يحب أسلوب الصفقات، فبالرغم من عمله في المخابرات لفترة طويلة وتعامله مع الكثير من الأطراف طيلة ذلك الوقت إلا أنه يرفض أسلوب الصفقات، لكنه إضطر للجلوس مع الإخوان في وقت من الأوقات لأنه وجدهم متحكمين في الحشد بالميادين خلال ثورة 25 يناير فكان لابد من محاورتهم ومعرفة ما يدور بعقولهم.
-إذا كان اللواء عمر سليمان حياً في وقتنا هذا فهل سيغير ذلك من المعادلة السياسية في شيئ؟
يجب أن نفرق بين النظام القائم حاليا وبين عمر سليمان، فالراحل إن كان حياً سيكون دوره إستشارياً فقط إذا طلب منه الرئيس السيسي إبداء الرأي أو النصيحة لكن في النهاية الحكومة والقيادة هما المسئولان عن إتخاذ القرارات وليس المستشارين.
-بإعتبار أنك رجل عملت في المخابرات.. كيف ترى العدوان على غزة؟
أرى أنه عملية ضغط تقوم بها حركة حماس الإرهابية والعدو الإسرائيلي فكلاهما يضغط على مصر لتحقيق أهدافه الدنيئة حيث تقوم إسرائيل بنشر الفوضى والخراب على الحدود المصرية وتقوم حماس بإظهار مصر في صورة المتخاذل عن دعم القضية الفلسطينية على الرغم من دراية الطرفين بالظروف الحرجة التي تمر بها مصر داخلياً وخارجياً.
-كيف ترى تعامل مصر مع غزة في الوقت الحالي؟
التعامل يتم عن طريق المخابرات التي يقع على عاتقها الجهد الأكبر في إجراء المفاوضات مع الفصائل المتنازعة والعلاقة هنا قائمة على المصالح المشتركة والعقلانية، إلا أننا لا ننسى مواقف حماس الأخيرة و جرائمها تجاه مصر التي حولتها إلى عدو.
-هل تعامل رئيس المخابرات الحالي فريد التهامي يختلف عن تعامل عمر سليمان مع نفس الأزمة؟
لا يوجد إختلاف في التعامل لأن الثوابت واضحة وموجودة وهي تحقيق الإستقرار في المنطقة فمصر تسعى منذ الأزل إلى تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين بإستثناء فترة حكم مرسي.
-هل حدثت صفقة بين الإخوان وإسرائيل في العام الماضي أثناء إجتياح غزة؟
نعم فجهاز المخابرات الأمريكية “سي آي إيه” إتفق مع الرئيس الأسبق محمد مرسي على شراء قطعة من سيناء حتى مدينة العريش مقابل 12 مليار دولار لتوطين الفلسطينيين بها، حيث كان هذا العرض قائماً في عصر مبارك لكنه لم يعره إهتماماً، ولو كانت تأخرت 30 يونية لبعض الوقت لنفذ مرسي إتفاقه مع الولايات المتحدة.
-ما رأيك في تعامل السيسي مع الأزمات في الوقت الراهن؟
أرى أن القرارات التي إتخذها السيسي مؤخراً تصب جميعها في مصلحة الشعب المصري، حيث إستلم الرجل البلاد في ظل وضع أمني سيء للغاية ومؤامرات داخلية وخارجية وإقتصاد منحدر للأسفل حيث تبلغ نسبة ديوننا 45.5 مليار دولار ولم يكن هناك مفر من القرارات التي تم إتخاذها مؤخراً.
-لاحظنا زيادة الإنفلات الأمني والتفجيرات في الفترة الأخيرة هل تفسر ذلك على أنه قصور في الآداء الأمني؟
لا يوجد جهاز أمني مهما بلغت قوته قادراً على صد جميع الهجمات الإرهابية، حيث يفشل جهاز “السي أي إيه” أقوى جهاز أمني فالعالم في صد الهجمات الإرهابية بأمريكا أحيانا، إلا أن المسألة تحتاج إلى التعاون الإيجابي للمواطنين كما أن هناك إجراءات صعبة ومعقدة في عمليات التعقب والمداهمة والبحث عن الدلائل.
-هل هناك دور جديد مطلوب من الجيش والمخابرات العامة في المرحلة الحالية؟
الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الجيش والشرطة تقوم بعملها على أكمل وجه في سبيل الخروج من هذا المأزق وعلى جموع الشعب التعاون معها ومساندتها لعودة عجلة الإنتاج.
-هل تتوقع أن تتم مصالحة بين الإخوان والنظام الحالي؟
بعد كل ما حدث من عمليات قتل لضباط وجنود لا أتوقع أبداً أن يحدث ذلك، فالشعب نفسه يرفض مجرد الحديث في هذا الأمر فالفرصة كانت موجودة عند الإخوان حتى وقت قريب لكنهم أضاعوها بسبب غبائهم السياسي.
-ما هو رد فعل عمر سليمان عندما تم إستبعاده من إنتخابات الرئاسة في 2012؟
سوف أقول لك مفاجئة كبيرة اللواء عمر سليمان لم يهتم بإستبعاده لأنه لم يكن يريد الترشح من الأساس لولا الضغوط التي مورست عليه، وعندما تم إستبعاده بسبب نقص في التوكيلات كانت لديه فرصة في تصحيح ذلك أو الإنضمام على قائمة أحد الأحزاب السياسية لكنه رفض ذلك.
-ما هي تفاصيل آخر مكالمة تمت بينك وبين عمر سليمان؟
كانت قبل وفاته بعدة أيام حيث أبدى قلقه من الأوضاع في مصر أثناء حكم الإخوان مؤكداً أن هذا النظام لن يستمر لأكثر من سنة وعندما سألته “كيف” قال لي “اللي جابوهم هما اللي هيشيلوهم”، وكان بصحة جيدة حينها إلى أن فوجئت بخبر وفاته بعدها بعدة أيام.