يتواصل الهجوم المسلح لقوات الإحتلال الإسرائلي على قطاع غزة لليوم السابع على التوالي ، ولم يحقق العدوان الإسرائلي الثالث “الجرف الصامد” أي أهداف عسكرية سوى قتل المدنيين العزل ، وتحطيم المباني ومنشآت عامة ، جراء ضربات الطيران لعشرات الأهداف، وقتل من كان بقربها من مدنيين، إلا أن هذه الضربات لم تحقق أيا من أهدافها .
من بين الأهداف التي سطرتها إسرائيل في عدوانها الحالي على غزة حسب مراقبين عسكريين ، إحداث شلل إستراتيجي في القطاع ، واغتيال أفراد القيادة السياسية لحركة حماس ، بالإضافة لتدمير مستودعات الذخيرة وقواعد إطلاق الصواريخ ، ضمن مخطط عسكري سعت من خلاله القيادة العسكرية لقوات الإحتلال لتحقيق وقف إطلاق الصواريخ باتجاه جنوبها، وزيادة الردع الإسرائيلي لمنع شن هجمات في المستقبل .
لقد قامت أجهزة المخابرات الإسرائيلية منذ انتهاء العدوان الثاني على غزة “حرب 2012” بجمع معلومات أمنية حول البنية التحتية للفصائل المسلحة “المقاومة الفلسطينية” ، لأن نجاح أو فشل المعارك الميدانية، يعود بالأساس لدقة المعلومات الاستخبارية، والحرب على غزة باتت حرب معلومات واستخبارات أكثر من أي وقت مضى.
وتضمنت الخطة الميدانية العسكرية للعدوان الإسرائلي ثلاثة محاور أساسية :
1- الهجوم الجوي لضرب وقصف الأهداف ، حيث تعمدت إسرائيل إيقاع عدد كبير من الشهداء للضغط على حركة حماس، وتحميلها المسؤولية القتلى المدنيين .
2- القصف المدفعي الثقيل تمهيدا لدخول قوات برية من المشاة والمدرعات والدبابات.
3- استدعاء 40 ألفا من جنود الاحتياط لدخول المعركة، لتقطيع القطاع لعدة محاور، والتعامل مع كل محور على حدة .
الجيش الإسرائيلي لم ينجح في مفاجأة حركة حماس بهجوم مباغت ، حيث تمكن قادة حماس من الإختفاء قبل أيام من بدء العدوان ، واستمرت الفصائل المسلحة في قصف جنوب إسرائيل بالصواريخ ، المواجهات على الأرض بينت قدرة المقاومة الفلسطينية في غزة على مواصلة القتال بمنتهى الثقة ، واتضح أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد الاستمرار في العمليات العسكرية حتى تحقيق الأهداف المعلنة، خشية التورط في مستنقع غزة عبر عملية برية مكلفة.