في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، أصبحت تطبيقات المواعدة من أكثر الطرق شيوعًا للتعرف على أشخاص جدد وتكوين علاقات عاطفية. ومع ذلك، فإن هذه التطبيقات لا تخلو من المخاطر، والتي قد تصل إلى حد التنمر والإساءة وحتى القبض على مستخدميها.
ولعل قصة حنين حسام، التي اتهمت بالترويج للدعارة عبر تطبيق “تيك توك”، هي دليل على ذلك. فقد تم القبض على حسام في مصر في عام 2020، ووجهت لها تهمة “الاتجار بالبشر”.
ورغم أن حسام نفت هذه الاتهامات، إلا أن قضيتها أثارت جدلًا واسعًا حول تطبيقات المواعدة ومدى مخاطرها. فهل أصبحت هذه التطبيقات أداةً للاستغلال الجنسي والعنف؟
“الشعور بالوحدة هي البداية”
الشعور بالوحدة، والبحث عن شريك الحياة هو ألذ ما نبحث عنه في حياتنا. فكل فرد يسعى إلى أن يجد نصيبه و”نصفه الآخر” سواء كان رجل أو امراة. وتتعدد أساليب البحث عن “النصيب” فهناك مَن يبحث عن نصيبه عبر زواج الصالونات، وهناك مَن يلتقي بنصفه الآخر في عمله أو في الجامعة، أو مِن خلال “الخاطبة” أو المعارِف أو الأقارب.. وإلى ما ذلك.
لكن ماذا لو طرقت جميع السُبل ولكن لم تصل إلى نصفك الذي تبحث عنه؟!
“عصر تطبيقات المواعدة حل الأمر”
هل سمعت من قبل عن تطبيقات المواعدة مثل تطبيق تيندر “Tinder ” إنه بكل بساطة عبارة عن تطبيق يسمح لك بأن تضع المواصفات التي تحبذها سواء كانت الهيئة أو الاهتمامات المختلفة؛ وذلك من خلال استخدام مجموعة من الخوارزميات التي تسجل جميع الاهتمامات للشخص الذي يبحث عن “نصفه الآخر”.
وعلى حسب دراسة مشتركة بين جامعة شيكاغو وجامعة هارفارد سنة 2013 وجدوا أن العلاقات التي تبدأ عبر الانترنت أقل عرضة للانفصال وأعلى في مستوى السعادة على عكس العلاقات العاطفية التي تعتمد على التواصل التقليدي.
“تنمر وتحول المواعدات إلى كابوس”
إلا أن الأمر لا يخلو من المخاطر فقد تتعرض النساء والرجال على السواء إلى حالة من التنمر بسبب عيوب جسمانية أو شخصية. وهذا ما تعرضت له “جايد سافاج”، التي تعمل عاملة في أحد مؤسسات الرعاية.
حيث نقلت صحيفة ” ميرور” البريطانية عنها أنها سافرت لمدة ثلاث ساعات لحضور موعد على Tinder، وما إن التقت بالرجل الذي طلب مواعدتها تعرضت للتنمر ووصفت بأنها “سمينة” بعد خمس دقائق من اللقاء.
“كأنك يا ابو زيت ما غزيت”
أنفقت “جايد سافاج” Jade Savage نحو 93 جنيهًا إسترلينيًا (116 دولارًا) للسفر 82 ميلاً إلى بيتربورو لحضور موعد على Tinder. ومع ذلك، عند وصولها، قال لها مَن يواعدها أنها “ازدادت في الوزن ” منذ لقائهما الأول قبل أربع أسابيع.
وأضافت لصحيفة “ميرور” البريطانية أنها أخبرته أن تعليقه كان وقحًا، لكنه استمر في الإدلاء بتصريحات مسيئة عن وزنها. عندما واجهته بشأن سلوكه، فقد أعصابه وعاد بها إلى محطة القطار، وأخبرها أنها قد أفسدت مزاجه.
في المجموع، أنفقت السيدة 30 جنيهًا إسترلينيًا (37 دولارًا) على سيارات الأجرة، و 12 جنيهًا إسترلينيًا (15 دولارًا) على حافلة ، و 46 جنيهًا إسترلينيًا (57 دولارًا) على القطار، و 5 جنيهات أخرى (6 دولارات) على النبيذ لتتخلص من حزنها وشعورها بالاكتئاب.
“السيدة البريطانية تنشيء صفحة لجمع التبرعات”
بعد تجربتها، أنشأت Savage صفحة GoFundMe تطلب فيها بشكل مازح التبرعات لتغطية نفقات سفرها. لدهشتها، تجاوز هدفها البالغ 90 جنيهًا إسترلينيًا (112 دولارًا) بسرعة، حيث تلقت 750 جنيهًا إسترلينيًا (935 دولارًا) في التبرعات. كما تلقت عدة عروض للخروج من رجال أصيبوا بصدمة من قصتها.
“واقع مُزري للمواعدات عبر الإنترنت”
تُعد قصة Savage تذكيرًا بالواقع المؤسف المتمثل في أن المواعدة عبر الإنترنت يمكن أن تؤدي أحيانًا إلى لقاءات غير سارة. من المهم أن تكون آمنًا وواعيًا بمحيطك عند مقابلة شخص جديد، وأن تثق في حدسك إذا شعرت بشيء خاطئ.
“احذروا من تطبيقات المواعدة .. فقد تكون واجهة لأفعال مخلة للآداب”
وفي مصر يحذر القانونيون كل الحذر من التطبيقات المختلفة التي يمكن استخدامها للمواعدة والتعارف، على سبيل المثال: ” تطبيق تيك توك”، والذي يعيد إلى الأذهان قضية حنين حسام، تلك الفتاة مصرية التي تبلغ من العمر 20 عامًا، والتي كانت تدير حسابًا على تطبيق تيك توك باسم “حنين حسام” وكانت تطلق على نفسها ” هرم مصر الرابع”. وقد اشتهرت بنشر مقاطع فيديو مثيرة للجدل، تضمنت عبارات وحركات جنسية.
في عام 2020، تم القبض على حنين حسام بتهمة الاتجار بالبشر، وذلك بعد أن وجهت لها النيابة العامة اتهامات بـ”التحريض على الفسق والفجور، واستغلال الفتيات، وإنشاء حساب على شبكة المعلومات بهدف ارتكاب جريمة الاتجار بالبشر”.
وقضت محكمة جنايات القاهرة، في أبريل 2022، بالسجن 10 سنوات على حسام، بتهمة الاتجار بالبشر. وكانت حسام قد اعترفت في التحقيقات بأنها كانت تتقاضى مبالغ مالية من الفتيات نظير اشتراكهن في شبكتها، ونشرهن مقاطع فيديو مثيرة للجدل.
وتعد قضية حسام واحدة من أشهر القضايا التي أثارت الجدل في مصر في السنوات الأخيرة. وقد أثار الحكم الصادر بحقها ردود فعل متباينة، حيث اعتبره البعض عادلاً، فيما اعتبره البعض الآخر تعسفياً.
“لكن .. كيف تحمي نفسك على تيندر أو أي تطبيق مواعدات؟ “
وهنا ينصح المتخصصون بما يلي حول كيفية حماية نفسك على Tinder:
- كن حذرًا بشأن المعلومات التي تشاركها. فلا تشارك معلومات شخصية حساسة، مثل عنوانك أو رقم هاتفك، إلا بعد أن تشعر بالراحة تجاه الشخص الذي تتحدث معه.
- استخدم الصور التي تعكسك جيدًا. لا تستخدم صورًا قديمة أو تم تعديلها بشكل كبير
- كن على دراية بالعلامات التحذيرية. إذا شعرت بعدم الارتياح تجاه شخص ما، فلا تتردد في إنهاء المحادثة.
- ابلغ عن أي إساءة. إذا تعرضت للمضايقة أو الإساءة على Tinder، فيمكنك الإبلاغ عنها إلى التطبيق.
“حافظ على أمانك”
- التقي في مكان عام. لا تلتقي بشخص ما لأول مرة في مكان منعزل.
- أخبري شخصًا تعرفه عن موعدك. أخبر شخصًا تعرفه عن موعدك ومكانه ووقته.
- ثق في حدسك. إذا شعرت بشيء خاطئ، فلا تتردد في اتخاذ خطوة إلى الوراء.
“لا تنسى أن تنصح أطفالك”
- تحدث إلى أطفالك عن المواعدة عبر الإنترنت. اشرح لهم المخاطر المحتملة وكيفية حماية أنفسهم.
- تحقق من إعدادات خصوصية طفلك. تأكد من أن طفلك قد قام بضبط إعدادات الخصوصية الخاصة به بحيث لا يمكن للأشخاص الذين لا يعرفهم الاتصال به.
- راقب نشاط طفلك على الإنترنت. ابحث عن علامات التحذيرية التي قد تشير إلى أن طفلك يتعرض للمضايقة أو الإساءة.
- بالتوخي الحذر والوعي، يمكنك المساعدة في حماية نفسك من المخاطر المحتملة المرتبطة بالمواعدة عبر الإنترنت.
“متى بدأ تطبيق تيندر”
تجدر الإشارة إلى أنه بدأ تطبيق Tinder في عام 2012 على يد Sean Rad وJustin Mateen وJonathan Badeen وWhitney Wolfe Herd. كان التطبيق في البداية متاحًا فقط في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، ولكن سرعان ما انتشر إلى جامعات أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة. في عام 2013، أصبح Tinder متاحًا للجمهور العام.
كان Tinder من التطبيقات الأولى التي استخدمت آلية “التمرير” لإنشاء اتصالات بين الأشخاص. تتيح هذه الآلية للمستخدمين التمرير لليسار لتجاهل الملف الشخصي أو التمرير لليمين لإظهار الاهتمام. إذا وافق كلا المستخدمين على بعضهما البعض، فسيتم إنشاء مباراة.
حقق Tinder نجاحًا فوريًا، حيث أصبح أحد أكثر تطبيقات المواعدة شيوعًا في العالم. في عام 2018، كان لدى Tinder أكثر من 50 مليون مستخدم نشط شهريًا.
في عام 2017، استحوذت شركة Match Group، وهي شركة قابضة لتطبيقات المواعدة، على Tinder مقابل 3.8 مليار دولار.