يجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع زعماء إسرائيليين يوم الجمعة للضغط من أجل هدنة إنسانية في حرب غزة في الوقت الذي تحاصر فيه القوات الإسرائيلية أكبر مدينة في القطاع الفلسطيني، وهي محور حملتها للقضاء على المقاومة الإسلامية الفلسطينية ” حماس”، وقد قصفت القوات الإسرائيلية قطاع غزة من البر والبحر والجو طوال الليل وسط قلق عالمي بشأن ندرة الخدمات الطبية وانهيار الخدمات الطبية وارتفاع عدد القتلى المدنيين.
مواجهات شرسة
وقالت حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليهما فجروا عبوات ناسفة على القوات المتقدمة وأسقطوا قنابل يدوية من طائرات بدون طيار وأطلقوا قذائف مورتر وصواريخ مضادة للدبابات في حرب مدن شرسة حول المباني المدمرة وأكوام الركام في مدينة غزة.
ومن المقرر أن يناقش بلينكن، في زيارته الثانية لإسرائيل خلال شهر، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطوات لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في قطاع غزة الذي تحكمه حماس، حيث ينفد الغذاء والوقود والمياه والدواء، وقد سويت المباني بالأرض، وحيث ينفد الغذاء والوقود والمياه والأدوية، وفرّ آلاف الأشخاص من منازلهم هرباً من القصف المتواصل.
وقال البيت الأبيض إن أي توقف للقتال يجب أن يكون مؤقتا ومحليا، ورفضت دعوات الدول العربية والعديد من الدول الأخرى لوقف كامل لإطلاق النار في الحرب التي دخلت يومها الثامن والعشرين.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 9061 شخصًا – كثير منهم نساء وأطفال – قتلوا منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة ردًا على الهجمات التي شنها مسلحو حماس على جنوب إسرائيل.
وتقول إسرائيل إن حركة حماس قتلت 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزت أكثر من 240 رهينة في الهجمات التي وقعت يوم 7 أكتوبر، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخها الممتد 75 عامًا.
ليلة أخرى من القصف
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية ومدفعيته وقواته البحرية قصفت أهدافا لحماس خلال الليل مما أسفر عن مقتل عدد من النشطاء من بينهم مصطفى دلول وهو قائد في حماس قال إنه أدار القتال في غزة، ولم يرد تأكيد فوري من حماس.
وقال المتحدث العسكري الأميرال دانييل هاجاري إن مدينة غزة، وهي معقل تقليدي لحركة حماس، محاصرة، وأضاف في إفادة صحفية أن “الجنود يتقدمون في المعارك ويدمرون خلالها البنية التحتية للإرهاب فوق الأرض وتحت الأرض ويقضون على الإرهابيين”.
وأضاف أنهم عثروا خلال الليل على مخابئ كبيرة للأسلحة ومعدات الحماية ومعدات الاتصالات والخرائط.
وفي غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بجنوب غزة، قُتل صحفي محلي يعمل في التلفزيون الفلسطيني الرسمي وتسعة على الأقل من أفراد عائلته في منزلهم، حسبما قال أقاربه ومسؤولو الصحة.
دعوات لوقف الحرب وتعنت إسرائيلي
وفي واحدة من أقوى الانتقادات الموجهة لإسرائيل من زعيم أوروبي قال رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ومطاردة حماس لكن الهجوم على غزة يبدو أيضا وكأنه يتحول إلى “انتقام”.
قالت الإمارات العربية المتحدة ، وهي إحدى الدول العربية القليلة التي تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، يوم الجمعة إنها تعمل “بلا هوادة” من أجل وقف فوري لإطلاق النار، محذرة من أن خطر الامتداد الإقليمي ومزيد من التصعيد حقيقي.
ورفضت إسرائيل هذه الدعوات قائلة إنها تستهدف مقاتلي حماس الذين تتهمهم بالاختباء عمدا بين السكان والمباني المدنية.
ومن المقرر أن يلتقي بلينكن بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في عمان يوم السبت، وقال الصفدي في بيان إنه يجب على إسرائيل إنهاء الحرب على غزة، حيث قال إنها ترتكب جرائم حرب من خلال قصف المدنيين وفرض الحصار.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته ودباباته واجهت ألغاما وأفخاخا مفخخة أثناء تقدمها في غزة، وكان مقاتلو حماس يستخدمون شبكة أنفاق واسعة تحت الأرض لشن هجمات كر وفر، وتقول إسرائيل إنها فقدت 23 جنديا في الهجوم.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح المسلح لحركة حماس في خطاب متلفز إن عدد القتلى الإسرائيليين في غزة أعلى بكثير، وقال: “جنودكم سيعودون بأكياس سوداء”.
وقال مسؤولان أمريكيان، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن الولايات المتحدة تحلق بطائرات بدون طيار لجمع المعلومات الاستخبارية فوق غزة للمساعدة في تحديد مكان الرهائن.
العبور
ومن المقرر أن يفتح معبر رفح من غزة إلى مصر لليوم الثالث يوم الجمعة لعمليات إجلاء محدودة بموجب اتفاق توسطت فيه قطر يهدف إلى السماح لبعض حاملي جوازات السفر الأجنبية وعائلاتهم وبعض الجرحى من سكان غزة بالخروج من القطاع.
ووفقا لمسؤولي الحدود، فقد غادر أكثر من 700 مواطن أجنبي إلى مصر عبر رفح في اليومين السابقين، وكان من المقرر أن يعبر أيضا عشرات الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة، وطلبت إسرائيل من الدول الأجنبية إرسال سفن مستشفيات لهم.
وأعادت إسرائيل أيضًا حوالي 7000 فلسطيني كانوا يعملون في إسرائيل والضفة الغربية قبل 7 أكتوبر إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم في الجنوب، وقال العمال إنهم تعرضوا للاحتجاز وسوء المعاملة على أيدي السلطات الإسرائيلية.
وسيتعين على أولئك الذين يعيشون في مدينة غزة والشمال أن يجدوا مأوى في مكان آخر لأن القوات الإسرائيلية قطعت الطرق.
وقال المتحدث باسم إسرائيل هاجاري إن إسرائيل “على أتم الاستعداد” أيضا على حدودها الشمالية مع لبنان، حيث قال إن المسلحين المدعومين من إيران ينفذون عمليات بهدف صرف انتباهها عن الحرب في غزة.
وأعرب الفلسطينيون المحاصرون في مدينة غزة عن أملهم في التوصل إلى هدنة قريبا، وتساءل أحدهم “هل ينتظر العالم أن تذبح إسرائيل مئات الآلاف الذين يرفضون مغادرة ديارهم، والذين لا ذنب لهم سوى أنهم لا يريدون مغادرة بلادهم؟”. المصدر رويترز.