كما هو مقرر، بدأ عدد من الأجانب والمصابين بجروح خطيرة، بمغادرة قطاع غزة بموجب اتفاق توسطت فيه قطر يوم الأربعاء مع مواصلة القوات الإسرائيلية هجومها على نشطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع الفلسطيني المحاصر، وجاء الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين مصر وإسرائيل وحماس، في أعقاب يوم آخر من إراقة الدماء في غزة، حيث أسفرت غارة جوية إسرائيلية عن مقتل نحو 50 شخصا في مخيم للاجئين، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، وقالت إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل قائد كبير في حماس والعديد من المقاتلين الآخرين، وقالت شركة بالتل للاتصالات إن خدمات الاتصالات والإنترنت انقطعت تمامًا عن قطاع غزة مرة أخرى يوم الأربعاء.
حيث كانت أرسلت إسرائيل قواتها إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس بعد أسابيع من القصف الجوي والمدفعي ردا على هجوم مميت شنته الحركة الإسلامية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، لكن عدد القتلى المدنيين في غزة والظروف الإنسانية اليائسة أثارت قلقاً كبيراً في جميع أنحاء العالم مع نفاد الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية، وتكافح المستشفيات لعلاج الضحايا.
اتفاق لا يرتبط بتحرير الرهائن لدى حماس
وقال مصدر مطلع على الأمر لرويترز إن دولة قطر، التي تحتفظ بعلاقات مع إسرائيل وحماس، توسطت في اتفاق بين الجانبين للسماح لبعض المصابين بجروح خطيرة وحاملي جوازات السفر الأجنبية بالخروج من غزة إلى مصر، كما قال مصدر أمني مصري إن ما يصل إلى 500 من حاملي جوازات السفر الأجنبية سيعبرون معبر رفح الحدودي الأربعاء، وقال المصدر إن نحو 200 شخص كانوا ينتظرون على الجانب الفلسطيني من الحدود صباح الأربعاء.
وقال مصدر ثان إنه من غير المتوقع أن يغادر الجميع يوم الأربعاء، وأضاف أنه لا يوجد جدول زمني للمدة التي ستظل مفتوحة للإخلاء، هذا وقد أعدت مصر مستشفى ميدانيا في مدينة الشيخ زويد بسيناء، بحسب مصادر طبية، وشوهدت سيارات الإسعاف تنتظر عند معبر رفح.
وقال المصدر الأول إن هذا الاتفاق غير مرتبط بقضايا أخرى، مثل إطلاق سراح حوالي 240 رهينة تحتجزهم حماس و”هدنة إنسانية” للقتال التي دعت إليها العديد من الدول، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض الموافقة عليها.
ضرب مخيم اللاجئين
وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارات التي شنها يوم الثلاثاء على جباليا، أكبر مخيم للاجئين في غزة، أدت إلى مقتل إبراهيم بياري، وهو قائد في حماس، وقال إنه كان “محوريا” في تخطيط وتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر، فضلا عن العشرات من نشطاء حماس.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 50 فلسطينيًا على الأقل قتلوا وأصيب 150 آخرون، في حين ذكر بيان لحماس أن هناك 400 قتيل وجريح في جباليا، التي تستضيف عائلات اللاجئين من الحروب مع إسرائيل التي يعود تاريخها إلى عام 1948.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن سبعة رهائن مدنيين قتلوا في الغارات على جباليا بينهم ثلاثة يحملون جوازات سفر أجنبية، ولم يصدر تعليق فوري من إسرائيل على هذا الادعاء.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 11 جنديا إسرائيليا قتلوا أيضا في قتال عنيف يوم الثلاثاء، وهي أكبر خسارة للقوات المسلحة في يوم واحد منذ الهجوم الأولي.
ونعى نتنياهو الخسائر العسكرية المتزايدة لكنه قال إن الحرب ستكون طويلة لكنها منتصرة، وقال في بيان “نحن في حرب صعبة، ستكون حربا طويلة”، وأضاف “أعد جميع مواطني إسرائيل: سوف ننجز المهمة، وسوف نمضي قدما حتى النصر”.
وبعد هدوء لعدة ساعات في إطلاق الصواريخ، أطلق الجيش الإسرائيلي صفارات الإنذار في عدة بلدات جنوبية بالإضافة إلى مدينتي عسقلان وأشدود الساحليتين.
انقطاع الكهرباء
واستمرت أصوات الطائرات الحربية والدبابات والزوارق البحرية الإسرائيلية التي تقصف مدينة غزة وشمالها طوال الليل، واشتبكت القوات البرية الإسرائيلية مع مقاتلين من حماس وفصائل أخرى في شمال وجنوب وشرق غزة، وانقطع الاتصال بالإنترنت والاتصالات مرة أخرى.
وقال أحمد محيي أحد سكان غزة “لقد قطعوا جميع الهواتف والإنترنت حتى يتمكنوا من ارتكاب مجازر في مدينة غزة والشمال، إنهم لا يريدون أن يرى العالم جرائمهم ضد المدنيين”.
وقال مسؤولو صحة لرويترز إنهم استقبلوا 15 جثة لفلسطينيين قتلوا في غارات إسرائيلية خلال الليل في خان يونس، بينهم أربعة أطفال، وقال أحد الأطباء: “كل يوم هناك قتلى، وكل يوم يوجد بينهم أطفال أو نساء أو كلاهما”.
وواجه اثنان من المستشفيات الرئيسية في غزة – الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي – انقطاع التيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود من مولدات الكهرباء بسرعة، مما دعا أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أصحاب محطات الوقود في القطاع إلى الإسراع بتوفير الوقود، فيما يعمل الأطباء على مدار الساعة لعلاج المصابين بكل ما هو متوفر لديهم. المصدر رويترز.