قصفت إسرائيل قطاع غزة بمزيد من الضربات الجوية يوم الإثنين قبل عملية برية متوقعة في القطاع الفلسطيني المحاصر في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من أن المدنيين لم يعد لديهم أماكن للبحث عن مأوى، وفي مؤشر على اتساع نطاق الصراع قال سكان، إن طائرات إسرائيلية قصفت أيضا جنوب لبنان خلال الليل واشتبكت القوات الإسرائيلية مع فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وعبرت المزيد من المساعدات الحدود إلى غزة يوم الأحد لكن وكالة الأمم المتحدة الإنسانية قالت إنها مجرد جزء صغير من الكمية المطلوبة لمساعدة السكان اليائسين الذين يعانون من نقص الغذاء والماء والدواء والوقود.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 4600 شخص لقوا حتفهم في القصف الإسرائيلي الذي استمر أسبوعين بعد الهجوم الذي شنه نشطاء حماس في 7 أكتوبر على مجتمعات جنوب إسرائيل والذي قتل فيه 1400 شخص واحتجز 212 كرهائن.
قال الجيش الإسرائيلي صباح الإثنين إنه قصف خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 320 هدفا في غزة، بما في ذلك نفق يأوي مقاتلي حماس، وعشرات مراكز القيادة والمراقبة، حيث قال في بيان أنه دمر مواقع “من شأنها تعريض القوات التي تستعد على أطراف غزة لمناورة برية للخطر” بالإضافة إلى العشرات من منصات إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون، فيما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الهجمات الإسرائيلية تركزت في وسط قطاع غزة وشماله.
كما أفادت تقارير إعلامية أن غارة جوية على منزل بالقرب من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة أدت إلى مقتل عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين.
الهجوم البري في انتظار
وتحتشد القوات والدبابات الإسرائيلية الآن على الحدود بين إسرائيل وغزة، لكن لم يكن من الواضح متى قد تشن غزوا بريًا يهدف إلى القضاء على حماس.
وردا على سؤال في مقابلة مع إذاعة الجيش عما إذا كانت واشنطن تضغط على إسرائيل للتوقف عن ذلك، قال نائب السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة إلياف بنيامين: “نحن والإدارة الأمريكية نجري حوارا منذ اليوم الأول”، وأضاف: “إنهم يدركون أننا ندير الحرب بما يتوافق مع مصالحنا، وفي نهاية المطاف، سنفعل ما يتعين علينا القيام به عندما يتعين علينا القيام به”.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن حوالي 1.4 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا الآن نازحين داخليا، ويلجأ الكثيرون إلى ملاجئ الطوارئ المكتظة التابعة للأمم المتحدة.
وأمرت إسرائيل سكان غزة بإخلاء الشمال لتجنب الوقوع في القتال، لكن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قال إن الأدلة المتناقلة تشير إلى أن المئات وربما الآلاف من الأشخاص الذين فروا يعودون الآن إلى الشمال بسبب القصف في الجنوب ونقص المأوى.
وتزايدت المخاوف من أن تتحول الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط خلال عطلة نهاية الأسبوع مع تحذير واشنطن من وجود خطر كبير على المصالح الأمريكية في المنطقة وإعلانها عن نشر جديد لدفاعات جوية متقدمة.
وعلى طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، اشتبكت جماعة حزب الله المدعومة من إيران مع القوات الإسرائيلية لدعم حماس في أعنف تصعيد للعنف على الحدود منذ الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
نشر العنف
قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات إسرائيلية قصفت في وقت مبكر من يوم الاثنين خليتين لحزب الله في لبنان كانتا تخططان لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ باتجاه إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي أيضًا إنه ضرب أهدافًا أخرى لحزب الله، بما في ذلك مجمع ونقطة مراقبة.
وقال حزب الله يوم الإثنين إن أحد مقاتليه قتل دون تقديم تفاصيل، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن سبعة جنود قتلوا على الحدود اللبنانية منذ بدء الصراع الأخير.
وفي الضفة الغربية، استشهد فلسطينيان في مخيم الجلزون للاجئين قرب رام الله، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الاثنين.
وقال سكان لرويترز إن القوات الإسرائيلية داهمت المخيم واعتقلت كثيرين أثناء اشتباكها مع مسلحين وبعض الشبان الذين رشقوا المخيم بالحجارة، ولم يصدر الجيش الإسرائيلي بيانا حول الحادث.
ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية، اليوم الاثنين، أن المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط تشاي جون، الذي يزور المنطقة، حذر من أن خطر نشوب صراع بري واسع النطاق يتزايد وأن امتداد الصراعات في المنطقة “مثير للقلق”.
وقال مسؤولون أمنيون إيرانيون لرويترز إن استراتيجية إيران تتمثل في قيام وكلاء الشرق الأوسط مثل حزب الله بشن ضربات محدودة على أهداف إسرائيلية وأمريكية مع تجنب تصعيد كبير قد يجذب طهران.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إلى الوحدة الدولية لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة والسماح بالمساعدات، ودخلت قافلة ثانية مكونة من 14 شاحنة مساعدات معبر رفح من مصر إلى غزة مساء الأحد.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكدا في اتصال هاتفي أنه سيكون هناك الآن استمرار تدفق المساعدات إلى غزة.
وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن حجم المساعدات التي دخلت حتى الآن لم يتجاوز 4% من المتوسط اليومي قبل الأعمال العدائية وجزء صغير مما هو مطلوب، ولم تشمل شحنات المساعدات الوقود.