دخلت أول شاحنات تحمل مساعدات إنسانية طارئة منذ أن بدأت إسرائيل حصارًا مدمرًا على قطاع غزة قبل 12 يومًا إلى القطاع قادمة من مصر يوم السبت بعد قصف إسرائيلي مكثف آخر خلال الليل أدى إلى مقتل عشرات الفلسطينيين، وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال في وقت سابق هذا الأسبوع إنه تم التوصل إلى اتفاق لعبور 20 شاحنة مساعدات عبر معبر رفح الحدودي بغزة مع مصر، وقال يوم الجمعة إنه يعتقد أن تلك الشاحنات الأولى ستمر خلال 48 ساعة.
دخول أول شاحنات المساعدات لسكان غزة المحاصرة
وقال شهود إن 15 شاحنة من أصل 20 كانت على جانب غزة من الحدود شديدة التحصين بعد فحصها من قبل الهلال الأحمر الفلسطيني وكانت تستعد للتوجه إلى المستفيدين في المناطق المأهولة بالسكان، بعد أيام من الجدل الدبلوماسي بشأن شروط تسليم الإغاثة .
لكن هذا لن يمثل سوى جزء صغير مما هو مطلوب في غزة، حيث أدى “الحصار الشامل” الذي تفرضه إسرائيل إلى نفاد الغذاء والماء والأدوية والوقود لسكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وهو ما وصفته الأمم المتحدة بقولها: إنها كارثة إنسانية ناشئة.
وقالت الأمم المتحدة إن القافلة ضمت إمدادات منقذة للحياة سيتسلمها الهلال الأحمر الفلسطيني ويوزعها، وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة إن التسليم يشمل أدوية وكميات محدودة من المواد الغذائية ولكن ليس الوقود.
وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن نقص الوقود يعرض حياة المرضى للخطر، بما في ذلك الأشخاص الذين أصيبوا جراء الغارات الجوية، وقد أوقف أربعة عشر مركزاً طبياً عملياته بالفعل بسبب نقص الوقود.
ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 100 شاحنة يوميًا لتغطية الاحتياجات العاجلة المنقذة للحياة، وإن أي عملية مساعدات يجب أن تكون مستدامة على نطاق واسع، وهو أمر صعب الآن مع قيام إسرائيل بقصف مدمر للقطاع ليلًا ونهارًا.
الاعتماد على المساعدات الإنسانية
وعرض التلفزيون المصري الرسمي لقطات لمصر وهي تفتح معبر رفح في شبه جزيرة سيناء أمام المساعدات الإنسانية بعد أيام من انتظار أكثر من 200 شاحنة مساعدات، مع تخزين المزيد من مواد الإغاثة في المنطقة.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن المساعدات التي تدخل غزة ستذهب فقط إلى المناطق الجنوبية حيث حث المدنيين الفلسطينيين على التجمع “بينما نواصل تكثيف الضربات” في شمال القطاع.
ويجدر الذكر أنه يعتمد معظم سكان غزة على المساعدات الإنسانية، ويخضع القطاع الساحلي شديد التحضر لحصار إسرائيلي ومصري منذ سيطرة حماس عليه في عام 2007، بعد عامين من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي دام 38 عامًا، وقبل اندلاع الصراع، كان ما معدله 450 شاحنة مساعدات تصل يوميا إلى غزة.
“قمة القاهرة للسلام”
افتتحت مصر قمة حول أزمة غزة يوم السبت في محاولة لتجنب حرب إقليمية أوسع نطاقًا لكن من المتوقع أن يواجه زعماء الشرق الأوسط وأوروبا المجتمعون صعوبة في الاتفاق على موقف مشترك بشأن الصراع بين إسرائيل وحماس.
وأدان الزعماء العرب في القمة القصف الإسرائيلي المستمر لغزة منذ أسبوعين وطالبوا ببذل جهود جديدة للتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط لإنهاء دائرة العنف المستمرة منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين لن يتم تهجيرهم أو طردهم من أراضيهم، وقال للقمة “لن نغادر، لن نغادر”.
واكتفت الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل واللاعب الحيوي في كل الجهود السابقة لتحقيق السلام في المنطقة، بإرسال القائم بأعمال سفارتها في القاهرة، وكانت إسرائيل غائبة عن الاجتماع، وكذلك العديد من القادة الغربيين الرئيسيين الآخرين، مما أدى إلى تهدئة التوقعات بشأن ما يمكن أن يحققه هذا الحدث الذي تم عقده على عجل.
وقد طلبت إسرائيل بالفعل من جميع المدنيين إخلاء النصف الشمالي من قطاع غزة، الذي يضم مدينة غزة، ولم يغادر الكثير من الناس بعد قائلين إنهم يخشون فقدان كل شيء وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه مع تعرض المناطق الجنوبية للهجوم أيضًا.
وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن أكثر من 40 ألف منزل – ما يقرب من ثلث جميع المنازل في غزة – تضررت، مع تدمير ما يقرب من 13 ألف منزل بالكامل. المصدر رويترز.