قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أطلقت سراح الرهينتين الأمريكيتين الأم وابنتها جوديث وناتالي رانان اللتين اختطفتهما في هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن المرأتين، اللتين تم اختطافهما من كيبوتس ناحال عوز بالقرب من حدود غزة، كانتا في طريقهما إلى قاعدة عسكرية في وسط إسرائيل، وذكرت تقارير إعلامية في الولايات المتحدة أنهما من إيفانستون، إحدى ضواحي شيكاغو.
وكان هؤلاء الرهائن أول رهائن يتم إطلاق سراحهم منذ اقتحام مسلحي حماس إسرائيل قبل أسبوعين تقريبًا، الذي أسفر عن مقتل 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز حوالي 200 رهينة.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، إن إطلاق سراح الرهائن جاء استجابة لجهود وساطة قطرية “لأسباب إنسانية، ولنثبت للشعب الأمريكي والعالم أن ادعاءات بايدن وإدارته الفاشية كاذبة ومضللة، لا أساس له”، وقال بيان للجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم إن غالبية الرهائن على قيد الحياة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس التي تحكم غزة، من خلال قصف القطاع بلا هوادة بضربات جوية، ووضع سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تحت حصار كامل وحظر شحنات الغذاء والوقود والإمدادات الطبية، فيما زار الأمين العام للأمم المتحدة المعبر بين قطاع غزة المحاصر ومصر يوم الجمعة، وقال إنه يجب السماح بمرور المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ما لا يقل عن 4137 فلسطينيا استشهدوا، بينهم مئات الأطفال، وأصيب 13 ألفا في غزة، وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص أصبحوا بلا مأوى.
ضرب الكنيسة
وحشدت إسرائيل الدبابات والقوات بالقرب من محيط غزة استعدادا لغزو بري متوقع، وقال وزير الدفاع يوآف غالانت إن تحقيق أهداف إسرائيل لن يكون سريعا أو سهلا، وقال أمام لجنة برلمانية “سنطيح بمنظمة حماس، سندمر بنيتها التحتية العسكرية والحكمية، إنها مرحلة لن تكون سهلة، سيكون لها ثمن”.
وأضاف أن المرحلة اللاحقة ستكون أطول لكنها تهدف إلى تحقيق “وضع أمني مختلف تماما” دون أي تهديد لإسرائيل من غزة، وقال: “إنه ليس يومًا، وليس أسبوعًا، وللأسف ليس شهرًا”.
وقالت بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، وهي الطائفة المسيحية الرئيسية في فلسطين، إن القوات الإسرائيلية قصفت خلال الليل كنيسة القديس برفيريوس في مدينة غزة، حيث لجأ مئات المسيحيين والمسلمين إليها كملاذ آمن، وأضافت: إن استهداف الكنائس التي كانت تستخدم كملاجئ للفارين من القصف يعد “جريمة حرب لا يمكن تجاهلها”.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس في غزة إن 18 فلسطينيا مسيحيا قتلوا بينما أعلنت وزارة الصحة في وقت لاحق أن عدد القتلى هو 16.
ومن جهته قال الجيش الإسرائيلي إن جزءا من الكنيسة تعرض لأضرار في غارة شنتها طائرات مقاتلة على مركز قيادة قريب لحماس شارك في إطلاق صواريخ وقذائف مورتر باتجاه إسرائيل، وإنه يراجع الحادث، وأضاف أن “قوات الدفاع الإسرائيلية يمكنها أن تعلن بشكل لا لبس فيه أن الكنيسة لم تكن هدفا للهجوم”.
تهجير المدنيين
وقد طلبت إسرائيل بالفعل من جميع المدنيين إخلاء النصف الشمالي من قطاع غزة، الذي يضم مدينة غزة، ولم يغادر الكثير من الناس بعد قائلين إنهم يخشون فقدان كل شيء وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه مع تعرض المناطق الجنوبية للهجوم أيضًا، حيث في بلدة الزهراء بشمال غزة قال سكان: إن “منطقتهم التي تضم نحو 25 مبنى سكنيا دمرت بالكامل”.
وكان تلقى السكان رسائل تحذيرية إسرائيلية على هواتفهم المحمولة أثناء تناول الإفطار، أعقبتها بعد 10 دقائق غارة صغيرة بطائرة بدون طيار، وبعد 20 دقيقة أخرى، أسقطت طائرات حربية من طراز إف 16 المباني في انفجارات ضخمة وسحب من الغبار.
وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن أكثر من 140 ألف منزل ( ما يقرب من ثلث جميع المنازل في غزة ) تضررت، مع تدمير ما يقرب من 13 ألف منزل بالكامل، كما يتعرض جنوب القطاع للقصف بانتظام.
المساعدات لا تزال محتجزة
وقد تركز الاهتمام الدولي على إيصال المساعدات إلى غزة عبر نقطة الوصول الوحيدة التي لا تسيطر عليها إسرائيل، وهي معبر رفح إلى مصر، وقال بايدن، الذي زار إسرائيل يوم الأربعاء، إنه يعتقد أن الشاحنات المحملة بالمساعدات ستمر خلال الـ 24 إلى 48 ساعة القادمة.
وقام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بجولة في نقطة التفتيش على الجانب المصري ودعا إلى دخول عدد كبير من الشاحنات إلى غزة كل يوم وإجراء عمليات التفتيش ( التي تصر إسرائيل عليها لمنع وصول المساعدات إلى حماس) لتكون سريعة وعملية، وأضاف: “نحن نتواصل بنشاط مع جميع الأطراف للتأكد من رفع شروط توصيل المساعدات”.
وقد عرض معظم الزعماء الغربيين حتى الآن الدعم للحملة التي تشنها إسرائيل ضد حماس على الرغم من تزايد القلق بشأن محنة المدنيين في غزة، ومع ذلك، دعت العديد من الدول الإسلامية إلى وقف فوري لإطلاق النار، ونظمت احتجاجات تطالب بوقف القصف في مدن عبر العالم الإسلامي يوم الجمعة، ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل إلى إنهاء “عملياتها التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية”.
امتداد الصراع إلى جبهتين أخريين
وكانت الاشتباكات على الحدود بين إسرائيل وحزب الله اللبناني هي الأكثر دموية منذ الحرب الشاملة عام 2006، حيث أمرت إسرائيل بإجلاء أكثر من 20 ألف ساكن من بلدة كريات شمونة الحدودية يوم الجمعة.
وشهدت الضفة الغربية، حيث يتمتع الفلسطينيون بحكم ذاتي محدود في ظل الاحتلال العسكري الإسرائيلي، أعنف الاشتباكات منذ انتهاء الانتفاضة الثانية في عام 2005.