فاجأت حركة حماس الإسلامية الفلسطينية إسرائيل يوم السبت بأكبر هجوم لها منذ عقود، وهو هجوم مفاجئ من قبل مسلحين عبروا إلى القرى الإسرائيلية وقتلوا العشرات من الناس وأخذوا رهائن إلى قطاع غزة، وردت إسرائيل بغارات جوية مكثفة في عمق القطاع الساحلي، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الناس وتعهدت بالانتقام غير المسبوق، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “سيدفع عدونا الثمن الذي لم يشهد مثله من قبل”، وأضاف “نحن في حالة حرب وسنفوز بها”.
عظمة استعدادنا وضعف العدو
وفي تعليق لزعيم حماس إسماعيل هنية، قال إن الهجوم الذي بدأ في غزة سينتشر إلى الضفة الغربية والقدس، وأضاف: “هذا هو صباح الهزيمة والإذلال على عدونا وجنوده ومستوطنيه، وما حدث يكشف عظمة استعدادنا. ما حدث اليوم يكشف ضعف العدو”.
وذكرت قناة N12 الإخبارية أن ما لا يقل عن 100 إسرائيلي قتلوا، وقالت قوات الأمن الإسرائيلية إنه كان هناك 21 موقعًا نشطًا للمعارك النارية مع المتسللين، وأن بحريتها قتلت العشرات من الفلسطينيين الذين حاولوا التسلل عن طريق البحر.
وفي غزة، تصاعد الدخان الأسود واللهب البرتقالي إلى السماء من برج شاهق ضربته غارة انتقامية إسرائيلية، بينما حملت حشود المشيعين جثث المسلحين حديثي القتل عبر الشوارع ملفوفة بأعلام حماس الخضراء، بحسب رويترز.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 198 فلسطينيا قتلوا وأصيب أكثر من 1600 بجروح، نُقلوا إلى مستشفيات متداعية ومكتظة بالمرضى، وتعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والمعدات.
يوم المعركة الكبرى
وقال نائب رئيس حماس صالح العاروري لقناة الجزيرة إن الحركة تحتجز عددًا كبيرًا من الأسرى الإسرائيليين، من بينهم مسؤولون كبار، وقال إن حماس لديها ما يكفي من الأسرى لإجبار إسرائيل على إطلاق سراح جميع الفلسطينيين في سجونها.
وأكد الجيش الإسرائيلي احتجاز إسرائيليين في غزة وقتل جنود وضباط، وقال متحدث عسكري إن إسرائيل يمكنها تعبئة ما يصل إلى مئات الآلاف من جنود الاحتياط، وأنها مستعدة أيضًا للحرب على جبهتها الشمالية ضد جماعة حزب الله اللبنانية.
وقالت حماس، التي تدعو إلى تدمير إسرائيل، إن الهجوم جاء مدفوعًا بما وصفته بالهجمات الإسرائيلية المتصاعدة على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وعلى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقال القائد العسكري لحماس محمد ضيف في إعلان بدء العملية في بث على وسائل إعلام حماس داعيًا الفلسطينيين في كل مكان إلى القتال: “هذا هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء آخر احتلال للأرض”.
وبحسب مراقبون ومحللون يرون أن الهجوم جاء مفاجأة لقوات الأمن الإسرائيلية، مما يجعله أحد أسوأ إخفاقات المخابرات في تاريخ البلاد، وهي صدمة في دولة تفتخر بتغلغلها ومراقبتها المكثفة للجماعات المسلحة.
وقالت جماعة الجهاد الإسلامي المتشددة إنها انضمت إلى الهجمات وتحتجز أيضًا جنودًا إسرائيليين أسرى، أظهرت لقطات حماس على حسابها على Telegram مقاتليها يسحبون جنودًا إسرائيليين من دبابة.
بايدن يعرض الدعم لنتنياهو
نددت الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، بالهجوم الفلسطيني وتعهدت بدعم إسرائيل، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان صدر بعد أن تحدث الرجلان عبر الهاتف: “لقد أوضحت لرئيس الوزراء نتنياهو أننا مستعدون لتقديم جميع أشكال الدعم المناسبة للحكومة والشعب الإسرائيليين”.
وأضاف بايدن: “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وشعبها، تحذر الولايات المتحدة أي طرف آخر معاد لإسرائيل من محاولة استغلال هذا الوضع “.
فيما شهد جميع أنحاء الشرق الأوسط، مظاهرات لدعم حماس، مع إضرام النار في الأعلام الإسرائيلية والأمريكية وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وأشاد بهجوم حماس علانية من قبل إيران وحليفها حزب الله اللبناني.
وأدان مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند الهجمات على إسرائيل، محذرا في بيان: “هذه هاوية خطيرة، وأنا أناشد الجميع التراجع عن حافة الهاوية”، بحسب رويترز.