استقبلنا منذ أيام شهر من أعظم وأفضل الشهور عند الله سبحانه وتعالى وهو الشهر الحادي عشر من شهور السنه الهجرية والشهر الأول من الأشهر الحرام الذي ذكرها الله مجملًا في كتابه العزيز وفصلها رسول الله في الحديث الصحيح ألا وهو شهر ذو القعدة.
شهر ذو القعدة من الأشهر الحرم فما الدليل على ذلك؟
يقول الله سبحانه وتعالى إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِي.
وقد وضح رسولنا الكريم ما هي الأربعة حرم في سنة النبوية عندما قال إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.
والسبب في إضافة الرسول الكريم كلمة مضر إلى شهر رجب لأن هناك قبيلة في العرب تسمى بقبيلة مضر كانت هذه القبيلة تعظم وتحترم شهر رجب لذلك نسبه الرسول محمد إليها.
لماذا سمي شهر ذو القعدة بهذا الاسم؟
لأن العرب في الجاهلية كانوا يقعدون عن القتال فيه وزاد في حرمته القتال إنه الشهر الذي تعقد نية الحج فيه لقولة تعالى”الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ”.
أعمال ذو القعدة المستحبة
- الابتعاد عن الذنوب والمعاصي والحرص على الطاعات.
- الحرص على الفرائض الخمس.
- الحرص على العبادات مثل الصيام الذي يوصى به في هذا الشهر وخاصة أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من ذو القعدة.
- الصدقة لمن وسع الله عليه.
- ذكر الله عز وجل بكافة أنواع الذكر منها: سبحانك اللهم وبحمدك لا اله ألا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، اللهُمَّ وفّقنا لما تحب وترضاه واعصمنا عن الذنوب والآثام واجعل هذا الشهر شهر خير وبركة وأجورٍ وحسناتٍ مُضاعفات.
وفي هذا الشهر الأعمال الصالحة فيها مضاعفة منحة من الله عز وجل لعبده المسلم العاقل الذي يكثر من الدعوات والصلوات والصيام.
أبرز أربعة أشياء يمتاز بها شهر ذو القعدة
- أن عُمرات النبي ﷺ كنّ في شهر ذي القعدة؛ قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الجِعرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ». [متفق عليه]
- الثلاثون يوما التي وعد الله فيها موسى عليه السلام حيث روى أن موسى- عليه السلام- وعد بنى إسرائيل وهو بمصر، إن أهلك الله عدوهم أتاهم بكتاب من عند الله، فيه بيان ما يأتون وما يذرون، فلما هلك فرعون سأل موسى ربه الكتاب فأمره بصوم ثلاثين يوما وهو شهر ذي القعدة، فلما أتم الثلاثين أنكر خلوف فمه فتسوك.
- إنه الشهر ألذي تعقد نية الحج
- أحد الأشهر الحرم التي نهى اللهُ عن الظلم فيها تشريفًا لها فإذا كان الظلم محرم في باقي الشهور إلا أن الظلم في هذا الشهر مغلظ