مع اقتراب شهر رمضان المبارك لهذا العام من الرحيل، يستعد المسلمون في انحاء الأرض لاستقبال العيد، وأداء صلاة عيد الفطر، الذي يعتبر أحد العيدين لدى المسلمين، وتتجلى فيه أرقى معاني التكافل الاجتماعي بين المسلمين، وأحد صور الوحدة فيما بينهم، فيتبادلون التهاني والتبريكات بحلول العيد، ومع ثبوت غرة شهر شوال 1444هـ، وأول أيام عيد الفطر يوم الجمعة الموافق 21 أبريل 2023م، يرغب الكثيرون في معرفة كيفية أداء صلاة العيد، وهو ما سنبينه في هذه المقالة إضافة إلى تبيان آدابها وأحكامها وكل ما تودون معرفته عن هذه الصلاة.
صلاة عيد الفطر
وقت صلاة عيد الفطر
من الثابت في الشريعة الإسلامية أن صلاة العيد تبدأ بعد ارتفاع الشمس بمقدار رمح، وحدده العلماء بزوال احمرارها، وهو ما يُقدر بانقضاء ربع ساعة تقريبًا بعد طلوع الشمس، وينتهي وقتها بزوال الشمس، أي وقت الضحى.
ركعات صلاة عيد الفطر وكيفية أداؤها
يبلغ عدد ركعات العيد ركعتان وتُؤدى كما يلي:
الركعة الأولى : ويتم التكبير فيها سبع تكبيرات من غير تكبيرة الإحرام، ويُقرأ فيها سورة الفاتحة وتليها سورة الأعلى أو سورة “ق”
الركعة الثانية: يتم فيها خمس تكبيرات ويُقرأ فيها بعد الفاتحة سورة “الغاشية” أو سورة “القمر”
ويقول المصلي بين التكبيرة والتكبيرة “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”، وبعد صلاة عيد الفطر يلقي الإمام خطبة يعظ بها الناس.
دليل كيفية أداء صلاة عيد الفطر
ورد في كيفية أداء أداء رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العيد عدة روايات ومنها ما رواه أحمد وابن ماجه، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده:
قال «أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في عيد ثنتي عشرة تكبيرة: سبعا في الأولى، وخمسًا في الآخرة، ولم يصل قبلها ولا بعدها».
كما روى البخاري ومسلم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله قال:
«كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، وأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أن يقطع بعثاً أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف».
آداب صلاة عيد الفطر وأماكن أدائها
يستحب قبل صلاة العيد الغسل والتطيب وارتداء أجمل الثياب، ويُستحب الإفطار بعد صلاة الفجر مباشرة وقبل الخروج إلى صلاة العيد ، بتناول بضع التمرات أو نحوها.
وتُصلى صلاة العيد في مصلى وفقًا لِما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من فِعل ما لم يكن هناك أي عذر شرعي يمنع ذلك، وإذا وُجد عذر، مثل المطر أو الرياح فلا حرج من تأديتها في المسجد، ومن لا يستطيع الخروج للمصلى لعجز أو ضعف استخلف الإمام من يصلي بهم في مسجد البلدن حسب ما ورد من فعل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، لأن السنة كما قال ابن قدامة: ” أن يُصلى العيد في المصلّى، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كان يخرج إلى المصلّى ويدع مسجده، وكذلك الخلفاء من بعده، ولأنّ هذا إجماع المسلمين، فإنّ الناس في كل عصر ومصرٍ يخرجون إلى المصلّى فيصلّون العيد”.