نقدم اليوم إحصائيات نسبة تأخر الشباب عن الزواج في الدول العربية وخاصة وأنها ظاهرة جديدة شهدت انتشاراًَ واسعاً في الكثير من الدول العربية، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب منها أسباب اقتصادية نتيجة ارتفاع تكاليف الزواج، إضافة إلى أسباب اجتماعية وثقافية نستعرضها خلال السطور القليلة القادمة، علاوة على تقديم أحدث بيانات ومعلومات رسمية تم الإعلان عنها من خلال المنصات والمصادر الحكومية الموثقة إضافة إلى الدراسات التي تمت في الجامعات المحلية لرصد أسباب عزوف وتأخر الشباب عن الزواج والدخول في طور جديد من الحياة وبناء أسرة مستقلة.
تأخر الشباب عن الزواج
أرجعت العديد من الإحصائيات والدراسات أسباب تأخر الشباب وعزوف بعضهم عن الزواج في الدول الأوروبية إلى العديد من الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتم دراسة كل سبب من الأسباب على حدة ومراجعته فوجد أن الأسرة هي الأساس المكون لأي مجتمع، وهي تتكون عن طريق الزواج الذي يهدف إلى إشباع الرغبات التي حبانا الله سبحانه وتعالى بها، وهي حاجات اجتماعية وجسدية ونفسية، كما أن الزواج يعمل على توفير سبل الراحة والاستقرار والهدوء، ومع مرور الوقت ودخول التكنولوجيا والتطور المجتمعي والانفتاح على الغرب وعاداتهم وارتفاع تكاليف الزواج، أصبحت عملية الزواج تحتاج إلى دراسة كبيرة لأنها تحتاج إلى موارد مالية كبيرة من سكن وأجهزة وأثاث منزلي ومفروشات وغيرها من العوامل التي يحتاج إليها أي منزل جديد، وهي تعتبر الآن فوق ميزانية أي شاب في مقتبل العمر يبدأ أولى درجات العمل,
أسباب تأخر الشباب في الزواج في الدول العربية
يمر الوطن العربي خلال الفترة الراهنة بوقت حرج نتيجة اتجاه الكثير من الدول إلى اتخاذ إجراءات إصلاحية ومنها رفع الدعم عن مصادر الطاقة لضمان عدم إرهاق ميزانية الدولة وتوجيه الدعم إلى تنمية وتطوير قطاعات أخرى مثل الصحة والتعليم وغيرها، وهو ما أثر بالتالي على الحياة الاقتصادية ونتج عنه ارتفاع في تكاليف الإنتاج وبالتالي ارتفاع الأسعار للخامات والمنتجات والسلع وهي أحد الأسباب التي أدت إلى ارتفاع تكاليف الزواج.
يعد التعليم وإثبات الذات والعمل ورغبة الشباب في مساعدة أسرتهم على تحمل تكاليف وأعباء الحياة من أهم الأسباب التي أدت إلى تأخر الشباب في اتخاذ قرار الزواج، علاوة على أن الارتفاع في تكاليف المعيشة حد من مساعدة الأسرة لأبنائها في متطلبات الزواج، فكانت الأسرة هي التي تتخذ قرار الزواج لأبنائها وتعمل على مساعدتهم من الناحية المادية وخاصة الفتيات التي كان مصيرها يحدد من قبل الأسرة، إلا أنه مع ارتفاع نسبة الفتيات المتعلمات اللاتي التحقن بالمرحلة التعليمية المختلفة ودخلن إلى سوق العمل أدى إلى تغير الآراء وبالتالي عزوف بعضهن عن اتخاذ قرار الزواج والاتجاه بدلاً منه إلى الارتقاء في العمل ومواصلة التعلم إلى مراحل تعليمية تخطت المرحلة الجامعية، بينما كان الأمر خلال فترة التسعينيات بيد الأسرة التي كانت تتخذ قرار تزويجهن في سن مبكرة بهدف الاطمئنان عليهن وهي وجه نظر تغيرت مع مرور الوقت.
دراسة مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF
أعلن مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث عن دراسة جديدة موضح بها الأسباب التي نتج عنها تأخر سن الزواج بين الشباب في الدول العربية، وخاصة الفتيات العربيات، ولخصت الدراسة العوامل التي نتج عنها ظاهرة انخفاض معدل الخصوبة وعزوف الشباب عن خوض تجربة الزواج وتكوين أسرة في المجتمع العربي ونذكر من الدراسة ما يلي:
- انتشار فيروس كورونا خلال الأعوام القليلة الماضية والتي أدت إلى ظهور المشاعر المرتبطة بالخوف والترقب والقلق من عدم الاستقرار مستقبلاً.
- الآثار الثقافية واتساع الاستخدام الرقمي لشبكة المعلومات أدى إلى اضطراب قناعات الفتيات للزواج وخاصة الإعلان بين الحين والآخر عن ارتفاع نسبة الطلاق وهو ما أدى إلى ضغوط نفسية نتج عنها صعوبة في اتخاذ قرار الزواج.
- ازدياد معدل تقلص روابط الثقة بين أفراد المجتمع والاتجاه إلى اتخاذ قرار الوحدة والانعزالية بين الشباب خاصة مع انتشار حالات عدم التوافق المعلنة على مواقع التواصل الاجتماعي.
- ارتفاع تكاليف الزواج بما تتضمنه من مسكن وأجهزة منزلية وشبكة وغيرها.
- عامل البطالة وعدم توافر فرص العمل المناسبة والفقر أدى إلى اتجاه الشباب إلى اتخاذ قرار السفر والهجرة إلى دول خارجية للبحث عن قرصة عمل مناسبة تساعده على بدء حياة جديدة.
- ارتفاع نسبة تعليم الفتيات والانفتاح على العالم الخارجي والدخول إلى سوق العمل مما ساهم في تأخر الشباب عن الزواج.
- تحوط الكثيرين من الدخول في علاقة أسرية خوفاً من الفشل من عدم التمكن في الاستمرار.
إحصائيات نسبه تأخر الشباب عن الزواج
فيما يلي ترتيب إحصائيات نسبة تأخر الشباب عن الزواج بالوطن العربي عن الفتيات اللاتي تخطين سن الخمسة والثلاثون عاماً:
- المركز الأول اللبنانيات وتشكل الفتيات المتأخرات عن الزواج بنسبة 85%.
- المركز الثاني التونسيات وتشكل الفتيات المتأخرات عن الزواج بنسبة 81%.
- المركز الثالث العراقيات بنسبة تراوحت ما بين 80 إلى 70%.
- المركز الربع الإماراتيات بنسبة تتراوح ما بين 75 إلى 70%.
- المركز الخامس السوريات بنسبة 70%.
- المركز السادس المغربيات بنسبة 60%.
- المركز السابع الأردنيات بنسبة 55%.
- المركز الثامن الجزائريات بنسبة 51%.
- المركز التاسع المصريات بنسبة 48%.
- المركز العاشر السعوديات بنسبة 45%.
- المركز الحادي عشر الليبيات بنسبة 35%.
- المركز الثاني عشر القطريات بنسبة تتراوح ما بين 35 إلى 20%.
- المركز الثالث عشر الكويتيات بنسبة تراوحت ما بين 35 إلى 22%.
- المركز الرابع عشر اليمنيات بنسبة 30%.
- المركز الخامس عشر البحرينيات بنسبة 25%.
- المركز السادس عشر والأخير الفلسطينيات بنسبة 12%.