الهبوط المرير لسعر الصرف لليورو بقيمة تساوي دولار واحد أمريكي ليصل إلى مستوى أدني لم يشهده منذ 20 عاما مما يثير القلق لدى الأوروبيين، في حين يشكل فائدة للسياح القادمين من أمريكا، حيث فقد اليورو قرابة 15% من قيمة خلال عام، متأثرا بالحرب على أوكرانيا ومخاطر انقطاع الغاز الروسي عن أوروبا.
مستوى لم يُسجل منذ 20 عامًا.. كيف تغير سعر #اليورو منذ طرحه حتى الآن؟ pic.twitter.com/vVQODrtPfU
— ⓙⓐⓕⓕⓐⓡ (@Jsultan77) July 13, 2022
أسباب تراجع اليورو
يرجح خبراء المال إلى أن ترجع اليورو العملة الأوروبية الموحدة ذلك نتيجة مجموعة من العوامل على رأسها الحرب على أوكرانيا، ولكن هناك تداعيات على هذه الحرب تمس أوروبا بشكل مباشر على البعد الجغرافي والسياسي وأيضًا الأمني الذي باتت عليه أوروبا تعيش عليه كل يوم، وبالتالي هذه التداعيات أدت إلى تغير في الميزان التجاري لدول أوروبا، وبالتالي فالدول الذي كانت تحقق فوائد تجارية كما هو الحال في ألمانيا التي تعتبر الناقل الاقتصادي الأقوى في القارة الأوروبية حققت نوع من العجز لأن تكلفة مشتقات الطاقة باتت باهظة الثمن بالمقارنة بالفترات الماضية، فما هو الحال في الدول الأوربية الأخرى الأقل أهمية من ألمانيا مثل إيطاليا وفرنسا.
وهناك أمور ذات صلة اعتمدت بعض الدول الأوروبية في الاجتماع الأخير لحلف الناتو رفع مخصصات الإنفاق على التسليح لمواجهة الطموحات الروسية في المستقبل أدت أيضًا إلى استنزاف جزء من مقدرات الدول الأوروبية والذهاب إلى نحوى أبواب لم تكن بالحسبان فألمانيا، منذ الحرب العالمية الثانية لم تكن دولة ذات طبيعة بنيوية عسكرية هي مضطرة إلى اقتحام هذا المجال، وبالتالي قامت برفع الإنفاق على الشأن العسكري من 46 إلى 100 مليار يورو فهي بذلك فقدت الكثير من الأموال التي كانت من المفترض أن تتجه نحوى أبواب الاقتصاد.
ما المتوقع من اجتماع البنك المركزي الأوروبي هذه الأيام
قال كارستن بريسيسكي، المدير المالي في مجموعة ING المصرفية أنه من المتوقع أن يرفع المركزي سعر الفائدة الصفري الحالي فقط في يوليو الجاري. أي أنه سوف يرفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، وهي أول زيادة له منذ أكثر من 10 سنوات.
الولايات المتحدة رفعت أسعار الفائدة لماذا أوروبا لا تدخل نفس المنحنى
وضح الأستاذ أحمد الصحفي بالقسم الاقتصادي في التلفزيون العربي أن القارة الأوروبية غير متجانسة من ناحية قدرات البلدان ومعدلات التضخم والنمو على عكس الولايات المتحدة الأمريكية الذي تنسج على منوال واحد جميع الولايات قد تكون متساوية فالفروقات بسيطة من ناحية التضخم والنمو، وبالتالي حين يقوم مجلس الاحتياطي باتخاذ قرار أسعار رفع الفائدة فهو يعلم بأن هذا القرار يستوجب اتخاذه في هذه الحظة نتيجة ظهور مؤشرات تضخم بهذا المقدار.
في القارة الأوروبية في حال اتخاذ قرار برفع أسعار الفائدة 70% أو 75% نقطة أساس يخشى على خفض النمو الاقتصادي في هذه البلدان، وبالتالي قد يحدث نوع من الركود الذي قد يتسبب إطالة أمد الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها القارة الأوروبية التي أصبحت كثير من دولها تعاني عجز في الميزان التجاري الذي كان غير موجود قبل اجتياح الروسي لأوكرانيا.
تأثير انخفاض اليورو على العرب الموجودين في أوروبا
أكد وليام دو فيجلدر، الخبير الاقتصادي في مصرف ي إن بي باريبا أن العرب الذين يقومون بتحويل أموالهم باليورو إلى بلدهم سيتضررون وكذلك المستثمرين العرب الذين يستوردون بعض السلع من القارة الأوروبية وعلى رأسها المركبات والقطع الفنية الأخرى قد تتأثر لان العالم العربي لن يستطيع أن يستفيد منها نتيجة التضخم وانعدام القدرة الشرائية لكثير من المواطنين في العالم العربي.