قد يبدو هذا العنوان غريبًا ولكنه ليس مضللاً، وذلك لأنه يوجد في ولاية كاليفورنيا وبالتحديد في مدينة ليفرمور مصباح يعمل منذ عام 1901 ولم يتم إطفاءه ولو لدقيقة واحدة منذ ذلك التاريخ وطيلة 120 سنة، فما قصة هذا المصباح؟
حسنًا قصته كالتالي: كان من المفروض أن تعمل جميع المصابيح بنفس الكفاءة قبل اجتماع الشركات المختصة بصناعة المصابيح عام 1924 في مدينة جينيف، وقد اتفقت تلك الشركات على صناعة مصابيح قصيرة المدى ولا يزيد عمرها عن 10 آلاف ساعة تشغيل، وذلك حتى يزداد استهلاك المصابيح وعليه تزداد المبيعات والأرباح الخاصة بتلك الشركات.
وقد تم تشكيل منظمة أشبه باتحاد صناعي المصابيح والذي كان يضم كل شركة ناشئة تحت لواءه ويجبرها على تطبيق تلك الشروط المتفق عليها (المصابيح قصيرة العمر).
حتى جاء العام 1988 حين حاولت إحدى الشركات الباكستانية الناشئة في مدينة كراتشي أن تتملص من ذلك الاتحاد، وتخرج عن اتفاق صناعة المصابيح قصيرة العمر عن طريق صناعة مصابيح تدوم لأكثر من 500 ألف ساعة تشغيل.
وعلى الفور قامت الشركات الأخرى بتزويد السوق الباكستاني بملايين المصابيح الرخيصة كنوع من الحرب على تلك الشركة بالإضافة لحملات التشويه الموسعة التي شنتها في الصحف المحلية لتزعم في تلك الحملات بأن مصابيح الشركة الباكستانية تلك تسبب السرطان، الأمر الذي أدى في النهاية إلى نجاح تلك الحملات وإغلاق مصانع الشركة الباكستانية وإفلاس صاحبها بل وحبسه أيضًا.
وعلى هذا النحو تمت محاربة آلاف الشركات الناشئة عبر التاريخ لتنجح الكثير من أساليب التشويه تلك وليفشل البعض، وإذا رجعنا إلى قصة المصباح المضيء منذ عام 1901 سنجد أنه من الممكن صناعة أشياء تدوم لفترات أكبر بكثير من العمر الافتراضي الذي تحدده الشركات ولكن ذلك سيكون على حساب مبيعات الشركات وأرباحها وبالتالي فتلك الصناعات تكون محكومة بأعمار محددة مسبقًا.