منَ مِنا لم يجلس وهو صغير أمام شاشة التليفزيون يوم الإثنين من كل أسبوع في انتظار برنامج العلم والإيمان الذي كان يُعده و يقدمه د. مصطفي محمود، مُطلاً علينا بهيئته الودودة وسماحته وصوته المميز حيث قدم أكثر من 400 حلقة من البرنامج، حدثنا خلالهم عن العلم بأبسط الطرق وعن الإيمان في أسمي معانيه .
اليوم تمر مائة عام علي ميلاده، حيث ولد في 27 ديسمبر عام 1921.
نشأته
ولد د.مصطفي محمود في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية في مصر، وأسمه بالكامل “مصطفي كمال محمود حسين ال محفوظ ” ونشأ في أسرة متوسطة الحال حيث يعمل والدة موظفاً و الذي أصيب بالشلل في سنواته الأخيرة وتوفي عام 1939.
سيرته الذاتية
تعرض مصطفي محمود الطفل إلي الكثير من الأزمات الصحية التي أدت إلي تأخره في المرحلة الابتدائية لمدة ثلاث سنوات.
تخرج الطالب مصطفي محمود من كلية الطب بعد أن تخصص في الأمراض الصدرية عام 1953.
بدأت رحلته مع الأبحاث والدراسات والكتابة عام 1960 بعد تفرغه حيث كتب في مختلف المجالات ولم يكتفي بالمجال العلمي فقط فكتب خلال حياته (89 كتاباً) تناول خلالهم موضوعات أدبية وفلسفية وسياسية واجتماعية ودينية والروايات وقصص الرحلات وكذلك كتب في فن المسرح وكان أهم ما يميز أسلوبه هو البساطة والتشويق والعمق، ومن أشهر كتبه وأهمها كتاب “حوار مع صديقي الملحد و رحلتي من الشك إلي الإيمان والتوراة ولغز الحياة ولغز الموت بالإضافة إلي كتبه الفلسفية ذات الطابع العميق.
زيجاته وأولاده
تزوج د. مصطفي محمود للمرة الأولي عام 1961 ورزق بولدين (أمل وأدهم ) وانتهي الزواج بالطلاق عام 1973 ثم تزوج للمرة الثانية عام 1983 وانتهي أيضا بالطلاق 1987.
أنشأ مسجده الشهير “مسجد مصطفي محمود ” وكان ولا يزال مركزاً متكاملاً لعلاج محدودي الدخل بالإضافة إلي كونه مركزاً علمياً به أربع مراصد فلكية ومتحفاً جيولوجيا.
وفاته
توفي العالم الجليل في 31 أكتوبر عام 2009 عن عمر ناهز 87 عاماً بعد حياة حافلة مليئة بالتحديات والأزمات الفكرية التي أدت إلي إعتزاله الكتابة قبل وفاته بعدة سنوات حيث أصيب بجلطة عام 2003 عاش بعدها وحيداً معتزلاً الناس حتي وفاته رحمة الله عليه.
