منذ بداية التاريخ ظهر اهتمام المصريون بالنيل حتى قال هيرودوت أن مصر هبة النيل، وهناك الكثير من القصص التي تظهر هذا الاهتمام، وبعد الفتح الإسلامي لمصر قاموا بتقدير مياه النيل وحافظا عليها وأثبتوا أنهم على قدر من التحضر والرقي والتقدير لهذه المنة من الله عليهم، وفي هذا المقال سوف نشرح “مقياس النيل” الذي كان يستخدم قديماً في معرفة مقياس المياه.
النيل و الضرائب
يقع ذلك المقياس بجزيرة الروضة وهو ليس الأول من نوعه في مصر فقد كان قبله العديد من المقاييس، وكانت تستخدم بهدف العدل بين الرعية فقد كان المسلمون يقدرون قيمة الجزية والخراج على حسب كمية المياه القادمة للنيل بحيث إذا زادت مياه النيل زادت الزراعة والعكس وعلى هذا الأساس كان يتم تحديد الجزية والضرائب.
تاريخ مقياس النيل
أما عن بناء هذا المقياس، كما قال ابن اياس أن الخليفة العباسي المتوكل على الله طلب أن يبنى مقياس للنيل فتم بنائه في جزيرة الروضة عام 860 م، وهو عبارة عن فسقية مربعة يدخل إليها الماء و في وسطها عمود رخام أبيض و طوله حوالي 20 زراع و له قاعدتان.
ويُروى في كتب التاريخ أنه عندما كان يتم الكشف عن منسوب النيل كان يحتفل المصريون و يجتمعوا وكان هناك بيت شعر شهير لذلك الاحتفال وهو: “تهتك الخلق بالتخليق قلت لهم ما أحسن الستر قالوا العفو مأمول”.