ينتشر عادة جدال واسع على مواقع التواصل الاجتماعي حول تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، ويكثر هذا النقاش والخلاف بالتزامن مع حلول الأعياد والمناسبات الدينية للمسيحيين في مصر، وانقسم أصحاب الاراء إلى فريقين، الأول يرى أنه لا غضاضة مطلقًا في تهنئة المسيحيين بأعيادهم، فهم شركاء الوطن وجيران السكن وزملاء العمل والعلاقات التاريخية بين المسلمين والمسيحيين في مصر تشهد تلاحم منذ مئات السنين، أما الفريق الآخر يرى أن التهنئة جائزة في أعياد الميلاد والأفراح والمناسبات السعيدة ومشاركتهم أيضًا في أحزانهم وتقديم واجب العزاء، أما الأعياد فلا يجوز تقديم التهنئة لهم، وحسمت دار الإفتاء المصرية هذا الجدل الدائر، وأوضحت عبر موقعها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم .
حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم
أكدت دار الافتاء المصرية، أنه لا مانع مطلقًا من تهنئة المسيحيين بأعيادهم ومناسباتهم، وليس في هذا خروج عن الدين كما يدعي بعض المتشددين، ولا سيما هؤلاء الذين لا يعرفون تكامل النصوص الشرعية، ومراعاة سياقاتها، موضحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قبل الهدية من غير المسلمين وزار مرضاهم، وعاملهم واستعان بهم في سلمه وحربه، كما أن هناك دليل قاطع في قول الله تعالى : «وإِذا حيِيتم بتَحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها» [النساء: 86]، والتهنئة بالأعياد والمناسبات نوع من التحية .
الإفتاء ترد على المتشددين
وردت دار الافتاء المصرية على المتشددين الرافضين لهذا الحكم، ويرون أن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من نصارى ويهود خروجًا عن الدين، أن هؤلاء نظرتهم قاصرة للنصوص الدينية، حيث لم يرد فيها نص صريح يؤكد ذلك، وكل ما يعتقدونه ما هو إلا رأي يوافق أهوائهم، أما عن الدعوة والتشبه والموافقة على شعائر غير المسلمين، فالتهنئة ليست بالضرورة التشبه والموافقة والاعتقاد التي نهى عنها الإسلام أو خالفت شيئًا من ثوابته .
وأقرأ معنا :
ما حكم خلع الحجاب ؟ .. الافتاء المصرية تجيب عن السؤال