نعيش الآن في عالم التكنولوجيا بكل ما في الكلمة من معاني؛ عالم متأثر كثيرًا بما يُسمى أثر الهاتف الذكي على عقولنا، عالم حافل بالمنتجات التكنولوجية الجبارة، التي باتت ترمي بالإنسان إلى حقل الكسالى، وتقوم بالمهام وبالأعمال بدلاً عنه، مما جعل العقل البشري والذاكرة البشرية تركن إلى اللاعمل، فهو أسهل عليها ألا تعمل ثم يعمل غيرها مما اخترعه العقل البشري، ليقوم بكل المهام، فقد باتت هواتفنا الجوالة الآن في عالمنا هذا جزء لا يتجزأ من عالمنا، من حياتنا، من وقتنا ومسيرة الثواني في واقعنا، فنحن نعتمد على المنتج التكنولوجي اعتماد كلي، ونعيش في العالم الافتراضي أكثر ما نعيش في العالم الواقعي، من منا يجلس مع أناس مهما كانت علاقته بهم – أصدقاء أقرباء أهل – وهو لا يستعمل هاتفه لأي غرض دون أن يلقي بالاً بما يُقال من حوله، الكل يفعل هذا، هيا إلى تفاصيل أكثر فلنستمتع بقراءة وفيرة عن الموضوع.
أثر الهاتف الذكي وعالمنا ما بين الواقع والخيال
لنقف وقفة احتجاجية الآن على عالم الواقع الافتراضي؛ وقفة جادة نحو حياة أفضل وعقل واعي يعمل بصدق ولا ينساق وراء الكسل التقني، حيث يقترح خبراء علم الاجتماع عن التكنولوجيا والإنسان أن استخدام الهاتف الذكي ولو في ثانية من الوقت فهو له تأثير واضح جدًا على النمو الاجتماعي والعاطفي بالنسبة للأطفال، مما يضعف بالتالي من أنماط النوم، ويمكنه أن يحول جزء من مستخدميه لعبارة ومصطلح غريب ألا وهو بمسمى:
مفكرين كسالى
هذا ما ورد في تقرير صحيفة new straits times عن أنه أجرت جامعة صنواي دراسة حديثة عن تأثير الهواتف الذكية في عملية التعلم وأيضًا تأثير قوي في الذاكرة والتذكر لدى الطلاب الجامعيين.
تأثير الهواتف الذكية على التعلم والذاكرة والتذكر لدى الطلاب
تم نشر الدراسة البحثية المتأخرة عن تأثير الهاتف الذكي: في التعلم والذاكرة التي وردت في مجلة Plos One، عن الأستاذُ المساعد د. يونغ مين هوي بقسم علم النفس، ومعه الطالبتة الجامعية كلاريسا تانيل – طالبة لديه – وهي من كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة صنواي.
هذا حيث قال د. يونغ موضحًا هدف الدراسة البحثية فيما يلي؛
- هدف الدراسة هو الوقوف على تأثير الهاتف الذكي في حياتنا خاصةً على عملية التعلم والذاكرة لدى الطلاب الجامعيين
- ووضح أن النتائج أشارت لأن الأشخاص الذين ليس لديهم هاتف جوال، لديهم دقة استدعاء أعلى من غيرهم؛
- هذا بالمقارنةً مع هؤلاء الذين يمتلكون هاتف ذكي
- بالإضافة إلى استنتاجهم لوجود علاقة سلبية هائلة فيما بين التفكير الواعي الذي للهاتف – بمعنى كم مرة تفكر في هاتفك؟ – وبين استرجاع الذاكرة لديك
استنتاجات جديدة ظهرت عن الدراسات المتأخرة
استنتج د. يونغ من أبحاثه الأخيرة ما يلي؛
- وجد أن امتلاك هاتف جوال وزيادة التفكير الواعي بالهاتف، يؤثر سلبًا على تعلم الذاكرة وعلى عملية استرجاعها
- مع العلم أن استخدام الهاتف الجوال يرتفع نسبته بين الطلاب، مما يؤكد على ظهور عواقب سلبية وخيمة على الطلاب أوسع من كل اعتقداتنا
- لذا فأن الطلاب يحتاجون للتدرب والتعلم حول كيفية الابتعاد عن استخدام هواتفهم لمدد طويلة وأيضًا يتعلموا كيفية الانخراط بأنشطة المجتمع الأخرى الواقعية والتي هي مثل:
- ممارسة قراءة الكتب
- أو القيام بمتابعة الأنشطة الخارجية
من الجدير بالذكر أنه لا تحول الهواتف الذكية كل الأشخاص من حالة مفكرين عميقيين إلى حالة مفكرين كسالى، لكن تشير الدراسات الحديثة مؤخرًا إلى أن هؤلاء الأشخاص المتمتعين بكونهم لديهم حاسة مفكرين بديهيين بسبب طبيعتهم، أو هؤلاء هم الذين يتصرفون وفقًا للغريزة والعواطف، لذا يميلون للاعتماد على استعمال هواتفهم بصورة متكررة.
من التأثيرات السلبية أيضًا أنه يؤثر على خفض معدلات الذكاء بوضوح مما يؤثر في الدراسة لدى الطلاب وفي الاستيعاب لدى الأطفال.
أشار الباحثون إلى أن هذه هي البداية بالنسبة لدراسات تأثير الهواتف الذكية في حياتنا، وما بقي كان أعظم فحين تصل الدراسة إلى مبتغاها وإلى مراحل أكثر تقدمًا وتطورًا، فما أحد يعلم مدى ما سيتم اكتشافه من تأثيرات ضارة على الجنس البشري، لذا يجب الانتباه لنصائح خبراء علم النفس والاجتماع في محاولات التكيف على عدم استعمال الهاتف لأوقات أطول تحسبًا لأي تأثير ضار ممكن أن يصيب الذاكرة والعقل بل والذكاء أيضًا، انتظروا منا المزيد حول هذه الدراسة، نترككم في رعاية الله وفقكم الله لصالح الأعمال ولما فيه الخير لأنفسكم ولأمتكم.