فاطمة الحطاب، سيدة من محافظة دمياط توفيت يوم أمس بعد إصابتها بفيروس كورونا المستجد، تاركةً خلفها أثراً طيب وسيرة عطرة، جعلت سكان محافظة دمياط ورواد مواقع التواصل الإجتماعي ينهالون بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة، “ماتت الطيبة الأصيلة”، “كانت ملاك ماشية عالأرض”، كلمات رثى بها جيران الفقيدة “فاطمة” صديقتهم وجارتهم، وذلك لتلحق برضيعتها الصغيرة التي أنجبتها أثناء تواجدها في الحجر الصحي وتوفيت “الرضيعة” قبل وفاة أمها بيومين، مصر فايف يلقي الضوء على جانب صغير من حياة الفقيدة من خلال السطور القادمة.
فاطمة الحطاب
البداية كانت من كلية التربية جامعة دمياط، حينما نشأت قصة حب بين فاطمة الحطاب وزوجها الدكتور شادي أبو يوسف، تكللت بالزواج عقب تخرج الزوجان من الكلية بثلاثة أعوام، وقفت الزوجة بجانب زوجها الذي كان يحلم بتدشين مركز لتعليم اللغة الإنجليزية، وبالفعل تحول الحلم بفضل تعاون الزوجين إلى حقيقة على أرض الواقع.
شادي أبو يوسف شقيق فاطمة الحطاب، والمتواجد حالياً بالحجر الصحي بمستشفى العجمي، بسبب إصابته بفيروس كورونا، روى في حديث صحفي تفاصيل ما حدث له ولزوجته أم أولاده، وكشف تفاصيل إصابتهما بكوفيد 19، حيث قال أن شقيق زوجته نزل إلى عمله، ورغم أنه لا يخالط أجانب نهائياً، إلا أنه عاد ذات يوم من العمل في حالة صحية سيئة للغاية ومصاب بإرتفاع شديد في درجة الحرارة، والأطباء شخصوا حالته بأنها نزلة شعبية حادة.
شادي ابو يوسف زوج فاطمة الحطاب يروي تفاصيل اصابتهما بكورونا
وأكمل أبو يوسف، أنه عقب أسبوعين، تحسنت صحت شقيق زوجته، لكن أصيبت والدته وأخيه الآخر بشكل مفاجئ بإرتفاع في درجة الحرارة، الأمر الذي أدى إلى تعليق محلول لهما، وكانت الزوجة فاطمة الحطاب هي من تتولى رعايتهما، وكانت حامل حينئذٍ في شهرها السادس، وكان رأي الأطباء في هذا الوقت أن الثلاثة مصابون بأزمة شعبية حادة.
ويضيف أبو يوسف، أنه عقب ذلك بدأت الأعراض تظهر على فاطمة، وتمثلت تلك الأعراض في كحة ناشفة، ضيق تنفس، إرتفاع حرارة، وبعد الذهاب لـ 4 أطباء أكدوا أنها نزلة شعبية حادة، ثم ذهبوا بعد ذلك لمستشفى صدر دمياط، لكنهم هناك رفضوا إجراء الأشعة لها بسبب حملها، حيث أن الجنين يمكن أن يتضرر منها، الأمر الذي تسبب في تدهور حالتها.
وبعد تواصل الزوج مع مدير أحد المستشفيات الذي أكد جواز إجراء الأشعة، أجرى الزوج الأشعة على زوجته فاطمة، بمساعدة صديقه وطبيب الأشعة الدكتور بطرس حنا، ليكتشف وجود إلتهابات شديدة على الرئة، ويؤكد له حنا أنه وبنسبة 90%، فإن فاطمة مصابة بكورونا، وطالبهم بالتوجه لمستشفى الصدر.
ويوضح الزوج أنه بعد التوجه للمستشفى بالفعل أثبتت التحاليل إيجابية حالة فاطمة وإصابتها بكورونا، موضحاً أن التشخيصات الخاطئة، جعلتهم يتعاملون لمدة 14 يوم كاملين مع الحالة على أنها نزلة شعبية، مما تسبب في تدهور حالة فاطمة، وكان يتم وضعها بإستمرار على جهاز تنفس إصطناعي.
ويضيف الزوج أنه قام بإدخال زوجته إلى مستشفى العزل، ثم دخلت للعناية المركزة، لتبدأ أعراض المرض في الظهور عليه هو الآخر، وبعد إجراؤه للتحليل تبين إصابته هو أيضاً بكورونا، وتم نقله للعزل في نفس المستشفى التي تقبع بها زوجته الراحلة فاطمة، وبدأت حالته تتحسن.
وقال شادي أبو يوسف أن زوجته فاطمة ولدت نجلتها في العزل، لكن الطفلة الصغيرة توفيت بعد ولادتها بيومين فقط بسبب تدهور صحة والدتها، كاشفاً على أنه ترك أولاده الثلاثة برفقة شقيقة زوجته وجدتهم، وأن مسئولي الصحة يقومون بمتابعتهم بإستمرار.