أصدرت محكمة جنايات القاهرة الواقعة بمنطقة عابدين، وذلك يوم الأحد الموافق الأول من مارس لعام 2020، حكمًا بالإعدام شنقًا لربة منزل، والسجن المؤبد لعشيقها، وكان ذلك كعقوبة لقتلهم زوجة المتهمة باستخدام “سم صراصير”، وذلك بعد صدور الرأي الشرعي من فضيلة المفتي.
وقد تم إحالة المتهمين ومعهم رجل آخر إلى محكمة الجنايات، بواسطة المحامي العام لنيابات غرب القاهرة الكلية، وذلك بسبب كونهم متهمين في قتل زوج السيدة باستخدام السم، في منطقة الزيتون بالقاهرة.
وكانت بداية التحقيقات عندما قدم أحد الأشخاص بلاغاً إلى قسم شرطة الزيتون العام الماضي، اتهم فيه زوجة أخيه المتوفي وعشيقها بقتل شقيقه، فقامت الشرطة بالقبض على المتهمة “إنجي.أ” التي تبلغ من العمر 36 عامًا، ربة منزل، والمتهم “محمد.خ” الذي يعمل كـ سائق ويقيم علاقة مع المتهمة، ومعهم متهم ثالث ساعدهم في إتمام الجريمة، وتم تسجيل المحضر تحت رقم 5200 لسنة 2019.
وقد تبين أن إنجي زوجة المجني عليه امرأة تسعى دائمًا للحصول على الأموال، وتقوم بإنفاقها ببزخ وتبذير، وكانت دومًا تطمح للثراء لذلك تزوجت من المجني عليه الذي جعل أمنياتها حقيقة، وقامت بإنجاب أربعة أطفال منه، ولكنها طمحت للمزيد فقررت قتل زوجها للحصول على الميراث.
وكانت إنجي على علاقة غير شرعية بسائق يعمل لدى شركة خاصة، فأخبرته بما تنوي وقررت أنه سوف يساعدها في قتل زوجها للحصول على ثروته، والتنعم بها سوياً.
وضع الخطة
بعد اتفاق المتهمة مع عشيقها على قتل المجني عليه حتى تأخذ أمواله عن طريق الميراث، وقد وعدته بأنه سوف يكون له نصيب من هذه الأموال، حيث قام العشيق بوضع خطة للتخلص من الزوج دون أن يكتشف ذلك أحد.
فقد أحضر العشيق عبوة من المبيد الحشري “سم صراصير” وأخبر المتهمة أن تضع منه في طعام زوجها يومياً، أُعجبت الزوجة بهذه الخطة حيث أنها ستؤدي إلى وفاة الزوج بشكل طبيعي ولن تستطيع الشرطة اكتشاف الجريمة التي قاما بها.
اليوم السابق للجريمة
قد اعترفت الزوجة في التحقيقات بأنها قامت بوضع كمية من المبيد الحشري في كوب من الشاي بلبن وقدمته إلى زوجها، وذلك قبل حدوث الجريمة بيوم، ولكن مفعول السم لم يقضي على الزوج كما أرادت المتهمة، فقررت الزوجة أن تكرر فعلتها إلى أن يتم مرادها، وكل هذا دون أن يشعر الزوج بأياً مما تخطط له زوجته.
وقد استمرت المتهمة إنجي في إضافة كميات من المبيد الحشري في طعام المجني عليه على أوقات مختلفة حتى مات الزوج نتيجة الجرعات الكبيرة التي تناولها من السم في طعامه دون أن يدري، وبعد موته ظلت المتهمة تصرخ وتنتحب كذبًا على فراق والد أطفالها الأربعة، وذلك حتى لا يشك أحد أنها هي الفاعلة.
الحصول على الميراث
قامت المتهمة باستخراج تصريح دفن زوجها، وقامت بدفنه في مقابر الأقباط، ثم انتظرت بضع أيام قبل قيامها بالاتصال بأشقاء زوجها لتخبرهم أنه قد مات نتيجة تراجع حالته الصحية، وأنهم يجب أن يأتوا لمناقشة أمور الميراث.
اكتشاف الجريمة قبل الحكم بالإعدام شنقًا للزوجة
أثناء تواجد شقيق المجني عليه في منزل شقيقه استطاع اكتشاف تسجيلات صوتية خليعة بين المتهمة وعشيقها، وذلك بعد أن انتبه إلى صوت رسالة على هاتف شقيقه الذي أصبح ملك لزوجته بعد وفاته، فشعر الأخ بالريبة والشك في زوجة شقيقة وقام بإبلاغ الشرطة.
وبعد تقديم البلاغ كشفت التحقيقات وجود علاقة غير شرعية بين المتهمة وأحد السائقين بشركة خاصة، وكذلك وجود اشتباه أن الزوج لم يلق حتفه نتيجة أسباب طبيعية، وإنما تم قتله بواسطة زوجته.
وفي بداية التحقيقات أنكرت الزوجة كل الاتهامات التي وجهت إليها، وقامت النيابة بفحص الهاتف المحمول الخاص بها فعثرت على عدة تسجيلات لمكالمتها الغير شرعية مع عشيقها، وظهر من خلال الفحص رسالة من رقم العشيق جاء فيها “انتي ندمانة يا انجي”.
هذه الرسالة جعلت فريق النيابة تزيد من عدد المشتبه بهم في الجريمة، وتم عمل فحص دقيق لجميع الرسائل والمكالمات الصادرة والواردة من هاتف المتهمة، وتم إصدار أمر بالضبط والإحضار ضد المتهم الثاني عشيق الزوجة، والتحقيق معه بشأن ما تم إيجاده في هاتف المتهمة.
الاعتراف بالجريمة
انهارت المتهمة وقامت بالاعتراف بجريمتها بالاشتراك مع عشيقها وشخص ثالث، وذلك بعد مواجهتها بجميع ما ظهر من فحص هاتفها المحمول وهاتف زوجها المجني عليه، واطلاعها على الرسائل التي تحتوي على اتفاقها مع عشيقها وخطتهم لقتل زوجها، وكذلك حصول النيابة على صور لها في أوضاع مخلة مع عشيقها.
وعند ضبط المتهم “محمد” عشيق الزوجة قام بالاعتراف أنه لم يشارك في قتل المجني عليه وإنما قام بمشاركة المتهمة في وضع الخطة، وتزويدها بالمبيد الحشري فقط.
وبعد اعتراف المتهمة وعشيقها قامت النيابة بإصدار أمر استخراج جثة المجني عليه، وإرسالها إلى الطب الشرعي ليتم فحصها وتحديد سبب الوفاة، وقام الطب الشرعي بإصدار تقرير أوضح فيه أن المجني عليه قد توفي نتيجة تعاطي جرعات من مبيد حشري سام، وأن الوفاة بها شبهة جنائية.
حيث قامت النيابة بإحالة القضية إلى المحكمة، والتي قضت بتحويل أوراق المتهمين الثلاثة (الزوجة وعشيقها والرجل الذي قام بمساعدتهم) إلى فضيلة المفتي، وذلك لإصدار الرأي الشرعي في الحكم بالإعدام، وأخيرًا تم إصدار الحكم بالإعدام شنقًا على المتهمة زوجة المجني عليه، والحكم بالسجن المؤبد لعشيقها.
اقرأ أيضا | خطير جدًا ويؤدي إلى الوفاة .. تفاصيل انتشار مرض «إكس» في أثيوبيا
اقرأ أيضا | إثيوبيا تتحدي القوانين الدولية وتعلن موعد ملء سد النهضة.. وتؤكد لا يوجد قوة تستطيع منعنا