خبر وفاة الرئيس الاسبق المصري محمد حسني مبارك كان الخبر الأبرز اليوم حيث وافته المنية اليوم الثلاثاء 25/2/2020 عن عمر يناهز 92 عامًا، بعد أيام من مرور الذكرى التاسعة لتنحيه عن الحكم الذي قضى فيه 3 عقود ( 1981 – 2011)، عقب صراع طويل مع المرض، وتعرض خلالها لعدة محاولات اغتيال كان أبرزها استهداف موكبه في أديس أبابا عام 1995 باعتبار الحادثة أثرت على علاقة القاهرة بالقارة السمراء، كما كان مبارك شاهدًا على واقعة الاغتيال الشهير الذي أسفر عن رحيل الرئيس الأسبق محمد انور السادات، فما نجا هو منها بأعجوبة، الحادثة التي اشتهرت بـ “حادث المنصة” أثناء العرض العسكري عام 1981.
الرئيس الأسبق حسني مبارك
قبل وبعد حكم مبارك
كانت حياة حسني مبارك وخلال حكمه للبلاد على مدى 3 عقود، ماقبلها وما بعدها حافلة بمحطات من انتصارات وانكسارات، تدرج فيها مبارك من حياة عسكرية حافلة بالإنجازات والتكريم، ثم على حياة مدنية كنائب لرئيس الجمهورية ثم رئيسًا، وتدرج خلال فترة حكمه من رؤيته كبطل قومي ومنقذ للبلاد إلى اعتباره المسؤول عن أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية، والتي أدت إلى قيام احتجاجات شعبية شهدتها مصر في 25 يناير 2011، مما دعاه للتنحي عن الحكم.
أبرز 5 محاولات اغتيال للرئيس الأسبق الراحل حسني مبارك
- عملية سيدي براني : في عام 1993 قامت “الجماعة الإسلامية”، التي خاضت صراعات مسلحة مع الدولة، بتدبير محاولة اغتيال مبارك، عن طريق زرع متفجرات على الساحل الغربي وتحديدا في الطريق المؤدي إلى ليبيا، ومحاولة استهداف سيارته أثناء توجهه برًا بزيارة رسمية إلى ليبيا، غير أن الاجهزة الامنية نجحت حينذا بتوقيف المتورطين بالعملية والكشف عن أماكن زرع المتفجرات.
وبنتيجة التحقيقات في العملية تبين وقتها تورط ضابط فيها وتمت مداهمة وكر الإرهابيين في مدينة مرسى مطروح شمال غربي مصر، وحكمت المحكمة العسكرية في القضية بالإعدام على 3 متهمين والسجن المؤبد على 3 آخرين وعرفت القضية إعلاميًا بـ “قضية سيدي براني” نسبة للمنطقة التي وقعت فيها.
- عملية كوبري الفردوس : بالقرب من طريق صلاح سالم شرقي القاهرة تمكنت السلطات المصرية من إحباط عملية اغتيال مبارك نهاية العام 1994، وجرى على إثرها توقيف نحو 30 إرهابيا من مجموعة أطلقت على نفسها “الجهاد”، حيث كانوا يقومون بشق نفق بالقرب من طريق صلاح سالم الذي كان موكب مبارك يسلكه عادة، بهدف تفخيخ النفق وتفجيره.
وكشفت التحقيقات عن وضع المجموعة الإرهابية أكثر من سيناريو لمسار موكب الرئاسة بهدف إتمام العملية بنجاح، ومن ضمن تلك السيناريوهات تفجير الكوبري حال قدوم الموكب قادماً من صلاح سالم متجهاً إلى القلعة، وفي حال تغير المسار نحو مدينة البعوث (قرب المكان ذاته) سوف تكون هناك سيارة ملغمة بـ100 كيلوجرام مواد ناسفة ومتصلة بسلك لتفجير السيارة، وسيناريو آخر كان إذا موكب مبارك عاد من الاتجاه العكسي إلى مصر الجديدة ستكون سيارة أخرى محملة أيضاً بـ100 كيلوجرام من المتفجرات تقف في منطقة المقابر المقابلة وتنفجر أيضاً بالأسلوب نفسه، وإضافة لذلك تضمنت الخطة تنفيذ عملية الاغتيال في ميدان رمسيس (وسط القاهرة) قرب كوبري أكتوبر بواسطة سيارة ملغومة.
- حادث أديس أبابا: الذي وقع في عام 1995 أثناء زيارة مبارك إلى أثيوبيا لحضور مؤتمر القمة الأفريقية، حيث تعرض موكبه لمحاولة استهداف من قبل مسلحين، وعقب عودة مبارك للقاهرة، قال في مؤتمر صحفي: “بدايات الموضوع كانت بعد الهبوط إلى مطار إثيوبيا، ودارت الأحاديث حول تأخر الحراسة المرافقة لموكبي، ورفضهم اصطحاب حراستي للطبنجات الخاصة بهم لكن حراسي خبأوها، وانطلق الموكب نحو مقر القمة، بعدها قامت سيارة زرقاء بسد الطريق، وترجل مجموعة من الأشخاص وفتحوا النيران على سيارتي لكن حراستي أخذت أماكنها”. وأضاف: “استطاعوا إطلاق رصاصتين على السيارة لكنهم لم ينفذوا، وبعد ذلك ظهر شاب صغير السن يحمل رشاشا يتجه نحو السيارة لكن الحرس أصابوه، وظلت الحراسة محافظة على هدوئها، وفي النهاية أمرت السائق بأن يعود إلى المطار مرة أخرى”، وتداولت حينها عدة روايات حول التنظيم الإرهابي المدبر للعملية ما بين تنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية.
- استهداف طائرة مبارك: وفي ذات العام لحادثة أديس أبابا 1995 فشلت خطة زعيم القاعدة اسامة بن لادن لاغتيال مبارك باستهداف طائرته بالجو، حيث نشرت مواقع أمريكية في عام 2015 أنه “قبل 20 عاما فكر أسامة بن لادن زعيم القاعدة، في الهجوم على طائرة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وتفجيرها”، وذكرت تقارير إعلامية غربية أن الفكرة طرات لدى بن لادن عندما كان في السودان بان يقوم الطيار الخاص به بصدم طائرته بطائرة مبارك في الجو حال سفره إلى المملكة العربية السعودية، غير أن مبارك ألغى حينذاك سفره الامر الذي أنجاه من المحاولة اغتيال أخرى.
- حادثة بورسعيد: أثناء احتفالية بمقر محافظة بورسعيد بحضور مبارك، قام أحد الأشخاص بالهجوم على موكبه بآلة حادة مما أصابه بجرح سطحي في يده حسب الرواية الرسمية وقامت عناصر الحراسة بالإمساك بالجاني ومن ثم قتله، وبعد ثورة 25 يناير والإطاحة بمبارك تواترت روايات حول الجاني أنه ليس لديه سجل إجرامي أو أي نشاط سياسي، وأشارت تلك الروايات إلى ان الناس تدافعوا أثناء مرور موكب الرئيس مبارك حماسًا مما دفعوا ذلك المواطن فتعثر بالحبل الذي يمسكه الأمن وعند قيامه من عثرته أرداه الحرس الرئاسي قتيلًا برصاصة واحدة أصابته في مقتل.