توفى اليوم الجمعة، المسن السعودي، حيزان الحربي، صاحب أشهر قضية نزاع مع شقيقه على رعاية أمه، في أغرب قصة شهدتها محاكم المملكة، في الواقعة الشهيرة التي أثارت الجدل بالمملكة وسط حالة كبيرة من الحزن بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رحل “الحربي”، بعدما تعرض لحادث دهس منذ شهر مضى، وظل في الرعاية المركزة حتى وافته المنية الجمعة.
مع وفاة “الحربي”، عادت قصة الرجل البار بأمه إلى الظهور مجددا يسردها الجميع ترحما عليه، فالمسن حيزان الحربي، كان قد اختلف مع شقيقه الأصغر “غالب” حول أحقية رعاية والدتهما ووصل الأمر للقضاء، الذي حكم لصالح شقيقه فبكى حيزان لأن والدته ستغادر منزله، وهو الحريص على خدمتها ورعايتها.
ونالت قضية خلاف حيزان الحربي وشقيقه حول من فيهم الأحق برعاية والدتهما، شهرة واسعة كونها قضية غريبة من نوعها وتعكس حرص كل منهما على بر والدتهما، واستمرت مداولات القضية في المحكمة لفترة طويلة، وعندما قضت المحكمة لصالح الشقيق الأصغر، بكى حيزان بحرقة لأن والدته ستغادر منزله عكس رغبته.
تفاصيل قصة الراحل حيزان الحربي
ذات اليوم حضر شقيقه غالب من مدينة سعودية أخرى، مع زوجته وأولاده بهدف اصطحاب والدته لخدمتها بسبب كبر سن شقيقه وعجزه عن تقديم رعاية مناسبة لها من وجهة نظره، هذا الطلب قابله الشقيق الأكبر بالرفض والتأكيد على خدمتها.
احتد الخلاف بعدما طالب غالب من شقيقه حيزان، السماح له باصطحاب الأم إلى بيته في منطقة أخرى، وتدخل الأهل والأصدقاء المقربون لهما بهدف تقريب وجهات النظر، إلا أن الشقيق الراحل –حيزان- تمسك برعاية أمه وتوسل إلى أخيه الأصغر لتركها أمام عينه وعدم حرمانه منها ومن ثواب رعايتها.
انتهت النقاشات بين الأبناء البررة إلى طريق مسدود، وقرر حيزان اللجوء إلى القضاء قائلا لأخيه: بينى وبينك حكم الله يا غالب.
وبدأ القضاء في المملكة في نظر أغرب قضية أثارت الرأي العام، في نهاية المطاف طلب القاضي إحضار الأم، إلى قاعة المحكمة لتختار بنفسها من تريد وأين ترغب في العيش.
وحين جاء موعد الجلسة، حملاها كليهما بين أيديهما وجاءا بها يتناوبان حملها، حتى أقعداها أمام القاضي الذي وجه لها سؤالًا: أيهما تختارين يا أم حيزان.. وردت بقلب الأم، وهي تدرك أبعاد إجابتها وبعد أن نظرت إلى وجهي ابنيها وأشارت إلى حيزان قائلةً : هذا عيني هذي، وذاك عيني الثانية، وحين طالبها القاضي بتحديد أحدهما قالت : ما عندي إلا ما قلت يا صاحب الفضيلة.
وهنا تدخل القضاء بما يضمن مصلحة الأم فأصدر القاضي حكمه بانتقال الأم، إلى منزل ابنها “غالب” تحقيقًا لمصلحتها ولوجود من يقوم على خدمتها.
وفي قاعة المحكمة، عرف حيزان الابن الأكبر ولأول مرةٍ معنى حرارة الدموع وألم الفراق، وبكى لبكائه شقيقه غالب، وخرجا يتناوبان حمل والدتهما إلى السيارة، ليظل الابن البار حديث المملكة العربية السعودية طوال السنوات الماضية حتى وافته المنية وانتقل إلى جوار ربه لتجمعه دار الآخرة بالحبيبة – الأم الراحلة- التي فارقته في الحياة رغما عنه.