بدأت أحداث الواقعة المأساوية عندما تلقي اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية، إخطارًا من مستشفى ناصر العام، بوفاة “إ.ر” 27 سنة، سائق “توكتوك”، ومقيم بدائرة مركز قليوب، إثر إصابته بجرح تهتكي في الرأس ونزيف بالمخ، وجري التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى ناصر العام، فتم على الفور تشكيل فريق أمني لكشف الملابسات.
وبسؤال شقيق المجني عليه “أ.ر.ر” 29 سنة، ترزي، قرر اختفاء شقيقه حال عمله كسائق “توكتوك” في منطقة حدائق القبة، وأنه توصل إلى وجود المركبة في الجراج المشار إليه من خلال جهاز التتبع، فجرى إخطار اللواء هشام سليم مدير المباحث الجنائية بالقليوبية، والعميد يحيى راضي رئيس المباحث الجنائية، وتبين أن وراء الواقعة “ت. ص” 42 سنة، سائق، وشقيقه “إ” 52 سنة، سائق، و”م. ك” 29 سنة، عاطل.
وباستهداف المتهمين بمعرفة العقيد محمد عبد الهادي رئيس فرع البحث الجنائي في شبرا الخيمة، جري ضبطهم، وبمواجهتهم أقروا بارتكابهم الواقعة، واعترفوا تفصيليا بالحادث، مؤكدين وأكد المتهمون بأنهم استقلوا مركبة “توكتوك” برفقة المجني عليه من أمام مصنع، دائرة قسم أول شبرا الخيمة، بحجة توصيلهم إلى مدينة الخصوص، وأثناء سيرهم بالطريق أعطوا المجني عليه عبوة مشروب مُعلبة “زبادو” أعدوه سلفًا وخلطوا به بعض الأقراص المخدرة، وعقب تناوله شعر بحالة من النعاس فوضعوه بالمقعد الخلفي، حتى وصولوا أسفل الطريق الدائري بطريق ترعة الإسماعلية – دائرة القسم مكان العثور على المجني عليه، ألقوا به خارج المركبة أثناء سيرها ما أدى لارتطام رأسه بأحد القواعد الخرسانية على جانب الطريق الدائري وفروا هاربين.
والدة المجني عليه تروي تفاصيل جديدة
“ده لسه صغير.. كانوا سرقوه ومقتلهوش.. ليه يحرموا ابنه ومراته منه”، بهذه الكلمات بدأت الحاجة “ليلى”، والدة المجني عليها حديثها لـ”مصراوي”، مضيفة والدموع تملأ عينيها: “إبراهيم كان في حاله بيجري على أكل عيشه، ويصرف على مراته طفله”.
وتابعت والدة المجني عليه: “إبراهيم تعود في الفترة الأخيرة أن يعمل ورديتين، من أجل سداد الديون المتراكمة عليه، ويوم الحادث صليت الفجر أنا وهو وقبل يدي وطلب مني أن أدعوا له، وطلب من شقيقه الأصغر أن يعتني جيدًا بابنه وزوجته”، مشيرة إلى أنه عقب مغادرته المنزل شعرت بإحساس غريب لم تشعر به من قبل.
وأضافت والدة المجني عليه: “مر يوم كامل على خروج إبراهيم، وكان من المفترض أن يعود إلى المنزل في الساعة السادسة مساءً، وبدأ القلق ينتابني أنا وزوجته، وكلما حاولنا الاتصال به نجد الهاتف مغلقًا، بدأت شكوكنا تزداد، هاتفنا أصدقائه ولكن الجميع أكدوا أنهم لم يقابلونه لنتيقن أن مكروها أصابه.
تقول والدة المجني عليه: فجأة وصلتنا مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص أخبرنا بأن “إبراهيم” في مستشفى ناصر العام، ذهبنا لنجده جثة هامدة.. “حسبي الله ونعم الوكيل في القتلة الفجرة، المفروض يتعدموا في ميدان عام عشان يكونوا عبرة لغيرهم”.
“مكنتش أعرف أن دي هتبقى آخر مكالمة بيننا”، قالتها زوجة المجني عليه والألم يعتصرها، مشيرًة أن زوجه هاتفها بعد خروجه من المنزل، وطلب منها أنه في حال حدث له أي مكروه عليها أن تخبر شقيقه بسداد الدين الخاص به، وطلب مني رعاية والدته وعدم تركها، موضحًة أنها لم تكن تعلم أن تلك المكالمة ستكون آخر كلمات تسمعها من زوجها، قائلة “حرموا ابني من أبوه اللي ملناش حد بعده”.