بدأت الواقعة منذ أيام، وتحديدًا أمام عيادة المجني عليه، الذي خرج من عيادته مستغيثًا بالمارة، يحاول التشبث بالحائط حتى يصل إلى أقرب مستشفى أو يجد من يسعفه، مرددًا “الحقوني”، وبالفعل نقله الأهالي إلى مستشفى القُرين المركزي، لكن الرجل الذي تخطى الستين من العمر لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته، بينما أصيبت ممرضته بحالة إغماء.
كان اللواء جرير مصطفى، مدير أمن الشرقية، قد تلقى إخطارًا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغًا من مستشفى “القُرين” المركزي، باستقبال “محمد زايد” 60 عامًا، طبيب نسا وتوليد، مُقيم بدائرة مركز فاقوس، مصابًا بعدة جروح طعنية بالصدر، ولفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله متأثرًا بإصابته.
وبانتقال الأجهزة الأمنية وبعد التحريات، أكد شهود العيان، بأنهم شاهدوا المجني عليه يخرج من باب العيادة، مصابًا، وينزف من أكثر من موضع في جسده، ويحاول أن يحصل على إسعاف طبي، وأن المجني عليه كان متواجدًا بعيادته الخاصة ببندر مدينة فاقوس لمباشرة عمله، إلا أنه في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، خرج يستغيث من آثار الطعنات، فيما تبين تعرضه للتعدي من قِبل مجهول بسلاح أبيض، ولاذ الجاني بالفرار.
وكشف التقرير الطبي لدخول الجثة إلى مستشفى “القُرين” المركزي عن أن الفقيد تعرض لـ5 طعنات بالصدر وطعنة بالظهر وأخرى بالرقبة، فضلًا عن طعنة نافذة بالكتف الأيمن، وأخرى بالكتف اليسرى، وجرح قطعي بالرأس، حيث لفظ الطبيب أنفاسه الأخيرة متأثرًا بالإصابات السابق ذكرها، تاركًا ثلاثة أبناء، جميعهم أطباء، بالإضافة إلى زوجته، طبيبة هي الأخرى بمستشفى “فاقوس” المركزي، ثكالى، وشُيعَّ جنازته إلى مثواه الأخير.
من جانبها، أعلنت أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن الشرقية، عن تشكيل فريق بحث جنائي ضم الرائد محمد فاضل، رئيس مباحث فاقوس، برئاسة العقيد ياسر فاروق، رئيس فرع البحث الجنائي لقطاع الشرق، والعميد عمرو رؤوف، رئيس مباحث المديرية، بإشراف اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، لكشف غموض الواقعة وتحديد هوية الجناة وضبطهم في أسرع وقت.