أعلنت واشنطن، أمس الجمعة، تعليق التزاماتها في معاهدة الصّواريخ النوويّة المتوسّطة المدى المبرمة مع موسكو أثناء الحرب الباردة، وبدء انسحابها منها بحجّة انتهاكها من جانب روسيا التي هدّدت بدورها بسباق تسلّح جديد في أوروبا، لافتة خلال بيان رسمي لها، إلى إن منظومة الصّواريخ المتوسطة المدى الروسية تنتهك المعاهدة، لاسيما أن إن المعاهدة تفرض عليهم قيودًا وتستثني الصين، القوة الآسيويّة الصاعدة.
وهو الأمر الذي أكده الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في بيان، بأنه ابتداءً من السبت ستُعلق الولايات المتحدة كل التزاماتها بمعاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة والبدء في عملية الانسحاب من المعاهدة والتي ستكتمل خلال ستة أشهر، إلا إذا عادت روسيا للالتزام بالمعاهدة وتدمير جميع الصواريخ والمنصات والمعدات التي تنتهكها، مشيرًا إلى الولايات المتحدة التزمت بالمعاهدة بالكامل لمدة تزيد على 30 عامًا، لكنّنا لن نبقى مقيدين ببنودها فيما لا تفعل روسيا ذلك.
وأول رد روسي رسمي
وفي أول رد روسي حاسم على قرار أمريكا، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين، خلال اجتماع عقده بوتين مع وزير الخارجية سيرجي لافروف ووزير الدفاع سيرجي شويجو اليوم في موسكو، لبحث الرد الروسي على شروع واشنطن في تقويض معاهدة الصواريخ، تعليق موسكو التزامها بمعاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ردا على انسحاب واشنطن منها، مؤكدا أن روسيا ستباشر في تطوير صاروخ فرط صوتي أرضي متوسط المدى، معتبرًا نشرها منصات إطلاق من نوع “إم كي-41” في أوروبا يعتبر انتهاكا سافرا لمعاهدة الصواريخ.
تكليفات عسكرية
وكلّف بوتين وزارة الدفاع بتقديم تقرير حول سبل مواجهة الخطر الذي قد ينجم عن نشر الدول أسلحتها في الفضاء، مع ضرورة تغيير صيغة الاجتماعات العسكرية، معربا عن عزمه الإشراف شخصيا على عملية إدخال الأسلحة الجديدة حيز الخدمة، الأمر الذي يعني عمليا عودة إلى زمن الحرب الباردة، ودخول موسكو وواشنطن في سباق تسلح استعدادا لمعركة غير معلومة التوقيت تتوقف شرارتها الأولى على ضغط زر بين أقوي جيشين في العالم.
قدرات الجيش الأمريكي والروسي
قدرات الجيش الأمريكـــــــي | قدرات الجيش الروســــــــي |
|
|