كما هي العادة من لمسات جوجل الرقيقة، حيث يُرسل تحياته للشخصيات العالمية المشهورة من خلال استعراضات شكل شعارات جوجل المعروفة باسم Doodle، واليوم يحتفل بالذكرى الـ 198 لميلاد الكاتبة شارلوت برونتي أو تشارلوت برونتي Charlotte Brontë.
من هي شارلوت برونتي التي تحتفل بها جوجل اليوم
فمن هي الكاتبة شارلوت برونتي؟
شارلوت برونتي هي روائية وشاعرة إنجليزية، وهي الأخت الكبرى للإخوة برونتي، حيث يُعتبر الإخوة الثلاثة شارلوت وإيميلي وآن برونتي من أبجديات الأدب الإنجليزي (على الرغم من أن إيميلي برونتي لم تكتب إلا رواية واحدة هي مرتفعات وذرينج).
ولدت شارلوت في 21 أبريل/نيسان 1816 لأب أيرلندي هو باتريك برونتي، والأم ماريا لي برانويل، وهي الثالثة بين 6 أطفال. وكما هي العادة في حياة الأدباء ذوي اللمسات الخاصة، تتعرض شارلوت برونتي لأزمات عائلية خاصة، فتموت أمها وهي بعد في الخامسة من عمرها، تاركة 5 بنات وابن وحيد في رعاية الأب.
ثم تتوالى الأحزان عليها فتُصاب شقيقتاها الكبريان بمرض السُلّ، وتوافيهن المنية مبكرًا، فتتأثر الأخت الكبر شارلوت برونتي بمثل هذه الأحداث القاصمة، وهي بعد في التاسعة من عمرها.
الموهبة الأدبية المبكرة للكاتبة شارلوت برونتي
في مثل هذه الظروف لم يجد الإخوة برونتي غير الهروب من أرض الواقع إلى دنيا الخيال، فصنعن – الأخوات الثلاثة – ممالك خاصة بهن من دينا الخيال. فكانت آن وإيميلي لهما مملكة واحدة يكتبان عنها الكثير من المقالات هي مملكة جوندال، بينما كانت شارلوت برونتي تكتب عن مملكة انجريا. ونسج الجميع تفاصيل تلك الممالك من خيالهن الخصب في مرحلة المراهقة المتميزة بالرقة والرهافة، خاصة مع تقارب عمر الفتيات الثلاث.
حرص الأخوات الثلاث على إصدار رواياتهم بأسماء مستعارة خوفًا من تعرضهن للنقد إذا علم النقاد بأن كتاب هذه الرواية إناث، حيث كان يُنظر إلى تقييم الرواية على أساس الكاتب، وليس على جودة العمل. فأصدرن مجموعة من القصائد الشعرية تحت أسماء كيور، إليس وأكتن بيل عام 1846.
روايات شارلوت برونتي
كما أسلفنا، بدأت شارلوت برونتي في كتابة الروايات منذ الصبا، وكانت البداية في رواية “القزم الأخضر”، ثم حكايات من مملكتها الخيالية “حكايات من انجريا”.
في بداية مرحلة الشباب، توجهت قليلا إلى الكتابة للأطفال فكتبت:
- زورما في المنفى
- مينا لوري
- كارولين فيرنون
أما رواياتها التي اشتهرت في العالم أجمع، وتم تحويل بعض منها إلى أفلام روائية مشهورة، فكانت:
- جين آير Jane Eyre ، نشرت عام 1847 (تم تحويلها إلى عمل سينمائي)
- شيرلي Shirley ، نشرت عام 1849
- فاليت Villette، نشرت عام 1853 (تم تحويلها إلى عمل سينمائي)
- البروفيسور The Professor (لم تحظ بالنشر إلا بعد وفاة شارلوت برونتي عام 1857)
- إيما (وهي رواية غير مكتملة، تم كتابة 20 صفحة منها فقط من قبل شارلوت برونتي، وتم نشرها أيضًا بعد وفاتها عام 1860. في عام 1980 قامت سيدة تُدعى كونستانس سافري بإكمال الرواية على نفس نمط شارلوت برونتي، على الرغم من أنها نُشرت باسم إليزابيث جود) ثم في عام 2003 قام كلاير بولين بإكمال الرواية على طريقته الخاصة أيضًا تحت اسم (إيما براون) ونُشرت عام 2003.
توفيت شارلوت برونتي قبل أن تتم عامها التاسع والثلاثين في 21 مارس عام 1855.
قصة رواية جين إير أكثر روايات شارلوت برونتي شهرة
تحظى رواية (جين إير) بنصيب الأسد، وهي الرواية التي تُرجمت إلى العديد من اللغات العالمية، وتحولت إلى فيلم سينمائي، وليس هذا فحسب، بل إلى أفلام سينمائية بلغات مختلفة، وتم تعديل الحبكة الدرامية في بعض الروايات لتناسب المجتمعات التي عُرضت فيها هذه الأفلام.
رواية جين إير عبارة عن سيرة ذاتية للفتاة جين إير التي عانت الأمرين بفقد والديها والعيش في بيت خالها السيد ريد. السيد ريد هو الوحيد الذي كان يعطف عليها بينما زوجة خالها السيدة سارة ريد كانت تسيء معاملتها إلى أقصى حد، وحينما توفى خالها زادت المعاملة سوءًا، فأصبحت تعاملها كالخادمة، وتُبعد أبناءها عنها، وتعرضها لإيذاء بدني وجسدي شديد.
تنتقل بعدها جين إير إلى مدرسة لوود تسبقها سمعة سيئة بدعم من القائم على إدارة المدرسة، السيد بروكل هوست، فيكمل ما بدأته سارة ريد، فيمعن في عقابها وإذلالها وإبعاد زميلاتها عنها، ونعتها بالكاذبة طيلة الوقت، ولم ينقذها منه إلا المعلمة الآنسة تيمبل، ولم يعطف عليها غير صديقتها المقربة هيلين بيرينز.
تستمر معاناة جين إير حينما تموت صديقتها هيلين بيرينز بالتيفود بسبب سوء بيئة المدرسة الصحية، وكانت هذه هي القشة التي قسمت ظهر البعير لدى المسئولين، فقاموا بطرد بروكل هوست، وبناء مبنى جديد نظيف للمدرسة.
وتمضي جين إير 6 سنوات في الدراسة وسنتين في التدريس في مدرسة لوود، وتنهيها مثل مثلها الأعلى الآنسة تيمبل وتقرر العمل كمدرسة خاصة .. وهنا تبدأ في الرواية مرحلة ثورنفيلد هول.
تمضي بعدها الرواية في أحداثها، ويبدو أن شارلوت برونتي قد استمدت من واقعها المؤلم الكثير من الإشارات والأحداث في الرواية، فقد مات أختاها بالتيفود في مدرسة بنفس قذارة مدرسة لوود، وعانت هي من فقد الأم وهي صغيرة أيما معاناة مع الأب الذي انشغل بالعمل في الكنيسة.
وهذه التيمة هي التيمة الغالبة في أي روائي في القرن التاسع عشر، ونلاحظها بشدة في روايات تشارلز ديكنز كذلك.
تم إصدار الرواية في 3 مجلدات، وكانت هذه هي عادة إصدار الروايات وقتها، لا يقل عدد صفحات كل مجلد عن 400 صفحة، وسبب تقسيم الروايات هو جذب المزيد من الترقب واللهفة إلى متابعة أجزاء الرواية المختلفة.
كما أسلفنا تحولت رواية جين إير إلى عمل سينمائي بأكثر من إصدار وفي أكثر من عهد وأكثر من دولة، والغريب أن شارلوت برونتي لم تنل من هذا المجد شيء ولا حتى النذر اليسير، على الرغم من قيمة الرواية الأدبية في عالمنا المعاصر.
شكرا لكم على هذة المعلومات