التاريخ الإسلامي به الكثير من القصص الكفيلة بجعل المسلمين يتعلمون أمور دينهم، خاصة تلك التي كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وخلال هذا التقرير سوف نتعرف على قصة رواها إمام الدعاة “محمد متولي الشعراوي”، وتلك كانت قصة الرجل الذي رفضت الأرض دفنه.
الشيخ الشعراوي تحدث عن رجل يدعى “محلم الليثي”، وهو رجل خرج يومًا ما في سرية قد أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت مكونة من ثمانية أشخاص يقودها رجل يسمى “قتاده بن ربيعي” وهذه السرية غرضها أن يظن البعض أن الرسول قد اتجه إلي هذا الاتجاه عندما كان يجهز لغزوة أهل مكة.
وخلال الرحلة التي قامت بها هذه السرية، قد وجدوا شخًا يدعلى “عامر الأشجعي”، وقد ألقي عليهم السلام، ولكن لم يرد أحد على تحيته، وذلك بسبب وجود بغضاء وخلاف شديد بينه وبين “محلم الليثي”، فظنوا أنها خديعة من عامر لهم، فهمّ محلم بقتل عامر الأشجعي وأخذ بعيره ومتاعه، ثم أنهى السرية وعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم .
وهنا نزل قول الله عز وجل “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ” صدق الله العظيم.
وبعدها علم الرسول صلى الله عليه وسلم بما فعله “ملحم الليثي”، وفجاء الأخير إلى الرسول، وجلس بين بيديه، وقال له إستغفر لي يا رسول الله، فقال له الرسول: “لا غفر الله لك”، وذلك لإن الرسول كان يعلم بأن “ملحم” قد قتل عامر الأشجعي بسبب بغضاء في قلبه، ولست دفاعًا عن نفسه أو عن السرية.
وبعد أيام مات “ملحم الليثي”، وعندما أراد الصحابة أن يدفنوه لفظته الأرض، ورفضت دفنه، فقال لهم الرسول: “الأرض قبلت من هو شر من محلم ولكن الله أراد أن يعظم من حرمتكم (أي من حرمه الدم)”.
وننشر لكم في “مصر فايف” الفيديو الذي يتحدث فيه الشيخ الشعراوي عن تلك القصة المؤثرة