لم يكن يعرف “إمام” بأن زواجه من فتاة تدعى “حنان” وتصغره في العمر بخمس سنوات سيكون هو أول خطوات النهاية بالنسبة له، وذلك بعدما قرر الزوجين العيش في قرية أبورجوان قبلي بمركز البدرشين في محافظة الجيزة، وبعدها بشهور قليلة يرزقا بطفلة تحول معها اهتمام رب الأسرة بمولودته.
كان المجني عليه “عامل بسيط”، يحاول قدر الإمكان تلبية احتياجات الوافد الجديد للأسرة، وكان دائم الحديث إلى زوجته بأنه يفعل المستحيل من أجل الأسرة، ويعلق دومًا قائلًا لها:”لو أطول أجيب لها لبن العصفور مش هتأخر.. ربنا يحفظها وأشوفها عروسة”، دون أن يدري بأن أمله لن يتحقق..
وخلال السنوات السابقة، نشأت علاقة صداقة قوية بينه المجني عليه “أمام”، وبين صديق له يدعى “عماد”، وأصبح الأخير يتردد كثيرًا على منزل إمام، دون ثمة شك من قبل إمام في “رفيق الدرب” بأن يخترق حُرمة أهل بيته.
وفي إحدى الأيام، طلب “أمام” من زوجته إعداد كوب نسكافيه له وشاي لصديقه، ولكنه عندما تناول شربه دخل في سبات عميق لم يستفق منه للأبد، وهنا كانت بداية كشفت تفاصيل جريمة مقتل الزوج على يد زوجته، وصديقه.
وذهبت الزوجة في اليوم التالي إلى عملها، وبمجرد أن عادت بدأت في إطلاق الصرخات قائلة: “إلحقوني جوزي مات”، ليبدأ الأهالي والجيران في الدخول إلى الشقة، وبعد إبلاغ الشرطة، وصل مفتش الصحة وتوقيع الكشف الطبي على الجثمان، أفاد بعدم وجود شبهة جنائية وأن الوفاة نتيجة توقف عضلة القلب الأمر الذي أكدته الزوجة لدى سؤالها حول تعاطيه أي أقراص مخدرة: “كان بيشرب برشام علشان الشغل”..
ولكن لم تكن تلك نهاية القضية، حيث بدأت من جديد بعدها كشف “عماد” لأحد أصدقائه، بأنه قام هو وزوجة المجني عليه بالتخلص من “إمام”.
ولم يصمت صديقهم الثالث كثيرًا على ما سمعه، وذهب إلى قسم الشرطة وأبلغ رجال الأمن بكل ما سمعه، وعلى الفور بدأت المباحث في تقنين الإجراءات من أجل إلقاء القبض على “عماد” وعلى “حنان” زوجة المجني عليه.
وأمام النيابة، قالت المتهمة وزوجة المجني عليه: “أيوه اتفقت مع عشيقي إننا نخلص من جوزي علشان نتجوز”، مؤكدة أنها ارتبطت بعلاقة عاطفية بصديق زوجها “عماد”، وخططا للتخلص منه بطريقة شيطانية وقد نفذا هذا الأمر سويًا، وذلك بعدما أحضر عماد قرصين مخدرين من صيدلية مجاورة لمنزل صديقه وأعطاها للزوجة التي بدورها وضعتها في كوب النسكافيه.
وعلى الفور أصدرت التعليمات أمرها بحبس المتهمين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأمرت بإستخراج جثة المتوفي من جديد من أجل فصحها بواسطة الطب الشرعي.