“أخويا اتقتل على أيد مراته وعشيقها”.. هذه الكلمات كان سببًا في كشف لغز الجريمة المأساوية التي هزت البدرشين، والتي تطقها “سيد. ر”، 28 سنة.عامل، أمام المستشار حازم عامر رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية، مستكملاً حديثه وسط صدمة وذهول: “أخويا أدفن من شهر والمتهم اعترف بقتله بالاتفاق مع زوجته”.
الأمر الذي دفع النيابة والأجهزة الأمنية لفتح تحقيق موسع لكشف غموض واقعة دفن رجل منذ شهر، باعلان مصرع “إمام”، 39 سنة عامل، مقيم بأبو رجوان قبلي بمنطقة البدرشين، في يوم 17 سبتمبر الماضي، ودفن بعد تقرير مفتش الصحة بإصابته بـ”احتشاء” توقف في عضلة القلب، إلا أن الحق ظهر بعد شهر من دفنه والذي نزل كالصاعقة على الزوجة الخائنة وعشيقها.
كيف اكتشف لغز الوفاة؟
وبحسب تصريحات شقيق المتهم والذي قال فيها:
بعد مرور شهر على وفاة شقيقه فوجئ بأحد أبناء القرية يخبره أنه سمع من صديق شقيقه المتوفى في جلسة إدمان مخدرات سويًا، أنه قتل صديقه لارتباطه بعلاقة مع زوجته، ورغبتهما في الزواج، وحتى يخلو لهما الطريق قررا قتل الزوج.
وتابع: “لما سمعت كده مصدقتش وقولت للشخص اللي بلغني كلمه في التليفون قدامي ووريني هيقول إيه”، بالفعل اتصل بالمتهم واستدرجه في الحديث حول الجريمة التي ارتكبها وحاول التفاخر بها أثناء تغييب المخدرات لعقله، وفوجئ الأخ بالمكالمة المسجلة لمدة 60 ثانية، قال فيها “عماد ح.”، “33 سنة.عامل”: “بعد ما حبينا بعض وقتلت صاحبي عشان نتجوز بقت بتتقل وتتدلع عليا ورفضاني”.
فور سماع شقيق الزوج للتسجيل الذي حصل عليه من هاتف صديقه أسرع به إلى النيابة العامة، والتي بدورها قامت بسرعة ضبط وإحضار المتهم والزوجة، “حنان ق.”، (35 سنة.عاملة نظافة)، للتحقيق في بلاغ شقيق الزوج.
وألقت مباحث البدرشين القبض على المتهمين، وبعرضهما على النيابة العامة اعترفا بارتكاب الجريمة، مشيرًا إلى أنه كان صديقًا للمجني عليه؛ ويعملان في المعمار، واعتاد المتهم التردد على منزل القتيل والسهر برفقته وتعاطي الأقراص المخدرة والحشيش سويًا، ومنذ حوالي عامين نشأت بينه وبين الزوجة، علاقة عاطفية استمرت طوال العامين الماضيين.
وأكمل المتهم في التحقيقات: “بعدما وقعت بيننا علاقة عاطفية طلبت الزوجة أن تكمل حياتها معي، إلا أن وجود الزوج كان العقبة في ذلك؛ ووضعنا الخطة للتخلص منه وكانت بقتله والإيحاء بوفاته طبيعيًا”.
وأضاف المتهم أنه اشترى أقراص منومة أثناء ذهابه للسهر برفقته وفي غفلة منه وضع له قرصين “منوم” في كوب نسكافيه، ومع تأثير المنوم والأقراص المخدرة فقد الزوج الوعي تمامًا وفي تلك اللحظة ظهرت الزوجة وحملت زوجها برفقة عشيقها ووضعاه على السرير، وأحضرت “عباءتها” وقاما بلفها حول رقبته ووقف كل منهما على جانبي السرير وجذب كل منهما طرفها من جهته.
وأردف: “ساهمت حالة سكونه التام في سيطرتهما عليه وعدم استيقاظه أو المقاومة حتى تأكدا من انقطاع أنفاسه ومفارقته الحياة”.
وعن حالة الوفاة قالت الزوجة إنها تركت الجثة على السرير منذ الساعة العاشرة مساء ثم استيقظت في الصباح الباكر متوجهة إلى عملها كعاملة نظافة بالمستوصف الطبي، لتعود في موعدها الرابعة عصرًا ويسمع حينها الجيران دوي صرخاتها فور دخولها المنزل مرددة “جوزي مات ..الحقوني جوزي مات”.
الإجراءات الطبيعية للدفن تم اتخاذها بعد استدعاء مفتش الصحة الذي أرجع اللون الأزرق لكامل جسد المتوفى، إلى طول ساعات وفاته، ولم يتبين له أية آثار خنق حول الرقبة حيث أن العباءة المستخدمة لخنقه ناعمة القماش، لم تترك حزًا في الرقبة، علاوة على أن عدم مقاومة الزوج لم يؤد إلى جحوظ بالعين أو انتفاخ في العروق، فأصدر مفتش الصحة تصريحًا بالدفن مرجعًا الوفاة لتوقف في عضلة القلب.