وفقا لوكالة رويترز للأنباء دعت جامعة الدول العربية يوم الأحد إلى تحقيق دولي في الاستخدام “الاجرامي” للأسلحة الكيماوية في سوريا ونددت بما اعتبرته تدخلا لايران في شؤون دول أخرى، وكانت السعودية وإيران على مدى عقود رهن النضال من أجل التفوق الإقليمي الذي يجري الآن في حروب بالوكالة في العديد من البلدان، بما فيها اليمن وسوريا.
وحسب ما جاء في البيان الختامي للقمة العربية في الظهران بالمملكة العربية السعودية : “نؤكد على إدانتنا المطلقة لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري ونحن نطالب بتحقيق دولي مستقل لضمان تطبيق القانون الدولي ضد أي شخص يثبت أنه استخدم أسلحة كيميائية”، وشدد البيان على الحاجة إلى حل سياسي للحرب السورية المتعددة الجوانب.
كما أعربت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها عن دعمهم للهجمات الصاروخية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يوم السبت ضد منشآت الأسلحة الكيميائية المزعومة في سوريا، في حين أدان العراق ولبنان تلك الضربات، حيث تنفي دمشق استخدام أو امتلاك أسلحة كيميائية وتصف الضربات بأنها عمل من أعمال العدوان.
ساعدت المساعدة العسكرية على مدى السنوات الثلاث الماضية من روسيا وإيران التي تدعم أيضا حزب الله اللبناني وميليشيات الشيعة في العراق الرئيس السوري بشار الأسد على سحق المعارضة والإطاحة بها.
ودعا البيان إلى فرض مزيد من العقوبات الدولية على إيران وحثها على سحب “ميليشياتها” من سوريا واليمن، وقال وزير الخارجية السعودي عادل جبير في مؤتمر صحفي “أدانت القمة التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية ، إما من خلال إشعال الفتنة الطائفية أو زرع الميليشيات في الدول العربية مثل لبنان والعراق واليمن ، وإيواء إرهابيي القاعدة”.
قمة القدس
أعلنت المملكة العربية السعودية ، التي تتولى الرئاسة الدورية للقمة العربية التي استلمتها من الأردن، أن هذا التجمع سيطلق عليه اسم “قمة القدس”، في إشارة إلى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، التي أدانتها الدول العربية، وتعهد المندوبون بدعم الفلسطينيين الذين يريدون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية، وقال الملك سلمان إن السعودية تبرعت بمبلغ 200 مليون دولار لمساعدتها، بما في ذلك 50 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
لم ترسل قطر مسؤولاً كبيراً، وهي علامة على أن نزاعها المستمر منذ 10 أشهر مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر لا يزال بعيداً عن الحل، وكانت قطعت الدول الأربع العلاقات الدبلوماسية والنقل مع قطر في يونيو الماضي ، متهمة إياها بدعم الإرهاب، وبدورها تنفي الدوحة الاتهامات وتقول إن المقاطعة محاولة للاعتداء على سيادتها.
وقالت وكالة الانباء القطرية الرسمية ان وفدها ترأسه ممثلها الدائم بجامعة الدول العربية سيف بن مقدم البوعينين، في حين أرسلت معظم 22 دولة أخرى رؤساء دول أو حكومات، وقد ترأس الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفد قطر في قمة العام الماضي في الأردن.
وعاد الشيخ تميم إلى الدوحة يوم السبت من رحلة إلى الولايات المتحدة حيث التقى ترامب، وقد وقف ترامب علنا مع السعوديين والإماراتيين في وقت مبكر من الأزمة، لكنه الآن يدفع باتجاه التوصل إلى قرار لإعادة وحدة دول الخليج العربية والحفاظ على جبهة موحدة ضد إيران.
وردا على سؤال حول سبب عدم وجود قطر على جدول أعمال القمة، قال وزير الخارجية السعودي: “لأن قطر ليست على جدول الأعمال، انها ليست قضية كبيرة، إنها ليست مشكلة كبيرة، إنها مشكلة صغيرة جدًا”، وقال إن القضية ستحل إذا ما أوفت الدوحة بمطالب دول المقاطعة التي تشمل إغلاق محطة تلفزيون الجزيرة والحد من العلاقات مع إيران، وتستضيف تونس قمة جامعة الدول العربية في عام 2019.