دعى الأنبياء والعلماء والزهاد والمصلحون عبر التاريخ البشري كله الإنسان إلى التأمل والتفكر في المخلوقات والموجودات، ولم يستثنوا التفكر في النفس كخلقة ربانية مدهشة، وبالفعل تثبت الأرقام والحقائق الكثير من الآيات الربانية المدهشة في جسم الإنسان، والتي ربما لا يدري أيًا منَا شيئًا عنها.
يقول الله سبحانه وتعالي في آية واحدة بليغة – وكل آي ربي بليغة – من سورة الذاريات، تدعو إلى تأمل هذه المعجزات في الجسد البشري:
“وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ” ﴿الذاريات: ٢١﴾
لماذا يقول الإنسان بعد العطس (الحمد لله)؟
في لحظة العطسة – التي هي أقل من الثانية – تتوقف كل أجهزة الجسم عن العمل تمامًا، بما فيها الأجهزة الحيوية مثل القلب والدماغ، لذلك الجزء اليسير من الثانية ثم تعود مرة أخرى إلى العمل.
ليس هذا فحسب، ولكن سرعة العطسة حسب تقدير العلماء، تُقدر بـ 160 كلم/ساعة، ولو كانت عينا الإنسان مفتوحة أثناء العطس، لقفزت كرتي العين من محجريهما، ولكن رحمة الله بك جعلت العينان تغلقان بصورة لا إرادية عند العطس لحمايتك .. فقل الحمد لله.
أنت شخص آخر كل 6 شهور
يتم تجديد كافة أجهزة وخلايا جسمك كل فترة محددة – ما عدا خلايا المخ – تتفاوت من عضو لآخر.
- الكلية تتحلل وتتغير وتتشكل بشكل متدرج كل 6 أسابيع.
- تحدث نفس العملية للكبد كل 8 أسابيع.
- المعدة تتجدد خلاياها كل 7 أيام.
- الجلد يتغير في كل مرة يستحم الإنسان فيها.
- العمود الفقري يتحلل ويتغير كل 6 شهور.
الله يعطيك جسد جديد كل 6 شهور .. وتستمر هذه العملية بهذا النشاط حتى يصل الإنسان إلى مرحلة الشيخوخة، فيقل هذا المعدل، وتظهر أعراض الشيخوخة على الإنسان .. فقل الحمد لله.
مقدار الطاقة الكهربية في جسم الإنسان
في عام 1972 قام عالم أمريكي يُدعى (نايت أنجيل) بعمل دراسة عن كمية الطاقة في جسم الإنسان، وسر سريان التيار الكهربي من شخص لآخر، ومن خلال الجمادات لجسم الإنسان، واكتشف أن طاقة جسم الإنسان الكهربية من الممكن – إذا تم استخلاصها في مولدات – أن توفر طاقة كهربية لمدينة كبيرة مثل طوكيو لمدة أسبوع.
وحينما أكدت أبحاث اليابانيين هذا الاكتشاف، وحسبوا تكلفة تلك الطاقة، وجدوا أنها تساوي ما مقداره 85,000,000,000$ .. طاقة جسمك وحدها تساوي 85 مليار دولار .. قل سبحان الله.
العمليات اللاإرادية في جسم الإنسان
العمليات اللاإرادية في جسم الإنسان تعتبر وحدها معجزة حقيقية، غير المعجزات السابقة.تأمل هذه العمليات التي تحدث في جسدك كل 24 ساعة تقريبًا:
- قلب الإنسان ينبض منذ مولده وحتى وفاته بمعدل 120,000 مرة في اليوم .. بشكل لا إرادي.
- عين الإنسان ترمش أكثر من 23,000 مرة في اليوم .. بشكل لا إرادي.
- رئة الإنسان تتنفس أكثر من 25,000 مرة في اليوم .. بشكل لا إرادي.
- المعدة تنتج 2 لتر من الحمض الذي يساعد على هضم الطعام يوميًا .. بشكل لا إرادي.
- الكلية تقوم بتنقية أكثر من 1500 لتر من الدم يوميًا .. بشكل لا إرادي.
فقل سبحان الله.
الإنسان وردود الفعل المنعكسة
ردود الفعل المنعكسة المقصود بها هو الإجراء الذي تتخذه بشكل تلقائي بدون تفكير حيال التعرض لمؤثرات خارجية قد تتسم بالخطر.
مثل أن تقوم بسحب يدك بشكل سريع وعنيف حينما تتعرض للحرارة أو شكة الدبوس. وهو نفسه رد الفعل المنعكس حينما يقوم أحدهم بدغدعة باطن القدم بشيء ما فتتحرك أصابع قدمك بشكل لا إرادي.
كيف يقوم المخ بالتعامل مع المؤثرات الخارجية؟
يستقبل مخ الإنسان المؤثر الخارجي من الحواس المختلفة – أشهرها الحواس الخمس – فيقوم بإرسال رسالة إلى المخ يسأله عن خبرته في التعامل مع مثل هذه المواقف، فيرسل المخ الإجابة إذا كان هناك سابقة تعامل مع مثل هذا المؤثر، ثم يعطي الأمر للعضو المناسب باتخاذ الإجراء المناسب.
هذه العملية قد تستغرق ثوان معدودة، أو قل ثانية. ومن رحمة الله بنا أنه أعفى المخ من هذه المهمة، وأوكل بها الجهاز العصبي الذي يتحرك بتلقائية ولا يفكر.
فإذا قذف أحدهم نحوك حجر، واستشرت المخ في التعامل مع هذا الموقف، فربما يصطدم بك الحجر قبل أن تحصل على الإجابة، ولكن مثل هذه المواقف يتعامل معها الجهاز العصبي للإنسان بكفاءة عالية، فينحني الجسد بتلقائية وسرعة ويتفادى الحجر، قبل أن يدرك المخ ما يحدث .. وهذه ديناميكية ربانية لحمايتك من كافة المخاطر .. فقل الحمد لله.
ذاكرة الإنسان الوهمية
حتى الآن يجتهد العلماء في البحث عن ذاكرة تستوعب حجم المعلومات الذي يتم تغذية أجهزة الكمبيوتر به، وينتقلوا من نجاح إلى آخر في تصغير حجم الذاكرة وزيادة سعتها الالكترونية يومًا بعد يوم، ولكن الذاكرة البشرية مازالت تعجزهم.
حجم الاتصالات العصبية لجسم الإنسان وحده يقدر برقم مهول هو عبارة عن رقم 1 أمامه أصفار حينما يتم كتابتها على خط مستقيم بمعدل 1 ملم لكل صفر، نصنع صفًا من الأصفار أوله عند سطح الأرض، وآخره عند سطح الشمس (المسافة بين الأرض والشمس وحدة فلكية كاملية تساوي 146,000,000,000 متر).
الذاكرة البشرية للإنسان تنقسم إلى جزءين:
- الجزء الواعي من ذاكرة الإنسان: وهو الذي يحتفظ بالأمور السطحية التي يحتاجها الإنسان في تعاملاته اليومية فقط، ويُهمل الباقي. وهي تُقدر بأقل من 5% من إجمالي ذاكرة الإنسان.
- الذاكرة الغير واعية من ذاكرة الإنسان: وهي التي تسجل كل صغيرة وكبيرة تراها العين، أو تسمعها الأذن، أو تشمها الأنف، أو يحسها الجلد، أو يتذوقها اللسان، أو يدركها العقل، ولا ينساها أبدًا أو يُذهبها مهما طال العمر ومهما طال الأمد .. حتى الأحلام التي يحلمها، حتى الكتب التي ينظر إليها بلغات مختلفة ولا يفهمها .. يتم تسجيلها في هذه الذاكرة. ولا يتم تنشيط هذه الذاكرة إلا في حالات الطواريء أو بالمحفزات الخارجية في حالة الوعي مثل الأسئلة والروابط الذهنية، أو في حالة اللاوعي مثل التنويم المغناطيسي.
قل سبحان الله.
الحقائق المعجزة عن جسم الإنسان لا تُعد ولا تُحصى وما ذكرته هنا هو بعض المعلومات الهامشية فقط، ومن أتاح لنفسه المزيد من البحث والتفكر، فلن يتوقف لسانه عن قول: سبحان الله.
الحمد لله على هذة النعم